نتنياهو ينتظر اتفاقا مع الأحزاب الدينية قبل الذهاب إلى انتخابات مبكرة

احتمال كبير بتشكل حكومة أكثر يمينية وأشد عداء للفلسطينيين

TT

قالت مصادر إسرائيلية إن تفكيك الحكومة، التي يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والإعلان عن انتخابات مبكرة أصبح مرهونا بالتوصل إلى اتفاق بين نتنياهو وأحزاب «الحريديم» (اليهودية المتدينة)، فيما تستمر الخلافات داخل الائتلاف الحاكم الآن.

وبحسب ذات المصادر فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي يراهن على موقف داعم من الأحزاب الدينية «الحرديم»، للذهاب بعيدا في خلافاته مع الأحزاب الشريكة الحالية.

وأكدت المصادر أنه في حال تم الاتفاق خلال الاتصالات الحالية حاليا بين الجانبين على دعم هذه الأحزاب لنتنياهو، فإنه سيعلن عن تفكيك الائتلاف الحكومي القائم حاليا، والذهاب إلى انتخابات برلمانية مبكرة، قد تجرى في ربيع العام القادم (2015).

ويرى مراقبون ومحللون سياسيون داخل إسرائيل أن الخلافات تتوسع يوما بعد يوم بين نتنياهو وأقطاب حكومته بسبب السياسات العامة الداخلية والخارجية، وجملة من القوانين المثيرة للجدل. وقد بدأت الخلافات الطاحنة داخل الحكومة في البداية بسبب ميزانية الدولة قبل عدة شهور، وتعمقت أكثر مع بدء الحرب الإسرائيلية على غزة بسبب الطريقة التي أدار بها نتنياهو الحرب، ثم توسعت بشكل أكبر مع مطالبات أحزاب إسرائيلية له داخل الحكومة ببدء عملية سياسية مع الفلسطينيين والعرب، ثم ما لبثت أن تفاقمت في الأسابيع القليلة الماضية بعد الانقسام حول جملة من القوانين التي عرضت للنقاش على الكنيست، أبرزها مشروع قانون «الدولة القومية اليهودية» الذي أصبح يهدد استمرار الحكومة الحالية.

وكان القانون المذكور قد أثار جدلا واسعا في إسرائيل، حيث هدد وزراء بإسقاطه أو إسقاط الحكومة بدلا منه، ورفضه الرئيس الإسرائيلي الحالي رؤوفين ريفلين، وكذلك سلفه شيمعون بيرس، إلى جانب سياسيين ومفكرين إسرائيليين، لكن نتنياهو يصر عليه. وفي هذا الصدد قال يائير لابيد، وزير المالية الإسرائيلي أمس، إن نتنياهو يهتم بصغائر الأمور والاستطلاعات والبقاء السياسي، ويريد أن يربط مصير إسرائيل بمصيره، فيما يقف موقف المتفرج في القضايا الخطيرة، مثل علاقات إسرائيل مع العالم وميزانية الدولة وأمن المواطنين.

واتهم لابيد، رئيسه نتنياهو خلال ندوة ثقافية في تل أبيب بالانقطاع عن الأحزاب المشكلة لحكومته، ومن بينها حزب «يش عاتيد» (هناك مستقبل)، الذي يرأسه هو (لابيد)، وبالانجرار وراء أعضاء مركز «ليكود»، الذي يرأسه نتنياهو. ولم يستبعد لابيد التوجه سريعا إلى انتخابات مبكرة، وقال إنه «لا يخشى هذه الانتخابات، ولن يقبل بأن يرتبط مصير الإسرائيليين ببقاء نتنياهو كما يسعى ويخطط الأخير».

في غضون ذلك، بدأت جميع الأحزاب بالاستعداد إلى مثل هذه الانتخابات، كما تشكل حزب جديد كذلك لهذا الغرض. وحتى الأحزاب التي مثلت لوقت طويل شريكا لنتنياهو تركته وبدأت تخطط للانتخابات.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قد طرح خطة للسلام، لكن تم تفسيرها في إسرائيل على أنها بمثابة برنامج سياسي لكسب الأصوات.

وبدأ نتنياهو اتصالات مع أحزاب المتدينين، (الشرقيين والغربيين) بهدف الحصول على دعمهم في حال الذهاب إلى انتخابات مبكرة. وفي هذا الصدد قالت مصادر مطلعة إن «نتنياهو يريد الحصول إلى دعم المتدينين الكامل لتشكيل الحكومة القادمة قبل أن يحل الحكومة الحالية».

وبينما حسم المتدينون الغربيون موقفهم، كما يبدو، لم يتخذ أريه أدرعي، زعيم حزب «شاس» الذي يمثل المتدينين الشرقيين، موقفا من الأمر، وترك الباب مفتوحا لكل الاحتمالات لحين الانتهاء من المفاوضات مع نتنياهو. وإذا ما توصل نتنياهو إلى اتفاق مع المتدينين فإنه سيشكل حكومة أكثر يمينية وأكثر عداء للفلسطينيين، عبر ائتلاف يمثل خليطا من المتطرفين والمتدينين (المتطرفين)، متخليا بذلك عن الوسط واليسار.