فيلم منع من المشاركة في قرطاج يخلف ضجة

بعد عرضه في نادي سينما المحامين

TT

رغم منعه من المشاركة في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية، قوبل فيلم «صراع» بإشادة كبيرة من قبل من شاهده في نادي سينما المحامين، وبالتحديد في قاعة المرحوم شكري بلعيد. وتبع العرض نقاشات سياسية مستفيضة، إذ إن موضوع الفيلم الأساسي كان سياسيا بامتياز تناول ما تعرض له السجناء السياسيون في فترة حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي خلال الفترة الفاصلة بين السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) سنة 1987 ويوم 14 يناير (كانون الثاني) 2011. وقد قابل مؤلف الفيلم أكثر من 100 متضرر تونسي ممن تعرضوا للتعدي على حرمتهم الجسدية، ومثلت تلك الشهادات أساس سيناريو الفيلم وكانت أحداثه قريبة للغاية من الواقع.

ويحكي الفيلم طوال ساعة و40 دقيقة قصص الاضطهاد والتعسف والتعذيب من خلال عرض قصة أستاذ وأفراد عائلته يعيشون الاضطهاد والقهر والتعذيب في السجن نتيجة مواقفهم النضالية ودعواتهم المستمرة للحرية والانعتاق ومحاربة الظلم.

فيلم «صراع» لاقى الرفض من قبل وزارة الثقافة التونسية، وأُبعد في اللحظات الأخيرة من الدورة الـ25 لأيام قرطاج السينمائية، ولم يبرمج ضمن المسابقات الرسمية على الرغم من إمكانية مشاركة تونس بأكثر من فيلمين في المسابقة الرسمية، في حين أنها شاركت في الدورة الـ25 بفيلم وحيد للمخرج التونسي الجيلاني السعدي. وفيلم «صراع» من إخراج التونسي المنصف بربوش ونصّ الممثل والمخرج المسرحي حسين المحنوش وإنتاج شركة «الفنانون المتحدون»، ويجسد بطولته عدد من الممثلين التونسيين من بينهم صالح الجدي وحليمة داود ولمياء العمري وهشام رستم وصلاح مصدق وعلي الخميري وحسين المحنوش.

وتستقبل قاعات السينما والفضاءات الثقافية التونسية خلال هذه الفترة كما هائلا من الأفلام السينمائية القادمة إلى تونس العاصمة من عواصم عربية وأفريقية وعدة دول أوربية وذلك ضمن الدورة الـ25 من أيام قرطاج السينمائية التي انطلقت فعالياتها يوم السبت 29 نوفمبر الحالي وتتواصل إلى غاية السادس من ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

ويتنافس 15 فيلما عربيا وأفريقيا على الجوائز الثلاث الكبرى لهذا المهرجان العريق. وتتوزع الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان بنسبة الثلث أي 5 أفلام قادمة إلى العاصمة التونسية من القارة الأفريقية وبالتحديد من بلدان جنوب أفريقيا، وكينيا ونيجيريا والسنغال. أما بقية الأفلام البالغ عددها 10 أفلام فهي قادمة من عدة بلدان عربية وتضم القائمة تونس والجزائر ومصر والعراق والأردن ولبنان والمغرب وفلسطين وسوريا.

وأدخلت هذه الأيام حركة ملحوظة في شوارع العاصمة التونسية وأمدت بعض القاعات السينمائية ببعض الدماء وأعادت لها الروح في انتظار أن يكتشف الجمهور التونسي كما كبيرا من الأفلام التي شارك البعض منها في محطات سينمائية سابقة وفاز بجوائز عالمية.