نيجيرفان بارزاني يزور بغداد لفتح باب التفاوض حول القضايا العالقة

سيبحث زيادة الميزانية بـ 20 %

نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان في مكتبه (أ.ب)
TT

أعلن المتحدث الرسمي باسم حكومة إقليم كردستان سفين دزيي أن رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني سيزور بغداد، اليوم، على رأس وفد رفيع المستوى من الإقليم يضم عددا من الوزراء والمستشارين، من أجل بدء مفاوضات جدية وتسريع الخطى الفعلية لحل المشاكل العالقة بين الإقليم والحكومة الاتحادية.

وقال دزيي، في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «وفدا رفيعا من حكومة إقليم كردستان سيزور بغداد الأحد، برئاسة نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة الإقليم، وبرفقته نائب رئيس الحكومة والوزراء المعنيون وعدد من المستشارين، من أجل بدء مفاوضات جدية وتسريع الخطى لحل المشاكل القائمة بين أربيل وبغداد على أساس الاتفاق المبدئي الذي وصل إليه رئيس حكومة الإقليم مع وزير النفط الاتحادي عادل عبد المهدي».

وقررت الحكومة الاتحادية إرسال 500 مليون دولار إلى أربيل، مقابل تصدير الإقليم لـ150 ألف برميل نفط يوميا من حقول كركوك عبر أنبوب نفط الإقليم إلى تركيا، وذلك بحسب الاتفاق المبرم بين رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني ووزير النفط في الحكومة الاتحادية عادل عبد المهدي في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

وبين دزيي أن المفاوضات ستعتمد على «الاتفاق المبدئي الذي توصل إليه الجانبان وتوصيات برلمان الإقليم واللجنة التفاوضية المؤلفة من الجهات السياسية في إقليم كردستان»، مضيفا أن «أربيل كانت راغبة دوما في حل المشاكل مع بغداد عبر الحوار والتفاهم، للوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف ويصب في مصلحة الجميع، وعلى أساس هذه التوافقات، عقب الأجواء الإيجابية التي تلت الاتفاق الرئيسي بين رئيس مجلس الوزراء ووزير النفط الاتحادي».

وأكد أن «زيارة بغداد وإجراء اللقاءات والاجتماعات وبدء الحوار والمفاوضات، لا تعني أن جميع المشاكل سيتم حلها مرة واحدة، ولا يتوقع أي منا حسم جميع الملفات خلال زيارة واحدة، لكننا نأمل في الوقت ذاته أن يوصلنا فتح باب الحوار إلى اتفاق وتحقيق الهدف الذي يصب في صالح إقليم كردستان والعراق بشكل عام، وأن يلقى قبولا لدى الجميع».

من جانبه، قال عرفات كرم، النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «من أهم النقاط التي سيناقشها وفد الإقليم في بغداد الموازنة الاتحادية، والتأكيد على تثبيت حصة الإقليم منها من الناحية العملية. ومن المحتمل أن يطلب وفد الإقليم من بغداد زيادة هذه الحصة بحيث تبلغ 20 في المائة من ميزانية العراق، أو أكثر، لأسباب منها تحرير العديد من المناطق من (داعش)، ووجود عدد كبير من النازحين في إقليم كردستان، وصولا إلى الملف الأمني وقوات البيشمركة وتسليحها وتوفير الميزانية لها كقوة عسكرية ضمن منظومة الدفاع العراقي، لأن بغداد لم توفر لقوات البيشمركة لحد الآن أي شيء، وبالعكس تشكل الحكومة العراقية الآن عرقلة أمام تسليح البيشمركة مع العلم بأنها القوة البرية الوحيدة التي تقاتل (داعش)، وكذلك موضوع النفط والغاز».

بدوره، قال عزت صابر، النائب عن الاتحاد الوطني الكردستاني في برلمان الإقليم، لـ«الشرق الأوسط»: «من المهم أن يبحث وفد حكومة الإقليم الذي يزور بغداد، برئاسة نيجيرفان بارزاني رئيس الحكومة، كل القضايا والمسائل العالقة بين أربيل وبغداد، مع إبداء الجانبين التفاهم وحسن النية للوصول إلى اتفاق أساسي بينهما». وأضاف أن «برلمان الإقليم سلم الوفد الكردي المتوجه إلى بغداد عددا من الوصايا لطرحها ضمن المفاوضات، من أهمها أن يتسلم إقليم كردستان ميزانيته المقررة 17 في المائة من الميزانية الاتحادية كاملة دون استقطاع أي مصروفات سيادية أو حكومية منها، وأن يصدر الإقليم نفطه بنفسه وتحت سيطرته، مع إعلام الحكومة الاتحادية بذلك وبشكل شفاف، إضافة إلى توفير الرواتب لقوات البيشمركة».

وقال وزير الثقافة الاتحادي فرياد راوندزي (كردي)، في حديث لـ«الشرق الأوسط» أمس «من المقرر أن يبحث وفد حكومة الإقليم مسائل الميزانية والبيشمركة والحرب ضد (داعش) والنفط مع الحكومة الاتحادية، وهذه النقاط الثلاث من الضروري أن يبحثها وفد الإقليم مع الحكومة الاتحادية، وأن يصل إلى حل لها، خاصة حل قضية الميزانية التي تحتل حاليا جزءا كبيرا من مناقشات كل الأطراف العراقية، وقسم من هذه الميزانية خاص بإقليم كردستان، وهناك مناقشات حول بعض نقاطها»، مبينا أن وفد حكومة الإقليم سيبقى يومين في بغداد من أجل حسم المشاكل العالقة بين الجانبين.