خبيران كرويان: سلبية الكلاسيكو «طبيعية».. ومفاجأة التعاون ستشعل المنافسة

باخشوين والعنزي قالا إن اللقب لن يخرج عن الأندية الكبيرة

مباراة التعاون والشباب شهدت مفاجأة فجرها الأول على حساب الثاني (تصوير: علي العريفي) - كلاسيكو الهلال والاتحاد خرج بنتيجة مخيبة للآمال (تصوير: عدنان مهدلي)
TT

وصف خبيران كرويان مستويات ونتائج الجولة العاشرة من بطولة دوري عبد اللطيف جميل للمحترفين لكرة القدم بـ«الطبيعية»، وإن تخللتها بعض المفاجآت، كونها جاءت بعد فترة توقف طويلة.

وأكد الخبيران السعوديان عمر باخشوين ونايف العنزي لـ«الشرق الأوسط» أن المنافسة على الدوري لن تخرج عن الأندية الكبيرة وستكون جولات الحسم في الدوري والتي تعقب نهائيات كأس آسيا أكثر إثارة وندية بين الفرق.

واعتبر المدرب الوطني والخبير الكروي عمر باخشوين المستوى الفني الذي ظهر به دوري عبد اللطيف جميل في جولته العاشرة «طبيعيا»، مشيرا إلى بروز عدة فرق في مؤخرة الدوري على حساب فرق كانت في المقدمة، ولكنها خسرت نقاطا هامة في مسيرتها بالمنافسة على لقب الدوري السعودي.

وبيّن باخشوين أن هناك نتائج سجلت في الجولة العاشرة من بطولة الدوري كانت مفاجئة جدا وفي مقدمتها فوز التعاون على الشباب في الرياض، وهذه النتيجة عكست حال كرة القدم وأنها تخدم من يخدمها بغض النظر عن الأسماء والتوقعات قبل المباراة.

وأضاف: «نتيجة مباراة الشباب والتعاون التي انتهت بفوز التعاون الذي قلب تأخره بهدف مبكر في الثواني الأولى إلى فوز مستحق في الدقائق الحاسمة ستخلق بكل تأكيد منافسة شديدة في الجولات القادمة من بطولة الدوري. وسيسعى الشباب للتعويض والبقاء في المنافسة من خلال الفوز على الفرق الكبيرة المنافسة وعدم تكرار خسارته أمام فرق أقل منه فنيا على الورق على أقل تقدير كون الإمكانيات الفنية تقدم داخل أرض الملعب».

وتابع: «فريق التعاون تعززت لديه ثقة أكبر ولن يكون محطة سهلة للفرق الكبيرة وبالتالي أتوقع أن يكون ضمن الأرقام الصعبة في دوري هذا الموسم ويساهم مع فريق الفيصلي في تغيير مسار الدوري من فريق لآخر هذا الموسم من خلال تحقيق نتائج مفاجئة».

وأشار إلى أن فريق الفيصلي كذلك كاد أن يحقق مفاجأة من العيار الثقيل حينما تقدم على الأهلي بهدف وتعب الأهلاويون كثيرا حتى أدركوا التعادل، وبغض النظر عن ركلة الجزاء التي ضاعت من الأهلي ومن نجمه البارز وهدافه عمر السومة فإن النتيجة التي آلت إليها المباراة تمثل تعثرا وخسارة للأهلي ومكسبا نقطيا ومعنويا للفيصلي مما سيجعله يلعب بثقة أكبر أمام الفرق المنافسة ولن يكون مفاجئا لأي متابع أن يكون الفيصلي سببا في تعثر فرق منافسة على حصد لقب الدوري، بما فيها النصر، والذي يتصدر الفرق وتنتظره مباراة قريبة ضد فريق الفيصلي.

