هولندا: مداهمات أمنية لمنازل أصوليين والعثور على أسلحة.. ومعلومات عن إعداد المتفجرات

النيابة العامة تستأنف ضد قرار قضائي بتبرئة أحد المشتبه فيهم

TT

عثرت الشرطة الهولندية على أسلحة آلية ومعلومات حديثة بشأن إعداد المتفجرات، خلال عمليات مداهمة وتفتيش جرت أخيرا، وكشف عنها رئيس مكتب الادعاء العام الهولندي هرمان بولهر في تصريحات للإعلام الهولندي، في وقت متأخر من مساء أمس، ووصف بوهلر الأمر بأنه مثير للقلق البالغ، مضيفا أن المداهمات جاءت في إطار تحقيقات شملت حتى الآن 45 قضية، والمشتبه فيها 70 شخصا في ملفات تتعلق بالتجنيد والجهاد المسلح. وألمح المسؤول الهولندي إلى أن عدد القضايا والتحقيقات ذات الصلة ارتفع بشكل كبير منذ نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ووقتها كانت التحقيقات تتعلق بـ30 قضية وتتعلق بـ60 شخصا.

وقال رئيس مكتب الادعاء العام، إن النيابة العامة الهولندية تقدمت أول من أمس، بطلب للاستئناف ضد الحكم الذي أصدرته أخيرا محكمة هولندية ضد أحد المشتبه بعلاقتهم بملف التجنيد والتطرف المسلح ويدعى «شكري. ف»، وكان الادعاء قد طالب بعقوبة السجن لمدة 4 سنوات، ولكن المحكمة أصدرت حكما بالبراءة.

وبالتزامن مع ذلك أصدرت محكمة هولندية الاثنين، حكما بالسجن لمدة 3 سنوات على جهادي أدين بالمشاركة في القتال في سوريا. وهو الحكم الأول من نوعه في هولندا، حسب قول مراقبين، وقد صدر في حق شخص كان في سوريا بين 2013 وفبراير (شباط) 2014، وقد أدين إلى جانب التهمة الأساسية بالدعوة إلى شن هجمات إرهابية. وأخلت المحكمة سبيل زوجته التي اتهمت بإقناع نساء أخريات بالتوجه إلى سوريا والزواج من جهاديين، ورأت المحكمة أن النساء حتى إن ذهبن إلى سوريا فليس من الضروري أن يشاركن في القتال. ويذكر أنه قبل أيام وصلت الشابة (19 عاما) المعروفة بـ«عائشة»، إلى هولندا بصحبة أمها مونيك، بحسب آن ماري كيمب، المتحدثة باسم مكتب المدعي العام. وصرحت كيمب أن «عائشة أوقفت فور وصولها للاشتباه بارتكابها جرائم تهدد أمن الدولة». وكانت الصحف الهولندية أوردت الأسبوع الماضي أن عائشة سافرت إلى سوريا قبل 9 أشهر لتتزوج جهاديا هولنديا تركي الأصل رأته على التلفزيون وتواصلت معه عبر الإنترنت.

وكتبت صحيفة «الغمين داغبلاد» أن عائشة طلبت على ما يبدو من والدتها أن تساعدها بعد أن فشل زواجها، وانتهى الأمر بها مع جهادي تونسي. وروت مونيك للتلفزيون الهولندي قبل أشهر كيف تحولت ابنتها التي كان اسمها ستيرلينا قبل أن تعتنق الإسلام من شابة مفعمة بالحياة إلى إسلامية متطرفة. وتابعت الصحيفة أن مونيك ارتدت نقابا وعبرت الحدود إلى سوريا وتوجهت من هناك إلى الرقة، حيث التقت ابنتها قبل أن تهربا معا إلى تركيا، مضيفة أن تفاصيل عملية الإنقاذ «غامضة جدا».

وقالت الصحيفة: «لم يعرف كيف تمكنت مونيك من التوجه إلى منطقة خاضعة لسيطرة تنظيم «داعش». وصرح روجر بوس أحد ممثلي الادعاء العام للتلفزيون المحلي أن «مونيك لم تطأ أبدا الأراضي السورية» وأنها التقت ابنتها عند الحدود.

ومن جانبها قالت الحكومة الهولندية، إن هناك تزايدا في أعداد المقاتلين الذين سافروا أخيرا من هولندا إلى سوريا والعراق، وذلك وفقا للأرقام الصادرة عن جهاز الاستخبارات الأمنية الداخلية في هولندا، والتي قالت إن عدد الذين سافروا للقتال في خارج هولندا 160 شخصا وهناك زيادة تقدر بـ20 شخصا حتى مطلع نوفمبر (تشرين الثاني)، مقارنة بشهر سبتمبر (أيلول) الماضي. وجاء ذلك على لسان وزير الداخلية رونالد بلاستريك في برنامج للتلفزة الهولندية. وأشار إلى أن العدد 160 يأتي وفقا لمصادر ومعلومات مؤكدة، وأضاف: «وفي نفس الوقت لا يمكن استبعاد أن يكون هناك أعداد أخرى تمكنت من السفر، ولكن دون معرفة السلطات بذلك، وبالتالي هي خارج تلك الأرقام «وقال الوزير إن غالبية هؤلاء يتوجهون للانضمام إلى «داعش». وألمح في تصريحاته التي نقلتها وكالة الأنباء الهولندية إلى أن هناك 20 حالة وفاة حدثت حتى الآن بين الأشخاص الذين سافروا للقتال في سوريا والعراق منهم 5 حالات منذ مطلع سبتمبر الماضي، وأن جهاز الاستخبارات الأمنية الهولندية حصل على هذه المعلومات من مصادر مؤكدة، ولكن لا يمكن استبعاد أن يكون الرقم أعلى من ذلك. وأشار الوزير إلى أنه خلال الفترة الأخيرة لم يتم إحباط محاولات إرهابية ضد أهداف محددة، ولكن هناك اعتقالات وتوقيفات بشكل شبه دائم لأشخاص يتم العثور معهم على أسلحة أو مواد أخرى قد تستخدم في هجمات تهدد الآخرين.