الـ«يويفا» يفقد صبره تجاه طريقة تعامل الـ«فيفا» وتصريحات بلاتر المتضاربة

توابع رفض نشر تقرير «غارسيا» حول ملابسات كأس العالم 2018 و2022 تتواصل.. وباخ يحذر من تضارب موعد مونديال قطر مع الأولمبياد الشتوي

غياني إنفانتينو سكرتير عام اتحاد الكرة الأوروبي انتقد الـ«فيفا» بشدة (رويترز)
TT

أكد مسؤول بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم أمس أن الـ«يويفا» بدأ يفقد صبره مع الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) بسبب طريقة تعامله مع الأحداث التي أعقبت منح حق استضافة بطولتي كأس العالم لعامي 2018 و2022 إلى روسيا وقطر على الترتيب، والتصريحات المتناقضة لرئيسه جوزيف بلاتر، التي تسببت في انشقاق العائلة الدولية للعبة.

وقال غياني إنفانتينو سكرتير عام اتحاد الكرة الأوروبي إن «المسألة برمتها بدأت تحزننا»، معلقا على الجدل القائم حول التقرير الخاص بتحقيق لجنة القيم بالـ«فيفا» في ادعاءات الفساد حول عملية اختيار الدولتين المضيفتين لمونديالي 2018 و2022.

وقال إنفانتينو في اجتماع لعدة اتحادات لكرة القدم بمدينة فرانكفورت الألمانية: «إننا جميعا بدأنا نمل من الأمر حقا، كل يوم يظهر شيء جديد، والـ(فيفا) يماطل في نشر التقرير، سيكون من الجيد أن يتم إيضاح الأمر».

ولكن إنفانتينو كان أكثر حذرا في تعليقه على احتمالية مواجهة جوزيف بلاتر رئيس الـ«فيفا» لمنافس جدي خلال الانتخابات الرئاسية لـ«فيفا» في العام المقبل.

وقال إنفانتينو: «كل ما يستطيع اتحاد الكرة الأوروبي القيام به في هذه المسألة هو تقديم منبر للحوار.. سيتم مناقشة الأمر قبل الاجتماع المقبل للجنة التنفيذية للاتحاد في يناير (كانون الثاني)».

وأضاف: «لا يمكن للمرء استبعاد أي شيء. ما زال لم يحسم بعد ما إذا كان الجميع سيقفون خلف مرشح واحد، وما زال هناك متسع من الوقت للمنافسة».

وكان فولفجانغ نيرسباخ رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم قد دعا الدول الأعضاء في اتحاد الكرة الأوروبي (يويفا) للاتفاق على مرشح لمنافسة جوزيف بلاتر على رئاسة الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) في الانتخابات المقررة العام المقبل.

وقال نيرسباخ: «لا أستبعد حدوث ذلك قبل 24 يناير (الموعد النهائي للترشح في الانتخابات الرئاسية للفيفا)، لا بد أن يكون هناك مرشح أوروبي». وأضاف: «هذا الخيار تتم مناقشته حاليا داخل اليويفا».

وفي أغسطس (آب) الماضي استبعد الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الـ«يويفا»، الترشح في مواجهة بلاتر، الذي يطمح للفوز بولاية خامسة في رئاسة الـ«فيفا» خلال الانتخابات التي ستجرى في 29 مايو (أيار) 2015.

ويواجه بلاتر الذي تلقى اتهامات من جانب الاتحادات الأعضاء بـ«اليويفا»، فيما يتعلق بتراجعه عن وعده بعدم الترشح مجددا في انتخابات الـ«فيفا»، منافسة من جانب الفرنسي غيروم شامبين، لكن الأخير لا يحظى بتأييد كبير من رجال الـ«يويفا».

ويفكر هارولد ماين نيكولس، الرئيس السابق للاتحاد التشيلي لكرة القدم، في إمكانية الترشح لانتخابات الـ«فيفا».

ويواجه بلاتر حملة انتقادات من دول أوروبية عدة وبخاصة بريطانيا التي يرى إعلامها أن رئيس الـ«فيفا» يتستر على المخالفات التي شابت عملية منح روسيا وقطر تنظيم مونديالي 2018 و2022 على التوالي.

