أمير الدليم لـ«الشرق الأوسط»: السعودية اكدت وقوفها مع عراق بلا طائفية

دعا العبادي إلى استثمار فرصة تأييد السنة له في المحافظات الغربية

TT

دعا أمير قبائل الدليم، الشيخ ماجد العلي السليمان، الحكومة العراقية الحالية إلى الاستفادة من التحول المهم الذي تشهده المحافظات الغربية من العراق ذات الغالبية السنية باتجاه رفض تنظيم داعش بعد سلسلة الجرائم والمذابح التي اقترفها هذا التنظيم بحق أبناء هذه المناطق.

وقال السليمان في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «من الخطأ التعويل على الأميركان لدى أبناء المناطق العربية السنية في العراق حاليا لجهة حثها على تسليح العشائر لمقاتلة (داعش)، لأن الأميركان لم يوفوا بأي عهد قطعوه على أنفسهم بعد عام 2003 سوى وعد واحد نفذوه حرفيا وهو أنهم وعدونا بأن يجعلوا منا نموذجا للديمقراطية في الشرق الأوسط، وإذ بهم يجعلوننا نموذجا في القتل والتشريد والتهجير والاحتراب الطائفي».

وأضاف السليمان أن «الرهان على الأميركان فقط وبقاء أجواء الريبة والشك مع الحكومة العراقية أمر خاطئ، لأن ما يهم الأميركان هو مصالحهم أولا لا عشائر الأنبار، كما أن الأميركان يريدون دعم الحكومة العراقية وهم يتعاملون معها وبموافقتها شئنا أم أبينا، وبالتالي، فإنه لا بد من الضغط على الحكومة من أجل إثبات مصداقيتها ووعودها على مستوى التسليح والتدريب بالنسبة لأبناء المناطق والمحافظات الغربية»، موضحا أن «المؤشرات المتوافرة الآن تدل على أن الحكومة الحالية بدأت وعبر أكثر من وسيلة بإثبات مصداقيتها سواء على مستوى عمليات التطوع، وإن كانت لا تزال دون مستوى ما اتفقنا عليه مع رئيس الوزراء حيدر العبادي أو على مستوى إرسال الأسلحة والمعدات».

وأكد السليمان أن «المطلوب هو تعزيز أواصر الثقة بين الحكومة والعشائر، والعشائر وأبناء المحافظات الغربية، لأن الفرصة الآن مواتية تماما على صعيد رفض (داعش) وكل ما رافقها من مسميات هنا وهناك من ثوار عشائر ومجالس عسكرية وغيرها ممن رفعت الشعارات واللافتات في ساحات الاعتصام وعملت بحجج وأساليب مختلفة من أجل الترويج لـ(داعش) إلى الحد الذي أهدرت الفرص الحقيقية للمطالبة بالحقوق المشروعة لأهالي المحافظات الغربية التي عانت بالفعل التهميش والإقصاء والاعتقالات العشوائية»، وشدد على أنه «مثلما خدعت (داعش) الجميع، فإن ما يحصل الآن في المحافظات الغربية أمر في غاية الأهمية، وهو رفض (داعش) وكل مسمياتها، وبالتالي، فإن هذا الانقلاب يجب استثماره من قبل الحكومة العراقية؛ حيث إن هذا التنظيم الآن وبعد أن رفضه أبناء المناطق التي احتلتها بدأت تعد أيامها الأخيرة، وبالتالي، فإنها تحاول أن تلحق أكبر قدر من الأذى والإجرام عندما تطال يدها أي مرفق أو مكان وهو ما فعلته مع عشيرة البونمر والبوفهد وغيرها من العشائر وأبنائها في المحافظة».

وردا على سؤال حول قيام تنظيم داعش بحرق مضيفه ومنازله، قال السليمان إن «العملية هي عبارة عن استهداف مباشر ومقصود؛ حيث المجمع السكني كان يضم 6 منازل تابعة لي، فضلا عن مضيف البوعلي سليمان، وهو المضيف الذي كان قد شهد عشرينات القرن الماضي، تتويج الملك فيصل الأول على عرش العراق، وبالتالي يعد أحد الرموز الوطنية في محافظة الأنبار»، موضحا أن «المجمع كان تحت حراسة قوات من التدخل السريع وقد جاء الدواعش بسيارات محملة بالبراميل والجاز والبنزين، فقاموا بإحراق البيوت ومن ثم تفجير المضيف بعد انسحاب الحراسات».

وكشف الشيخ السليمان أنه خلال عام 2006 كان جزءا من وفد يخص القائمة العراقية آنذاك مع إياد علاوي، وعدنان الباجه جي، وإياد جمال الدين، زاروا المملكة العربية السعودية، قائلا إنه «لدى لقائنا آنذاك بسمو الأمير مقرن بن عبد العزيز قال: إنني أنقل لكم رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، إن كانت قائمتكم تضم كل أطياف الشعب العراقي أم تقتصر على طيف واحد؛ حيث إنها في حال اختصرت على طائفة معينة فنحن بعيدون عنها، لأن رؤية خادم الحرمين هي أن المملكة مع العراق الواحد لا عراق الطوائف وهو شرط لوقوفنا إلى جانب القائمة»، وتابع الشيخ السليمان، إن «كل زياراتي إلى المملكة ولقاءاتي مع المسؤولين فيها تؤكد هذه الرؤية؛ حيث إن ما يهم المملكة هو أن يكون العراق للجميع، كما أنها حريصة أشد الحرص على ألا تتدخل لا بالشأن العراقي ولا بشأن سواه، كما أنها لا تقبل التدخل بشؤونها الداخلية من أي طرف كان».