الخارجية الأميركية تنفي التوصل إلى اتفاق مع الأتراك حول إنشاء منطقة آمنة على الحدود السورية

مصدر في رئاسة حكومة أنقرة رفض تأكيد أو نفي النبأ

TT

نفت المتحدثة باسم الخارجية الأميركي جين ساكي توصل المحادثات الأميركية - التركية إلى اتفاق وشيك يقضي بالتعاون التركي مع قوات التحالف الدولي لمحاربة «داعش»، واستخدام قواعد عسكرية تركية لشن هجمات للتحالف ضد التنظيم في سوريا، إضافة إلى إنشاء منطقة آمنة على الحدود.

وقالت ساكي خلال المؤتمر الصحافي اليومي للخارجية ظهر أمس: «نحن نراجع مجموعة من القضايا مع الأتراك، ونراجع معهم مجموعة من الخيارات، والمناقشات مستمرة حول مجموعة من المقترحات التي قدمها الجانب التركي، لكننا لم نقرر أي شيء».

وأضافت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية: «استمعنا للجانب التركي، وقدموا لنا أفكارا متعددة، ونحن في مشاورات معهم منذ عدة أسابيع؛ خلال زيارة نائب الرئيس جو بايدن لأنقرة، وزيارة المبعوث الأميركي الجنرال جون ألان، ونحن مستمرون في مناقشة مقترحات المنطقة الآمنة، لكننا لم نقرر أي شيء». وتحت إلحاح الصحافيين، كررت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية أنه «لا يوجد مقترح يتم تنفيذه، وأن المحادثات مع الأتراك مستمرة».

من جانب آخر، قلل المسؤولون في البنتاغون من فكرة إنشاء منطقة عازلة على الحدود السورية - التركية، وقال الكولونيل ستيف وارن، المتحدث باسم البنتاغون للصحافيين: «نحن في مناقشات مع الأتراك، ولا نعتقد أن منطقة عازلة هي أفضل الطرق لتخفيف الأزمة الإنسانية في شمال سوريا». وشدد الكولونيل وارن على أن «تركيا شريك مهم للولايات المتحدة، والمناقشات مستمرة معهم حول أفضل الطرق للمضي للأمام».

وفي سؤال حول الطرق التي تفضلها واشنطن بدلا من المنطقة الآمنة، أجاب الكولونيل وارن «بالنسبة لنا، فان مواصلة الضغط على تنظيم داعش هي على الأرجح أكثر الطرق فاعلية للتخفيف من الأزمة».

وكانت صحيفة «وول ستريت» قد أشارت إلى أن الولايات المتحدة وتركيا توشكان على إبرام اتفاق يتيح للقوات الأميركية وقوات التحالف استخدام قواعد جوية تركية لتكون قاعدة لإطلاق الطلعات الجوية وشن الهجمات ضد تنظيم داعش في سوريا، وإنشاء منطقة آمنة على الحدود السورية لحماية اللاجئين. وقال التقرير إن تركيا وافقت على السماح بتدريب ألفين من مقاتلي المعارضة داخل حدودها وإرسال قوات خاصة تركية إلى العراق لتدريب مقاتلي البيشمركة الكردية. ورفض مصدر في رئاسة الحكومة التركية تأكيد أو نفي النبأ، مشيرا إلى أن المحادثات مع الأميركيين مستمرة منذ فترة ولم تصل بعد إلى النتائج التي تتوخاها أنقرة، لكنه أكد وجود «تقدم لافت». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «منذ فترة كان الخطاب الرسمي الأميركي يقول بأن المنطقة الآمنة ليست مطروحة، لكنهم الآن يناقشون تفاصيلها، وهم لا يزالون يرفضون توجيه ضربات للنظام السوري، لكنهم سيدركون لاحقا أنه لا مفر من ذلك».

وشدد المصدر على أن «أنقرة مقتنعة بموقفها المبدئي الذي يقول بأن النظام السوري لا يقل خطورة عن التنظيمات المتطرفة، وضرب أحدهما دون الآخر لن يؤدي إلى النتائج التي تصب في خدمة الشعب السوري».

وأشارت صحيفة «وول ستريت» إلى أن الاتفاق الوشيك يشير إلى إنشاء مناطق آمنة، وليس مناطق حظر طيران، بغرض مساعدة اللاجئين، وحماية مقاتلي المعارضة، وحماية خطوط إمدادهم بالمساعدات، وإرسال رسالة تحذير هادئة لنظام الأسد بالبقاء بعيدا عن تلك المنطقة، وإلا خاطر بالتعرض لرد انتقامي.

وخلال الشهور الماضية، طالبت تركيا وألحت على ضرورة اعتماد استراتيجية شاملة في سوريا تشمل الإطاحة بنظام بشار الأسد، وإقامة منطقة حظر طيران عند الحدود السورية، لكن الرد الأميركي جاء مترددا ورافضا لفكرة إقامة منطقة حظر طيران. وقد وقفت إدارة الرئيس باراك أوباما ضد إقامة منطقة حظر جوي منذ بداية الأزمة السورية في 2011. ورفضت الإدارة الأميركية على مدى 3 سنوات الفكرة كي لا تدخل في حرب مع النظام السوري.

وتشير مصادر بالإدارة الأميركية لوكالة «بلومبيرغ» إلى أن الولايات المتحدة «تدرس الآن إقامة مناطق آمنة ومنطقة حظر جوي تحت اسم آخر هو (منطقة الاستبعاد الجوي) air - exclusion zone لتكون بمثابة منطقة عازلة على طول الحدود التركية - السورية». ووفقا لمسؤولين كبار، فإن مناقشات بايدن مع إردوغان حول إنشاء منطقة حظر طيران، إضافة إلى محادثات المبعوث الأميركي للتحالف الجنرال المتقاعد جون ألان مع الأتراك خلال زيارته لتركيا في بداية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قد دفعت الإدارة الأميركية لإبداء بعض المرونة بشأن الفكرة.

وفي حال إنشاء هذه المنطقة الآمنة، فسيقوم الجنود الأتراك بحراستها إضافة إلى قوات جوية أميركية بهدف حماية المعارضة السورية وحماية اللاجئين. وأيضا في حال تنفيذها، فإنها ستزيد من التدفق الآمن للمساعدات الإنسانية إلى سوريا.