وزيرا الدفاع والداخلية يبحثان في ديالى وتكريت سبل مواجهة «داعش»

قيادي في تحالف القوى لـ («الشرق الأوسط») : لا حل إلا بلجم الميليشيات

جندي عراقي يؤمن منطقة من على متن مروحية يستقلها وزير الدفاع خالد العبيدي خلال زيارته إلى ديالى أمس (أ.ب)
TT

تتجه أنظار القيادات العسكرية والأمنية نحو محافظتي ديالى وصلاح الدين حيث شهدت الأخيرة مواجهات عنيفة في غضون اليوميين الماضيين في قضاء بلد (80 كلم شمال شرقي بغداد) بين تنظيم داعش والقوات الأمنية مدعومة بأبناء العشائر.

وفي هذا السياق، بحث وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي مع القيادات العسكرية والأمنية في محافظة ديالى (56 كلم شمال شرقي بغداد) مجمل الأوضاع في المحافظة التي تشهد منذ فترة شحنا طائفيا متزايدا بسبب ما تعتبره القيادات السنية هناك نفوذا متزايدا للفصائل المسلحة الشيعية التي انضوت تحت مسمى «الحشد الشعبي»، لا سيما منظمة بدر التي يتزعمها هادي العامري وعصائب أهل الحق التي يتزعمها قيس الخزعلي وسرايا السلام التابعة للتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر. وطبقا لمصدر أمني في مدينة بعقوبة فإن العبيدي اجتمع فور وصوله في القيادات الأمنية بهدف بحث الواقع على الأرض.

في سياق متصل، بحث وزير الداخلية محمد سالم الغبان في مدينتي سامراء (120 كلم شمال بغداد) وبلد (80 كلم) التابعتين إلى محافظة صلاح الدين الواقع الأمني هناك لا سيما أن كلتا المدينتين تشهد وجود أعداد كبيرة من عناصر الحشد الشعبي (المتطوعين الشيعة) بهدف حمايتهما من تنظيم داعش. وقال بيان لوزارة الداخلية إن «الوزير الغبان أطلع خلال الزيارة على استعدادات القوات الأمنية في مسك الأرض والتصدي لعصابات (داعش) الإرهابية واستمع إلى إيجازات مقدمة من قبل قادة الأمن في المنطقتين عن تطور الملف الأمني فيهما ودور قوات الداخلية في تطهير الأراضي». وأضاف البيان أن «وزير الداخلية أجرى جولة شملت السيطرات الأمنية وقوات الشرطة الاتحادية وقوات الحشد الشعبي، وناقش معهم الجهود المبذولة للقضاء على الإرهاب وبارك هذه الجهود التي أثبتت مدى تلاحم جماهير شعبنا مع قواته الأمنية واستشعارها للخطر الكبير الذي مثلته عصابات داعش». وأشار الغبان بحسب البيان إلى أن «التلاحم الكبير بين القوات الأمنية وقوات الحشد الشعبي أثمر عن تطهير مناطق كبيرة في عدد من المحافظات كانت مدنسة بيد الإرهاب»، مبينا أن «الهمة العالية والإصرار والعزيمة ستؤدي إلى تحرير أراضينا كافة من دنس داعش».

ولفت البيان إلى أنه «وعلى هامش الزيارة، التقى وزير الداخلية رئيس وأعضاء المجلس المحلي لقضاء بلد واستمع إلى مطالب المدينة، وأكد أن الحكومة لن تدخر جهدا في دعم مناطق العراق المحررة وسيتم تنفيذ ما هو مطلوب قدر تعلق الأمر بعمل وزارة الداخلية».

من جهته، أكد القيادي في تحالف القوى العراقية عن محافظة ديالى محمد الخالدي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الحل الوحيد للأزمة في محافظة ديالى وللمناطق القريبة منها في تكريت هي بالسيطرة على الميليشيات التي بدأت تسلك سلوك تنظيم القاعدة خلال أعوام 2006 إلى 2008 عندما قتلت الناس طائفيا وأدى سلوكها ذاك إلى إحداث شرخ طائفي في المجتمع في هذه المحافظة التي هي خليط سكاني من عرب وأكراد وتركمان وسنة وشيعة»، مشيرا إلى أن «أهالي ديالى هم من تمكنوا من القضاء على القاعدة عندما شكلوا الصحوات بمساعدة الأميركيين لكن حين انسحب الأميركيون بدأت مرحلة خطيرة هي مرحلة التصفيات الطائفية والأوامر الكيدية وللأسف فقد شاركت الكثير من القيادات الأمنية في الشرطة تحديدا، وليس في الجيش، بذلك إلى الحد الذي تحولت فيه الميليشيات إلى سلطة تفوق سلطة الحكومة في المحافظة».

وكشف الخالدي الذي ينتمي إلى ناحية السعدية أن «الميليشيات المسلحة هدمت كل المساجد (السنية) في الناحية حتى إنها هدمت جامعا يعود تاريخ بنائه إلى نحو 150 عاما ويعد أثرا تاريخيا». ودعا الخالدي رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى «ضرورة الانتباه إلى خطورة الأوضاع في ديالى لا سيما الشحن الطائفي فيها والذي يمكن أن يترك تأثيره على مسألة مكافحة الإرهاب في هذه المحافظة».

وردا على سؤال بشأن ما إذا كان وزير الدفاع الذي ينتمي إلى كتلة تحالف القوى العراقية نفسه سيقف على طبيعة ما ورد في كلام الخالدي خصوصا أن هناك شكاوى من أهالي قرى تعرضت إلى التهجير القسري، قال الخالدي إن «هذه الزيارة هامة لجهة كونها أول مرة يقوم بها وزير الدفاع في الحكومة الحالية إلى منطقة ساخنة بعد أن أهملتها الحكومة السابقة التي كانت تستمع إلى وجهة نظر طرف واحد، وبالتالي فإنه يتوجب على الوزير اللقاء بالحكومة المحلية هناك وليس القيادات الأمنية لا سيما أن المؤسسة العسكرية في ديالى لا توجد عليها شائبة بل المشكلة تكمن في جهاز الشرطة وهو ما يتطلب التحقيق بقوة».

ميدانيا، أعلن مسؤولون مقتل 16 عنصرا من قوات الحدود بينهم ضابط في هجوم نفذه مسلحو «داعش» على مقراتهم القريبة من الحدود العراقية السورية، غرب البلاد. وقال فالح العيساوي نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية إن «16 عنصرا من قوات حرس الحدود بينهم ضابط برتبة نقيب، قتلوا وأصيب 4 آخرون في هجوم مسلح استهدف مواقعهم في ناحية الوليد» المتاخمة للحدود العراقية السورية، غرب العراق. وأكد ضابط برتبة رائد في شرطة حرس الحدود مقتل الجنود في «هجوم نفذه مسلحو داعش». وأشار إلى استمرار سيطرة القوات العراقية على منفذ الوليد الحدودي.