الأبحاث التي قد لا تكون ممكنة في أي جامعة أو مؤسسات أخرى

الدكتور كيم شون إن جي - الدكتور عثمان بكر
TT

* تغذية النمو الاقتصادي من خلال تقنيات تحلية المياه الدكتور كيم شون إن جي يعد الماء عنصرا أساسيا للنمو الاقتصادي للدول، وهذا ينطبق بشكل خاص على المملكة العربية السعودية، التي تعد واحدة من أكبر منتجي المياه المحلاة في العالم. وتعد التحلية الحرارية للمياه هي الأسلوب السائد لتحلية المياه المنزلية في الوقت الحالي. وقد قام الدكتور كيم بتأسيس وسيلة فعالة باختراع عملية تحلية المياه بالامتزاز من خلال محطة تجريبية لهذه التقنية.

ونجح عمل د. شون إن جي في تحلية المياه بالامتزاز، وقد تم قبول المحطة التجريبية في الصناعة السعودية، كما بدأ تأسيس شركة منفصلة بالتعاون مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، حيث تتخذ الشركة مدينة جدة مقرا لها.

ولم يقتصر عمل د. شون إن جي على دراسة تطوير هذه التقنية، ولكنه اهتم أيضا بتطوير تهجين تقنية الامتزاز الأساسية مع التحلية الحرارية باستخدام مصدر للطاقة الشمسية من أجل تحقيق التكلفة المثالية والاستخدام الأمثل للطاقة.

وإذا كانت التكلفة المالية لتقنية التحلية بالامتزاز مرتفعة، إلا أن تكلفة تشغيلها تبدو منخفضة عن ذلك بقدر كبير. وتوجد طريقة أخرى لتحلية المياه هي التناضح العكسي من خلال غشاء منفذ. وتعد هذه الطريقة اقتصادية في استخدام الطاقة، غير أن تكلفة صيانتها مرتفعة.

ويمكن من خلال دمج الطريقتين مضاعفة كمية المياه المنتجة إلى 3 أضعاف. ونظرا إلى موارد المملكة العربية السعودية الطبيعية الضخمة من الطاقة الشمسية، فإن ذلك أمر يؤدي إلى عوائد اقتصادية كبيرة محتملة للمملكة.

* أستاذ في قسم العلوم والهندسة البيئية

* واحة من الفرص في الصحراء الدكتور ليمينغ سيونغ يشمل بحث د. سيونغ 3 مجالات رئيسية: الحد من استهلاك النبات للماء والحد من تبخر الماء من أوراق النبات، وزيادة امتصاص المياه من خلال جذور أطول تصل إلى احتياطيات المياه العميقة، ودراسة الإجهاد في النباتات لجعلها أكثر تحملا. ويمكن من خلال هذا النهج «النبات الكامل»، تطوير حل متكامل لهذه المشكلات المترابطة بشكل أفضل. بالإضافة إلى ذلك، إذا كان النبات قادرا على تحمل الملوحة بجانب قدرته على تحمل الإجهاد، فيمكن استخدام مياه البحر المعالجة جزئيا لأغراض الري. ويمكن من خلال هذه الطرق المتعددة المختلفة، دراسة جميع طرق زيادة كفاءة استخدام المياه.

يقول د.سيونغ: «لا يوجد الكثير من الأماكن التي يمكن أن تقوم بهذا النوع من الأبحاث. بينما في المملكة العربية السعودية، نحن في المكان المناسب لدراسة المشكلة الصحيحة. وعلى الرغم من أن هذه المشكلة مشتركة بين كثير من الدول حول العالم، وستتواصل أهميتها العالمية، فإن تمويل هذا النوع من الأبحاث يظل محدودا، لأن الدول لا تدرك الحاجة الملحة لهذه الحلول. ولكن احتياجات المملكة، وهي احتياجات متزايدة على مستوى العالم أيضا، تدفع الأبحاث بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية وتدفعنا لإيجاد الحل. وتتيح الجامعة الأبحاث التي قد لا تكون ممكنة في أي جامعة أو مؤسسات أخرى».

* أستاذ مشارك بقسم العلوم البيولوجية

* تحويل الاقتصاد السعودي إلى صناعة مثمرة الدكتور عثمان بكر أبحاثه تتركز في تصميم وتصنيع الجسيمات النانوية «nanoparticles»، وهذه الجسيمات تتكون من عشرات إلى مئات الذرات، أي ما بين 10 إلى 1000 ذرة، يقول د. بكر: «مهمتنا أنا وفريقي البحثي دراسة طرق التحكم في عدد الذرات، وماذا ينتج عن الخصائص الضوئية أو الكهربائية الجديدة، وابتداع طرق جديدة للتحكم في عدد ذرات تلك المواد، لنصنع منها خلايا شمسية تمتص ضوء الشمس؛ ومن ثم يتم تحويلها إلى طاقة كهربائية».. يضيف د.بكر: «هذا يساعد على التخفيف من استهلاك البترول، كما أن هذه الطاقة الجديدة صديقة للبيئة وغير مؤذية للطبيعة وتعطينا فرصة كبيرة كباحثين لتأسيس تقنيات جديدة تكون أساسا مهما في تحويل اقتصادنا الوطني إلى صناعة مثمرة». ويؤكد الدكتور عثمان بكر أن «هذه المواد التي نعمل عليها ليست فوائدها محصورة في الطاقة فقط، وإنما هي تقنية يمكن توطينها وتصبح منتجا سعوديا من الممكن أن يحقق أرباحا عالية للوطن لأنه من الصعوبة تقليدها».

ويأمل بكر أن ينجح في «إنتاج تقنية ومواد نانوية تؤسس لمجالات صناعية متطورة في الطاقة والبيئة ينهض بها الاقتصاد الوطني»، وهو، أي الباحث السعودي د. بكر، يرى أن الجامعة اتبعت خطوات حكيمة وثابتة في تهيئة البيئة المناسبة للإبداع العلمي، متوقعا أنه «إذا استمرت في هذه السياسة، فإنها ستحقق الأهداف السامية التي بنيت من أجلها في السنين المقبلة. وإنه لمن المشجع أن نشاهد ونلمس بعض ثمار ما استثمرته الجامعة من أبحاث ومهندسين سعوديين يمكن مقارنتهم بمخرجات أرقى الجامعات العالمية، وذلك في وقت قصير نسبيا منذ فترة تأسيس الجامعة».

* أستاذ مساعد بقسم الهندسة وعلوم المواد