عبر غدران سعيد رئيس الاتحاد السعودي للتنس الأرضي عن سعادته البالغة بالإنجاز الكبير الذي تحقق للعبة التنس السعودية عن طريق النجم الناشئ سعود الحقباني والذي توج للمرة الأولى ببطولة كأس آسيا تحت سن 14 عاما، مؤكدا أن هذا الإنجاز يمثل الإنجاز الأغلى والأعظم للعبة التنس السعودية منذ تأسيس اتحادها عام 1975.
وقال غدران في تصريح خص به «الشرق الأوسط» إن «الحقباني تعلم أساسيات هذه اللعبة من خلال دعم أسرته له حيث إن لعبة التنس الأرضي تختلف تقريبا عن جميع الألعاب كون الأساس يأتي من خلال الأسرة وتشجيعها قبل أن تكون في النادي أو الأكاديمية أو غيرها».
وبين أن اتحاد التنس أسهم بكل الإمكانيات التي يستطيع تقديمها في تعزيز صقل هذا النجم الواعد حتى تحقق الحلم الجميل بأن يقف على رأس القارة الآسيوية لاعب سعودي في لعبة فردية لم يسبق لها أن حققت إنجازا قاريا كبيرا.
وتوج المنتخب السعودي تحت 14 سنة بكأس آسيا للتنس في إنجاز غير مسبوق، بعد فوز نجمه اللاعب الواعد سعود الحقباني على اللاعب الياباني نهيمار شكوري في المباراة النهائية بمجموعتين لمجموعة وبنتيجة (6 / 2 - 2 / 6 - 7 / 5)، على مجمع خليفة الدولي للتنس بالعاصمة القطرية الدوحة.
وبهذا الإنجاز واصل الحقباني تسجيل الأولويات على مستوى التنس السعودي ويسجل نفسه كأول لاعب سعودي وخليجي يحقق بطولة آسيا في أول مشاركة رسمية له في هذه البطولة التي تقام تحت إشراف الاتحاد الآسيوي للتنس حيث لم يتجاوز 12 عاما واستطاع أن يتغلب على أقوى اللاعبين في القارة الصفراء والذين يفوقوه خبرة وسنا.
وسبق للمنتخب السعودي للتنس تحت 14 سنة أن حقق خلال 4 أشهر فقط 3 بطولات مهمة وقوية وهي (العرب والخليج وآسيا).
ورفع غدران تهانيه لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الأمير مقرن بن عبد العزيز على تحقيق المنتخب السعودي للناشئين كأس آسيا للتنس في إنجاز غير مسبوق، كما هنأ الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اللجنة الأولمبية السعودية وكل أسرة التنس السعودية.
وقال إن ما تحقق جاء بالدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة التي وفرت الإمكانيات وخلق بيئة تنافسية للمواهب السعودية، مبينا أن اتحاد التنس بدأ يقطف ثمار الشراكة الحقيقية مع أسر اللاعبين الذين يعدون النواة الحقيقية لكل ما يتحقق لإيجادهم بيئة تسهم في إبراز مواهب أبنائهم في التنس.
وبين أنه بعد مرور عام كامل على تولي قيادة اتحاد التنس حققت المنتخبات السعودية في مختلف الفئات الكثير من البطولات القارية والإقليمية والعالمية، حيث تأهل المنتخب الأول إلى المجموعة الثالثة في كأس ديفيز، وحصول على أفضل منتخب في البطولة بعد غياب ما يقارب 5 أعوام، وكذلك تحقيق منتخب الشباب و3 بطولات دولية (ITF)، وأحرز منتخب الناشئين 3 بطولات متتالية العرب ثم الخليج ثم آسيا.
وأشار إلى أن مستقبل اللعبة يبشر بالخير وسيساعدهم على المواصلة في تنفيذ الخطط والاستراتيجيات لتطوير البنية التحتية للعبة.
وعن الدعم الذي يمكن أن يقدمه اتحاد التنس الأرضي للأبطال وفي مقدمتهم البطل سعود الحقباني قال غدران: «قدمنا وسنقدم كل ما نستطيع ونحن متكفلون بمعسكرات هؤلاء النجوم وتوفير كل الاحتياجات المطلوبة وهدفنا كبير ولا يقل على أن تكون لعبة التنس الأرضي اللعبة الأولى على مستوى المملكة وأعني في الألعاب الفردية، وهناك تكريم ناله البطل سعود بعد تحقيق بطولة العرب وتلقى دعما ماليا سخيا وهو يستحق كما يستحقه كل من يقدم إنجازا لوطنه، وهناك تكريم سيتم يوم الأربعاء المقبل من قبل مجموعة (سعيد غدران) الراعي الرسمي والداعم لهذا الاتحاد، كما أن الأمير عبد الله بن مساعد الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اللجنة الأولمبية السعودية حريص على أن يكرم النجم سعود قريبا جدا وهذا ليس بمستغرب على رجال الوطن وأبنائه».