وكشف الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم أنه يملك «ملفا سريا» تم جمعه عن عروض قدمتها بلدان أخرى لتنظيم كأسي عالم 2018 و2022، يتضمن معلومات، بأن قطر وروسيا، اللتين فاز عرضهما بتنظيم البطولتين على الترتيب، «ضالعتان في اتفاق مبادلة التصويت كجزء من صفقة غاز ضخمة».

كما اشارت صحيفة الـ«غارديان» إلى أن عضو اللجنة التنفيذية لـ«فيفا» السابق فرانز بيكنباور، الفائز بكأس العالم مرتين مع ألمانيا، لاعبا في عام 1974 ومدربا في عام 1990، سمح ببيع صوته عن طريق اثنين من زملائه، وأن الصوت القبرصي المتمثل في ماريوس ليفكاريتيس تم استمالته بصفقة واسعة من الأراضي قيمتها 27 مليون جنيه إسترليني (3.‏42 مليون دولار).

وبعيدا عن الصراع الدائر بين الـ«فيفا» والـ«يويفا»، أعرب توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية عن أمنيته في وفاء جوزيف بلاتر بعهده بعدم إقامة بطولة كأس العالم لعام 2022 في قطر في نفس توقيت دورة الألعاب الشتوية المقررة في ذلك العام.

ويدرس الـ«فيفا» إمكانية تغيير موعد البطولة إلى أشهر الشتاء تفاديا لحر الصيف الشديد في قطر، ولكن باخ أكد أن الجميع سيخسرون إذا تعارض موعد أولمبياد 2022 الشتوي مع مونديال قطر.

وأكد باخ في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس أنه تلقى تعهدا من بلاتر نفسه بعدم حدوث أي تضارب في موعد إقامة الحدثين الرياضيين الكبيرين.

وقال باخ: «لا يوجد لدي سبب يمنعني من تصديقه.. فقد أعلنها صراحة أن أي تعارض بين هذين الحدثين الكبيرين لن يصب في مصلحة أي أحد».

وأضاف: «وبناء على ذلك فقد قطع على نفسه عهدا واضحا بعدم حدوث مثل هذا التعارض».

ويدرس الـ«فيفا» حاليا اقتراحات تتعلق بنقل موعد منافسات مونديال 2022 في قطر لتقام إما خلال شهري يناير وفبراير (شباط) أو في شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول).

ويتوقع إقامة أولمبياد 2022 الشتوي خلال فبراير من العام نفسه، وما زالت مدينتا بكين الصينية وألماتي الكازاخية تتنافسان على الفوز بشرف استضافة الحدث.

وكما كان الحال معه دائما في مقابلات سابقة فقد عزف باخ عن الانجراف في التعليق على الجدل القائم حول عملية منح دولتي روسيا وقطر حق استضافة مونديالي 2018 و2022 على الترتيب، أو التعليق على أي مطالبات بنشر التقرير الكامل لتحقيقات لجنة القيم بـ«فيفا» حول ادعاءات الفساد المتعلقة بالأمر.

وقال رئيس اللجنة الأولمبية: «لست مخولا بإعطاء النصيحة لـ(فيفا) عبر وسائل الإعلام، إنهم يعرفون ما عليهم القيام به لوضع نهاية لهذا التحقيق في أسرع وقت ممكن، وبعدها تقديم النتائج والأسباب التي أدت إلى هذه النتائج إلى الرأي العام. أعتقد أنه أمر بالغ الأهمية».

من جهتها تواصل قطر العمل لإتمام مشاريعها الخاصة بمونديال 2022 حيث كشفت أمس عن تصميم استاد مؤسسة قطر ليكون رابع الملاعب المرشحة لاستضافة البطولة في ذكرى مرور 4 سنوات على فوزها بحق استضافة المسابقة.

ويعكس التصميم الجديد لاستاد مؤسسة قطر ملامح فن العمارة الإسلامي القديم وسيكون في وسط المنشآت الرياضية بالمدينة التعليمية وستبلغ سعته 40 ألف متفرج على أن يتم تقليص سعته إلى 25 ألف متفرج بعد انتهاء منافسات كأس العالم.