واعتبر باخشوين أن المستوى الفني الذي ظهرت عليه مباراة الاتحاد والهلال كان سلبيا في كل شيء وكان أمرا طبيعيا وخصوصا من قبل لاعبي فريق الهلال والذين عانوا ضغوطا كبيرة نتيجة تواصل مشاركاتهم على الصعيد المحلي والآسيوي، وكذلك مع المنتخب السعودي الأول وتحديدا في بطولة كأس الخليج الأخيرة في الرياض. وواصل باخشوين حديثه: «أعني بذلك الدوليين منهم والذين تعرضوا لضغوط بدنية عالية كان لها الأثر في عدم الظهور بالمستوى الفني المأمول، بينما كان لاعبو الاتحاد الأكثر استعدادا وجاهزية للمباراة، خصوصا أن هناك عددا أقل من اللاعبين الذين شاركوا مع المنتخب الوطني في بطولة كأس الخليج، وأيضا توقفت مشاركات الفريق في بطولة دوري أبطال آسيا قبل توقف الدوري بعدة جولات، ولذا كان من الطبيعي أن يكون الاتحاد الأفضل والأكثر حظوظا بالفوز في تلك المباراة».

وأوضح أن المستوى الفني للنصر ضد هجر كان جيدا جدا، وخصوصا أنه استغل الظروف التي تعرض لها منافسه خلال المباراة بطرد حارسه وأحد لاعبيه البارزين في خط الدفاع، مما مكنه من تسجيل 4 أهداف بوجود مدرب (جديد - قديم) لديه خلفية كبيرة عن المنافسات السعودية وعن فريق النصر تحديدا ممثلا في الأوروغوياني دايسلفا.

وأردف في حديثه: «حقيقة ظهر الفريق بصورة فنية أفضل من ذي قبل في دوري هذا الموسم حيث نجح المدرب في استغلال إمكانيات اللاعبين كما ينبغي».

وأبان أن المعسكرات التي أقامتها غالبية الفرق جاءت بمردودها الإيجابي و«خصوصا الفرق التي لم يكن لديها لاعبون دوليون، حيث استفادت الأجهزة الفنية من فترة التوقف وتم تنظيم معسكرات ناجحة من خلال تنظيم الغذاء والنوم لدى اللاعبين وخلق انسجام أكبر بين العناصر الموجودة، وقد برزت إيجابيات بعض المعسكرات من خلال المستوى الفني العالي وتحديدا في الشوط الثاني لمباراة الفتح ونجران التي تفوق فيها الفتح بهدفين بعد أن قلب تأخره بهدف إلى فوز بهدفين في مباراة كانت مثيرة، كما ظهرت استفادة فريق الخليج من معسكر قطر وحقق الفريق أول انتصار له في دوري هذا الموسم أمام منافس على نفس الطموح وهو الرائد على أرضه ووسط جماهيره، وهذا يعكس مدى استفادة كل فريق من معسكره».

واعتبر باخشوين أن الانسجام سيعود سريعا بين اللاعبين الدوليين مع فرقهم خلال الجولة القادمة أو التي تليها على أبعد تقدير، وهذا يعني أن المنافسة والمستوى الفني للمباريات سيكون أفضل في المباريات القادمة حتى قبل فترة التوقف الجديدة لبطولة الدوري لاستعدادات المنتخب السعودي للمشاركة في نهائيات كأس آسيا المقبلة في أستراليا.

وشدد في ختام حديثه على أن بطل دوري هذا الموسم لن يخرج عن الفرق الكبيرة والمرشحة دائما لحصد البطولات، ولن يكون الأمر استثنائيا كما حصل قبل موسمين حينما فاز الفتح بشكل مفاجئ للجميع ببطولة الدوري، حيث يتطلب الفوز بهذا الدوري عدة عوامل، من بينها الإمكانيات المالية والفنية رغم أن الفتح تقلب في ذلك الموسم على كل العوامل التي كانت تقف حائلا أمام بروز أبطال جدد للدوري على مستوى الكرة السعودية.

