دولة الإمارات.. 43 عاما من الاتحاد

الناتج المحلي الإجمالي ارتفع نحو 236 ضعفا منذ التأسيس

TT

«هذه فرصة هيأها الله تعالى لنا، فرصة وجودنا اليوم في مكان واحد، إن قلوبنا جميعا عامرة والحمد لله بالإيمان، بمبدأ الوحدة، فلنجعل إذن من اجتماعنا فرصة تاريخية لتحقيق أملنا المنشود» كانت هذه كلمات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات عندما تولى مع قادة الإمارات المجتمعين التوقيع على وثيقة قيام دولة الإمارات العربية المتحدة؛ لتكون نواة تأسيس الاتحاد.

وفي 2 ديسمبر (كانون الأول) 1971، عقد حكام الإمارات الست اجتماعا أعلنوا فيه سريان الدستور المؤقت الذي وقعوه في وقت سابق، والذي من بعده انضمت إليهم إمارة رأس الخيمة لتكوين دولة الإمارات العربية المتحدة. بادرت دولة الإمارات بعد إعلان قيامها بالانضمام إلى عضوية جامعة الدول العربية في السادس من ديسمبر من عام 1971، وانضمت إلى عضوية الأمم المتحدة في التاسع من ديسمبر من عام 1971. وسعت دولة الإمارات خلال 43 عاما لتكوين نموذج دولة حديثة متطورة، تتطلع للقيام بدورها من خلال وجودها العالمي والإقليمي، إضافة إلى تعزيز مفهوم الدولة الحديثة بين مواطنيها والقائمين على أراضيها.

حققت الإمارات إنجازات واسعة خلال الـ43 عاماً الماضية في شتى المجالات، وقال الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات إن ما قام به الآباء المؤسسون وما بذلوه من جهد من أجل تأسيس البلاد، إذ اجتمعت في مثل هذا اليوم إرادة كافة قيادات وأبناء الإمارات بقيادة المؤسس الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله وإخوانه أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات.

وأضاف: «قد أدركوا جميعا أن في الاتحاد قوة ومنعة وأنه قد حان الوقت لتوحيد هذا الشعب الكريم فكان أن أعلنوا قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة ليسطروا بذلك صفحة مضيئة في تاريخ المنطقة وليحتل هذا اليوم مكانة خاصة في قلوبنا جميعا بما ينطوي عليه من قيم وطنية أصيلة تحض على الاتحاد والتضامن».

من جانبه قال الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات إن دولة الإمارات حققت خلال السنوات الـ43 الماضية على قيامها إنجازات كبيرة بفضل قيادتها الحكيمة التي سخرت الثروة النفطية في بناء دولة العدل والقانون والمساواة والحياة الكريمة لجميع مواطنيها والمقيمين على أرضها. وقال إن الإمارات اليوم دولة متحدة ومزدهرة ومستقرة وتتطلع للمستقبل برؤية واضحة حدد معالمها الآباء المؤسسون منذ وقت مبكر. الإمارات شهدت قفزات نوعية خلال السنوات الأخيرة في الجانب الاقتصادي وسجل معدلات نمو قياسية، وارتفع حجم الناتج المحلي الإجمالي نحو 236 ضعفا خلال السنوات الـ43 من عمر الاتحاد، وبلغ نحو 1.77 مليار دولار في عام 1971، ومن المتوقع أن يصل إلى 419 مليار دولار مع نهاية العام الحالي 2014 حسب ما تشير معلومات وزارة الاقتصاد الإماراتي.

وتسعى الإمارات إلى تعزيز اقتصادها وتنويعه من خلال عدة مبادرات بدعم القطاعات غير النفطية، إذ تسجل اليوم مساهمة بنسبة 69 في المائة من مجمل الناتج المحلي للدولة، مبقية الثلث فقط للقطاع النفطي مع استمرار سعي الحكومة في اتجاه خفض الاعتماد على القطاع النفطي بمواصلة تنفيذ سياسة تنويع مصادر الدخل، في الوقت الذي تعمل على وضع استراتيجية جديدة لقطاع الطاقة تستند إلى محاور رئيسية تقوم على تنويع مصادر الطاقة وإدماج الطاقة النووية مع مصادر توليد الطاقة الكهربائية من مصادرها الهيدروكربونية خصوصا الغاز ومن الطاقة المتجددة.

وأعلنت الإمارات في شهر يوليو (تموز) 2014، قرارا استراتيجيا بإنشاء «وكالة الإمارات للفضاء»، وبدء العمل في مشروع لإرسال أول مسبار عربي إسلامي إلى كوكب المريخ في عام 2021، لتنضم بذلك إلى 9 دول كبرى في العالم فقط لها برامج فضائية لاستكشاف الكوكب الأحمر. وأعلن رئيس الدولة عن إنشاء وكالة الإمارات للفضاء، وبدء العمل على مشروع لإرسال أول مسبار عربي وإسلامي لكوكب المريخ بقيادة فريق عمل إماراتي في رحلة استكشافية علمية تصل للكوكب الأحمر خلال السبع سنوات القادمة وتحديدا في عام 2021.

ويعد هذا الإعلان التاريخي لدولة الإمارات ليشكل منعطفا تنمويا في مسيرة البلاد عبر دخولها قطاع تكنولوجيا الفضاء، واعتباره أحد المستهدفات لتضمينه في الاقتصاد الوطني خلال السنوات المقبلة، بالإضافة للعمل على بناء رأسمال إماراتي بشري في مجال تكنولوجيا الفضاء، والمساهمة في زيادة المعرفة البشرية فيما يخص استكشاف الفضاء الخارجي والأجرام السماوية البعيدة.