نتنياهو يرضخ للضغوط ويعين رئيس أركان جديدا للجيش

ضباط كبار يتهمون رئيس الوزراء بالإساءة إلى المؤسسة العسكرية

TT

بعد موجة الانتقاد الحادة في الجيش ووسائل الإعلام على التأخير في اتخاذ القرار، وافق رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تعيين الميجور جنرال جادي أيزنكوت في منصب رئيس هيئة الأركان القادم للجيش الإسرائيلي، خلفا لرئيس الأركان الحالي بيني غانتس. واضطر إلى التراجع عن اعتراضه عليه، حيث بدا وكأنه اتخذ القرار تحت ضغوط شديدة، إذ أعلن موافقته خلال عطلة السبت، التي تمتنع فيها المؤسسات الرسمية عن العمل، إلا في حالات الطوارئ الكبرى وفي الحروب.

ويتولى أيزنكوت حاليا منصب نائب رئيس الأركان، وهو يحظى بتأييد غانتس ووزير الدفاع موشيه يعالون. ومع أن يعلون أبلغ نتنياهو باختيار أيزنكوت قبل شهر. إلا أن نتنياهو تقاعس عن اتخاذ قرار. فطلب عقد اجتماع مع أيزنكوت ثم اجتمع مع منافسه يائير نافيه، وهو جنرال متدين، ثم طرح مرشحا ثالثا من طرفه، هو يائير جولان، الذي يعتبر قليل التجربة في قيادة قطرية في الجيش. ورغم هذه التحركات لم يعلن نتنياهو قراره. وقد تسببت مماطلة نتنياهو في انتقادات واسعة من قادة الجيش الإسرائيلي، وكثير من الخبراء والمعلقين. واتهموه بالاستهتار في أهم المؤسسات الإسرائيلية. وجاءت هذه الانتقادات بدعوى أن رئيس الأركان الحالي بيني غانتس، الذي سينهي عمله بعد 6 أسابيع، لن يستطيع إعداد خلفه للوظيفة الجديدة خلال هذه المدة القصيرة. وقال ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي إنهم يشعرون أن نتنياهو يسخر من يعالون ومن قيادة الجيش بطريقة إدارته لهذه القضية، وبالتالي، فإن ذلك يتسبب بالضرر أيضا لمؤسسة الجيش ولوظيفة قائد هيئة الأركان، الأمر الذي أثار أيضا غضب أيزنكوت، سيما وأنه رشح من طرف وزير الدفاع الحالي موشيه يعالون. وأضافت مصادر مختلفة أن «يعالون تعرض للإهانة من قبل نتنياهو».

وأعربت مصادر في الجيش عن خشيتها من أن الأسابيع الستة التي تبقت من أجل تسلم قائد الأركان الجديد للمنصب ليست كافية أيضا لتعيين نائب لرئيس هيئة الأركان الجديد، سيما وأن قائد هيئة الأركان يحتاج إلى وقت من أجل الاستعداد لدخول المنصب، وللراحة قبل شغل منصبه بشكل رسمي. ونفت مصادر في مكتب يعالون بشكل رسمي وجود توتر بين يعالون وبين رئيس الحكومة حول التعيين الجديد. لكن أصوات سمعت في صفوف الضباط الكبار في الجيش الإسرائيلي، تحدثت عن وجود شرخ في العلاقات.

يذكر أن من يقوم بالتوصية على تعيين قائد هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي هو وزير الدفاع، وأن هذا الوزير لن يقبل، ما دام في وظيفته، بتعيين أي شخص بشكل مخالف لرأيه وتقديراته. وكان يعالون قد أجرى مقابلات مرتين في مطلع الشهر الحالي للمرشحين لهذا المنصب، وهما أيزنكوت ويائير نافيه، كما التقى مع الجنرال يائير غولان، المرشح لمنصب نائب رئيس هيئة الأركان القادم للجيش الإسرائيلي. وقد سرت شائعة تقول إن نتنياهو ينوي فرض مرشح ثالث غير كفؤ للمنصب حتى يكون مواليا له بشكل شخصي.

وقيل إن آيزنكوت هو الأقل ولاء لنتنياهو من بين المرشحين، ولذلك لم يختره في البداية. ولكنه الآن يرضخ لمطلب الجيش ووزير الدفاع.

ويبلغ أيزنكوت من العمر 54 عاما وهو من مواليد طبريا. وفي عام 1978 انضم أيزنكوت للخدمة في الجيش الإسرائيلي، وخلال حرب لبنان الأولى خدم كضابط في الكتيبة 51 لوحدة جولاني، ومن ثم عين بعد ذلك في منصب قائد الوحدة. كما خدم في منصب قائد لواء إفرايم، وخلال الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000 شغل منصب السكرتير العسكري لرئيس الحكومة الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك. وفي سنة 2003 عين قائد ألوية منطقة الضفة الغربية خلال فترة الانتفاضة الثانية. أما خلال حرب لبنان الثانية فترأس منصب رئيس شعبة العمليات في مركز قيادة هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي، وتعرض لانتقادات شديدة. كما شغل بعد ذلك منصب قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، ومن بعدها نائب رئيس هيئة الأركان العسكرية. وكان يفترض تعيينه رئيسا للأركان قبل 4 سنوات، لكنه تنازل لصالح غانتس.