من جانبه اعتبر المدرب الوطني والمحلل الفني نايف العنزي أن المستويات الفنية التي ظهرت في المباريات التي أقيمت ضمن مباريات الجولة العاشرة من دوري عبد اللطيف جميل كانت طبيعية كون أن هناك فترة توقف طويلة تصل إلى شهر سبقت هذه الجولة، وهذا يشبه انطلاقة الدوري من جديد، حيث تحصل مفاجآت غير متوقعة وتحتاج بعض الفرق الكبيرة وتحديدا اللاعبين البارزين فيها إلى وقت من أجل صنع الفارق لصالح فرقهم، في المقابل تحاول الفرق الأقل طموحا تقديم مستويات فنية ونتائج مميزة في بداية المشوار من أجل حصد عدد جيد من النقاط يؤمن وضعها مبكرا في جدول الترتيب ولا يجعلها تعاني منذ البداية وتنافس على الهبوط لدوري الأولى (الدرجة الأدنى).

وبيّن العنزي أن المستوى الفني للفرق سيتصاعد تدريجيا في الجولات المقبلة كما حصل في بداية المشوار، حيث كان المستوى الفني تصاعديا للفرق في الجولات التسع التي سبقت فترة التوقف الإجبارية لبطولة الدوري، وبكل تأكيد سيكون المستوى الفني متواضعا في منتصف الدوري بعد انتهاء مشاركة المنتخب السعودي في بطولة كأس آسيا المقبلة في أستراليا، ومع دخول الدوري جولات الحسم سيكون المستوى الفني مرتفعا.

وعن مستويات الفرق الكبيرة تحديدا في الجولة العاشرة قال: «كان متوقعا أن يظهر النصر المتصدر بصورة قوية أمام هجر خصوصا أنه بات بمدرب جديد خلفا للمدرب السابق كانيدا، الذي حامت حوله الكثير من الانتقادات، وكان المدرب الجديد أو العائد مجددا للفريق دايسلفا قد لعب المباراة الماضية بما يتناسب مع وضع المباراة وحقق الفوز الكبير على فريق طموح كان قد حقق مستوى فنيا ونتيجة إيجابية جدا بالفوز على الاتحاد في الجولة التاسعة».

وأضاف: «كان متوقعا أن يخرج الاتحاد بمستوى فني أكثر مما قدم في المباراة كون من يقوده مدرب جديد، وهذا يعني اللعب بروح جديدة وحماسية أكبر، وعلى الرغم من أن الاتحاد لم يحقق الفوز في المباراة فإنه كسب بعض العناصر مثل تركي خضير ويحيى دغريري، كما أن اللاعب المخضرم حمد المنتشري استعاد الثقة كثيرا لمتوسط قلب الدفاع، وفي المقابل ظهر الإرهاق والإجهاد البدني على عدد من لاعبي الهلال، وخصوصا الدوليين منهم، وكان متوقعا أن يظهر بهذا المستوى الفني وكانت النتيجة تعكس المستوى الفني في اللقاء».

وأشار إلى أن المعسكرات كان لها أثر على بعض الفرق، وخصوصا التي ليس لديها لاعبون دوليون، حيث كانت النتيجة على أرض الواقع لهذه الفرق أفضل مثلما حصل للتعاون الذي فاز على الشباب، وكذلك الإثارة التي كانت عليها مباراة الفتح ونجران وحتى مباراة الرائد والخليج، وهذه المباريات شهدت نتائج وأحداثا متشابهة إلى حد كبير، حيث جاء الحسم في الدقائق الأخيرة من المباريات الثلاث.

وشدد على أن النصر سيكون الأقرب للمحافظة على لقب الدوري في حال المحافظة على صدارته للدوري حتى نهاية الدور الأول وتمكنه من توسيع الفارق بينه وبين الشباب والهلال رغم أن الأخير يبتعد كثيرا نتيجة تأجيل مباراتين له وفي حال فوزه بهما وكذلك تحقيق نتائج قوية حتى نهاية الدور الأول سيكون وضعا قويا ولن يقل حظوظا عن النصر في المنافسة.

وبيّن أن الأهلي كذلك سيكون منافسا قويا، والحال نفسه للشباب في ما لا يمكن لفريق الفيصلي أن يعيد سيناريو الفتح وتحقيق المفاجأة في دوري هذا الموسم وحصد اللقب كونه يحتاج إلى عدة عوامل لتحقيق هذا الحلم.