وتلقى سعود الحقباني بحسب مصادر «الشرق الأوسط» دعما ماليا تجاوز ربع مليون ريال بعد إنجازه العربي الذي سبق المشاركة في بطولة آسيا مقدمة من اتحاد التنس وكذلك الراعي ورجال أعمال داعمين لرياضة الوطن وهذا ما أسهم في الرفع من معنويات النجم السعودي الصاعد وحفزه لاعتلاء القارة الصفراء، إلا أن غدران تحفظ عن تأكيد هذا الرقم، معتبرا أن المكافأة الأهم هي الإنجاز للوطن في محافل رياضية مختلفة.
وأشار غدران إلى أن اتحاده الحالي حصد خلال فترة العام التي تم تكليفه فيها كرئيس لمجلس الإدارة 18 ميدالية ذهبية و5 فضيات إضافة إلى ميداليات برونزية وهذا مصدر فخر واعتزاز بكون هذه الميداليات تسجل باسم الوطن. وعن مراحل الإعداد القادمة للنجم سعود ليحقق إنجازا كبيرا على الصعيد الدولي من خلال إحدى البطولات الكبرى قال غدران: «أعتقد أن وجود سعود في أميركا مع أسرته دعم كبير للاعب من الناحية الفنية لأن البنية التحتية هناك في ملاعب التنس تحديدا متقدمة جدا، ولكن هذا لا يعني عدم متابعته ومضاعفة الاهتمام به وتوفير كل المتطلبات والاحتياجات التي تجعله يعزز إنجازاته باسم الوطن وألا يتوقف عند الإنجاز القاري بعد الإنجازين الخليجي والقاري وغيرهما من الإنجازات التي حققها، بل إن هدفنا أن يكون لدينا عدد من النجوم بمستوى سعود، وهناك خطط لتأسيس أكاديميات تهتم بصقل النشء وخصوصا ممن يحبون ممارسة هذه اللعبة ولذا سيلقى سعود كل الاهتمام اللازم من الاتحاد ليكون جاهزا لأي مناسبة كبرى يشارك فيها باسم الوطن.
وأشار إلى أن الشقيق الأكبر لسعود وهو (عمار) يعد كذلك من أميز اللاعبين في لعبة التنس وهو حاليا مصنف ضمن أفضل 500 لاعب في العالم وهناك خطط لتطوير هذا النجم ليصل إلى مركز لا يزيد على التصنيف 200 عالميا، وهذا الأمر إذا تحقق سيفتح للعبة التنس السعودية آفاقا كبيرة جدا، حيث سيكون بالإمكان المشاركة في بطولات كبرى ومن بينها الأولمبياد، حيث إن لعبة التنس الأرضي تعتبر من الألعاب الأولمبية، ولكن شروط مشاركة لاعبين فيها من أي منتخب كانت مستحيلة حيث يتوقف الأمر على وجود تصنيف للعبة واللاعبين على مستوى العالم مما يفتح المجال للمشاركة في البطولات العالمية الكبرى.
وأشار إلى أن هناك 4 بطولات دولية كبرى على مستوى العالم تقام في الدول الكبرى مثل أميركا وفرنسا وأستراليا كذلك وتعرف بـ«غراند سلام» وهذه البطولة لا يمكن مشاركة لاعبين من دول غير مصنفة ولذا الأمل أن يتم تصنيف لعبة التنس السعودية على مستوى العالم حتى تزدهر هذه اللعبة وتحقق الإنجازات التي تضاف إلى الإنجازات الرياضية الوطنية على كل الأصعدة والألعاب.
وشدد غدران على أن الاتحاد وفر المعسكرات والمكافآت الكبيرة وأوجد منافسة بين اللاعبين لتمثيل الأخضر، بالإضافة إلى الشراكة الحقيقية مع أسر لاعبي المنتخب السعودي في كل الفئات العمرية مما عزز البيئة التنافسية والأسرية بين لاعبي المنتخب السعودي وجعلهم يبذلون قصارى جهدهم من أجل تحقيق إنجازات يفخر بها كل سعودي، متمنيا أن تكون هذه البطولة القارية الكبرى فاتحة خير للعبة التنس السعودية على المستوى القاري والدولي.
من جانبه عبر سعود الحقباني «بطل آسيا» عن سعادته الكبيرة بالإنجاز مؤكدا أن طموحه لن يتوقف عند هذا الحد، بل سيسعى لشق طريقه نحو العالمية خلال السنوات المقبلة مستفيدا من دعم جميع من حوله إن كان على صعيد الأسرة أو اتحاد التنس ومدربيه وزملائه اللاعبين.