علمت «الشرق الأوسط» أن المستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، قد غادر القاهرة أول من أمس بعد إجراء محادثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لم يتم الإعلان رسميا عن فحواها.
وقال مسؤولان في مجلس النواب الليبي والحكومة الانتقالية التي يترأسها عبد الله الثني لـ«الشرق الأوسط» إن عقيلة قد وصل إلى مدينة البيضاء أول من أمس عائدا من زيارة إلى مصر دامت يومين التقى خلالها الرئيس السيسي بالإضافة إلى برنادينو ليون مبعوث الأمم المتحدة ورئيس بعثتها إلى ليبيا.
وأضاف المسؤولان اللذان طلبا عدم تعريفهما أن «الزيارة كانت في مجملها إيجابية ومثمرة، والرئيس السيسي أطلع عقيلة على نتائج المحادثات التي أجراها مؤخرا مع كبار المسؤولين في إيطاليا وفرنسا فيما يتعلق بالوضع الراهن في ليبيا».
وطبقا لمعلومات «الشرق الأوسط»، فإن الاجتماع المفاجئ الذي عقده رئيس مجلس النواب الليبي مع المبعوث الأممي تطرق إلى مساعي الأمم المتحدة لجمع الفرقاء الليبيين على مائدة مفاوضات واحدة مجددا.
وقالت المصادر إن الاجتماع كان مثمرا من أجل تنسيق الحوار بين مختلف الأطراف الليبية، لكنها امتنعت عن توضيح ما إذا كان الحوار المقترح سيعقد في القاهرة أم الجزائر.
وقال مسؤول ليبي لـ«الشرق الأوسط»: «من المبكر الآن الحديث عن جولة وشيكة للحوار الوطني المرتقب، لاحقا سيتحدد موعد ومكان وأطراف الحوار خلال الأيام القليلة المقبلة».
وامتنع فايز جبريل السفير الليبي بالقاهرة عن الرد على محاولات «الشرق الأوسط» الاتصال به على هاتفه الجوال للتعليق على فحوى هذه الزيارة التي لم يصدر بشأنها أي بيانات رسمية من السلطات المصرية أو الليبية.
لكن مسؤولين في الحكومة الليبية، أحدهما وزير، قالا لـ«الشرق الأوسط» إن الحكومة بصدد إقالة جبريل من منصبه وتعيين سفير آخر بدلا منه في غضون الأسابيع المقبلة، في إطار التغييرات التي تجريها وزارة الخارجية الليبية على البعثات الدبلوماسية والسفارات الليبية في الخارج.
إلى ذلك، قررت الحكومة الليبية في اجتماع عقدته أمس بمدينة البيضاء في شرق البلاد، تفعيل مطار الخروبة كمطار مدني بناء على مقترح محلي أحالته إلى مصلحة الطيران المدني للعمل على تنفيذه، وذلك للتخفيف على المواطنين الذين يسافرون حاليا من مطار الأبرق.
كما وافقت الحكومة من حيث المبدأ وفقا لبيان أصدرته وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، على فتح معبر مشهد صالح على الحدود الليبية التونسية، على أن يتم التنسيق بين الجهات المختصة وهما وزارات الخارجية والداخلية والمالية لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة بالخصوص.
ونعت حكومة الثني في بيان منفصل العميد طيار عبد المجيد الكاسح الذي تم قتله بمدينة أجدابيا يوم الخميس الماضي. وجددت الحكومة تأكيدها على أن مثل هذه الأفعال الجبانة والُمجَرَّمة دينيا وأخلاقيا لن تثني أبناء الشعب الليبي عن المضي قدما في تحقيق الأهداف التي ثاروا من أجلها في 17 فبراير (شباط) والمتمثلة في بناء دولة القانون والمؤسسات وعلى رأسها مؤسستا الجيش والشرطة والدولة المدنية التي ينعم فيها الجميع بالأمن والاستقرار.
في غضون ذلك، أعلن مسؤول بقاعدة بنينا الجوية أن سلاح الجوي الليبي دعم قدراته بطائرات سوخوي 22 بعد انتهاء عمليات الصيانة، مشيرا إلى أن هذه المقاتلات ستكون قريبا في الخدمة لاستهداف المواقع والتجمعات والتحركات بشرق البلاد وغربها.
من جهته، أفاد مركز بنغازي الطبي بمدينة بنغازي بشرق البلاد، بأنه تسلم 399 قتيلا منذ يوم منتصف شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وحتى الآن، بين قتلى اشتباكات مسلحة وقصف عشوائي وجثث لأشخاص تمت تصفيتهم.
وقال مصدر في المركز إن المركز تسلم 32 قتيلا خلال الخمسة أيام الماضية، وجثتين مجهولتين إحداهما قام بنقلها الهلال الأحمر الليبي والأخرى بصدد تسلمها من مستشفى الجلاء للجراحة والحوادث.
يشار إلى أن مدينة بنغازي تشهد قتالا عنيفا بين قوات الجيش الليبي وقوات مجلس شورى ثوار بنغازي مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات.