اجتماعات رفيعة المستوى في بروكسل لمواجهة خطر «داعش»

تستضيفها مؤسسات الناتو والاتحاد الأوروبي وبمشاركة دول عربية

TT

تشهد بروكسل ابتداء من غد (الثلاثاء)، عدة اجتماعات هامة تبحث في ملفات تتعلق بمواجهة خطر «داعش» في العراق وسوريا، وكيفية مواجهة الفكر المتشدد، ووضع حد لسفر المزيد من الشباب من دول أوروبية إلى الخارج، للانضمام إلى الجماعات المتشددة والقتال في صفوفها. وتبدأ الاجتماعات الثلاثاء في مقر حلف شمال الأطلسي الناتو بين وزراء خارجية دول الحلف للبحث في عدة ملفات في مقدمتها التطورات الحالية في سوريا والعراق، والتطورات على الحدود مع تركيا الدولة العضو بالحلف، وفي اليوم التالي تنعقد اجتماعات الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد «داعش»، وبحضور وزير الخارجية الأميركي جون كيري وكبار المسؤولين في دول التحالف، ومن بينهم رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي وبرفقته وزيرا الدفاع والخارجية. وفي يوم الخميس تنطلق اجتماعات وزراء الداخلية والعدل الأوروبيين. وقال المجلس الوزاري الأوروبي، إن اجتماعات لوزراء الداخلية والعدل في دول الاتحاد ستنعقد الخميس والجمعة المقبلين في بروكسل، وسيشكل ملف المقاتلين الأجانب ومواجهة الفكر المتشدد أحد أبرز الموضوعات المطروحة على طاولة النقاش. وقال وزير الداخلية البلجيكي جان جامبون، أمس، إن الاجتماع المرتقب للمجلس الأوروبي للعدل والشؤون الداخلية، هو الاجتماع الذي تضم أجندته الرئيسية النقاط الخاصة بالأصولية والمقاتلين في الخارج، هذا بالإضافة إلى تناول مقترح أوروبي ملموس يهدف إلى تبادل المعلومات بين الدول الأوروبية بشأن المسافرين، وخصوصا فيما يتعلق بالرحلات المتجهة نحو الدول الحساسة، كما سنقترح كذلك استراتيجية أوروبية لمكافحة الأصولية وتجنيد الشباب، وسيكون لبلجيكا دور فاعل في هذا الشأن. وأضاف في تصريحات للإعلام البلجيكي: «سأعقد اجتماعا صباح الخامس من ديسمبر (كانون الأول) مع 11 دولة أوروبية معنية بهذه الإشكالية. وفي يوليو (تموز) الماضي انعقد آخر اجتماع لوزراء الدول المعنية، والتي تعتبر نفسها هي الأكثر تضررا من هذا الأمر، وسبق ذلك اجتماع مماثل في لوكسمبورغ لتبادل وجهات النظر وتنسيق المواقف. وخلال شهر مايو (أيار) الماضي، وبرعاية بلجيكية فرنسية، انعقد ببروكسل اجتماع وزاري لما أطلق عليها الدول المعنية بهذا الملف، وأصدرت بيانا جاء فيه، أنه انطلاقا من الشعور المتنامي بالقلق، لدى عدة دول أوروبية، بسبب ظاهرة تجنيد وتسفير الشباب صغار السن إلى سوريا، للقتال هناك، تواصلت المشاورات رفيعة المستوى، بحضور وزراء داخلية 6 دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية و4 دول عربية وإسلامية هي تركيا والأردن وتونس والمغرب لبحث سبل مواجهة هذا الأمر». وأظهرت التصريحات على هامش الاجتماع وجود اتفاق على ضرورة تكثيف التعاون البيني والإقليمي مع دول الجوار ومن خلال بلورة إجراءات مشتركة رادعة مثل توجيه خطاب مضاد للتطرف والتوجيه في المجال التربوي والتعامل مع منظمات المجتمع المدني المختلفة. وتشديد المراقبة على الحدود وأيضا المراقبة على وسائل التواصل الاجتماعي لمواجهة الفكر المتشدد، فضلا عن المزيد من التنسيق وتبادل المعلومات الاستخباراتية. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» في بروكسل حول هذا الصدد، قال جيل دي كيرشوف، المنسق الأوروبي لشؤون مكافحة الإرهاب، إنه التقى من قبل ممثلي الدول المعنية وتدارسوا الأمر فيما بينهم، وبالتعاون مع أطراف أخرى لمنع وصول المزيد من المتشددين من تلك الدول إلى سوريا، وهناك مشاورات مستمرة فيما بينها. ولمح وقتها إلى أن اجتماع روما على هامش اجتماعات وزراء الداخلية كان للاتفاق على مهمات محددة لتوثيق التعاون المشترك لمواجهة هذه الآفة وللبحث في المضي قدما على هذا الطريق. وأضاف أن هناك تطورات مهمة وخطيرة جدا في مجال تسفير أشخاص من أوروبا ومناطق أخرى للقتال إلى جانب جماعات متشددة، في سوريا والعراق. وقال: «هناك قلق أوروبي بالغ بسبب التطورات الحالية في العراق، وخصوصا ما يتعلق بانتشار (داعش) ونحن نتأثر بشدة هنا بسبب ما يحدث في العراق، وخصوصا صعود (داعش) ومحاولة تحقيق هدفها لتثبيت دولة الخلافة في العراق، وواضح أن البعض من الناس تجذبهم مثل هذه الجماعات، ووضح ذلك في سفر أشخاص من هنا في أوروبا وشمال أفريقيا للانضمام إليهم والقتال معهم في العراق وسوريا».

وتقول بروكسل، إن هناك 3 آلاف شاب أوروبي سافروا إلى العراق وسوريا للمشاركة في العمليات القتالية. وأضاف كيرشوف في لقاء مع صحيفة ألمانية، أن «داعش» بات يمثل خطرا على أوروبا، مطالبا بتعاون أمني بين دول الاتحاد الأوروبي في المجال الأمني، كما أوضح أن التدريبات التي تقدمها «داعش» لعناصرها، تشمل كيفية التحرك واختيار الهدف والزمان المناسبين، والطريقة التي يتمكنون بها من إنشاء خلايا. ولفت كيرشوف إلى أن السلطات البريطانية أحبطت هجوما كبيرا، من تخطيط أحد العائدين من سوريا، وأن السلطات الفرنسية قبضت على شخص في جنوب البلاد، وبحوزته كمية كبيرة من المتفجرات، كما أن المتهم بتفجير كنيس يهودي في بروكسل هو أحد العائدين من القتال في سوريا، موضحا أنه من الصعب جدا مراقبة هؤلاء على مدار 24 ساعة. وبين كيرشوف أن الدافع لدى الشباب الذين يذهبون إلى سوريا، هي الصور ومقاطع الفيديو، لقتل النساء والأطفال في سوريا، التي يرونها في الإنترنت، وشعورهم بأن المجتمع الدولي لا يقدم الدعم الكافي للمعارضة السورية، لافتا إلى أن معظم الذاهبين إلى سوريا هم من الجيل الثالث أو الرابع من المهاجرين إلى أوروبا.