مقتل 7 عسكريين في هجوم على دورية للجيش اللبناني في منطقة حدودية مع سوريا

مدفعية الجيش أنشأت حزاما ناريا لمنع المهاجمين من الانسحاب

TT

قتل 7 عسكريين لبنانيين في كمين مسلح تعرضت له دورية للجيش في منطقة جرود راس بعلبك الحدودية مع سوريا، في منطقة في شرق لبنان، أعقبته اشتباكات عنيفة بين الجيش ومسلحين، غداة الإعلان عن تثبيت الجيش البريطاني 12 برج مراقبة في تلك المنطقة لرصد الحدود.

وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن دورية من الجيش تابعة لفوج الحدود البرية، كانت تقوم بمهامها اليومية في تنفيذ دوريات عسكرية مؤللة في المنطقة الجردية، تعرضت لكمين مسلح، أسفر عن وقوع إصابات في صفوفها، مشيرة إلى أن تلك المنطقة «يوجد فيها مقاتلو جبهة النصرة (وهي فرع تنظيم القاعدة في سوريا)».

وقال مصدر عسكري إن «7 عسكريين من الجيش قتلوا في كمين نصبه لهم مسلحون في جرود راس بعلبك»، مضيفا في تصريحات لوكالة «الصحافة الفرنسية» أن «اشتباكات عنيفة بين قوات من الجيش والمسلحين الذين نصبوا الكمين تدور حاليا في المنطقة». وأوضح مصدر أمني أن المسلحين «استهدفوا دورية للجيش في جرود راس بعلبك قرب الحدود مع سوريا عند نحو الساعة 17.15 (15.15 تغ) فأمطروها بالرصاص والقذائف»، مضيفا أن «الجيش استقدم تعزيزات إلى المنطقة وتدور حاليا اشتباكات عنيفة في هذه المنطقة».

وقالت تقارير إن الدورية، وهي آلية للجيش بداخلها 8 عسكريين، تعرضت لإطلاق نار من مسلحين مجهولين، تقدموا إلى منطقة «تلة سيل» في راس بعلبك، وكمنوا لدورية الجيش. وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إنه إثر الهجوم، «نفذت وحدات الجيش قصفا مدفعيا في المنطقة، بهدف إنشاء حزام ناري، يمنع المهاجمين من الانسحاب إلى التلال الحدودية مع سوريا ويتيح للجيش سحب المصابين»، مشيرة إلى وصول تعزيزات للجيش من فوق المجوقل التي «اشتبكت مع المسلحين المهاجمين»، لافتة إلى تواصل الاشتباكات ليلا.

ووقع الحادث، بحسب المصادر، عند منطقة «تلة سيل» التابعة لجرود راس بعلبك الممتدة إلى جرود بلدة عرسال اللبنانية من جهة الجنوب، وإلى الجرود والتلال الحدودية مع سوريا من جهة الشرق. وأشارت مصادر ميدانية إلى أن «فوج التدخل البري» الذي تعرضت دوريته للهجوم، «يرابض على الحدود ويسير دوريات له في المناطق الحدودية»، في وقت ترابض وحدات أخرى في تلال مرتفعة بهدف الرصد، بينما تنتشر وحدات مقاتلة في مواقع متقدمة. وقد كثف الجيش اللبناني من وجوده العسكري في تلك المنطقة الحدودية مع سوريا، وعزز وحداته بأعداد إضافية من الوحدات المقاتلة ووحدات النخبة، بعد معركة عرسال في 2 أغسطس (آب) الماضي التي هاجم فيها مسلحون سوريون متشددون مواقع الجيش في البلدة الحدودية مع سوريا.

وكانت مواقع الجيش اللبناني تعرضت في وقت سابق، بعد الهجوم على عرسال مطلع أغسطس الماضي، إلى هجمات بالعبوات الناسفة والمتفجرات، كما عطل الجيش اللبناني عبوات معدة لاستهداف وحداته، كان آخرها الأسبوع الماضي. سجلت مواجهات عدة محدودة في مناطق عرسال الجردية بين الجيش الذي انتشر في المدينة ومحيطها، ومجموعات مسلحة. وفي 19 سبتمبر (أيلول)، قتل جنديان في تفجير استهدف دوريتهما في عرسال. كما نفذ الجيش اللبناني خلال الأشهر الثلاثة الماضية سلسلة مداهمات لتجمعات لاجئين سوريين وأوقف العشرات منهم. ووجهت إلى البعض منهم تهم المشاركة في «نشاطات إرهابية».

وجاء الهجوم على منطقة راس بعلبك، غداة الكشف عن أن فريقا بريطانيا أشرف في يوليو (تموز) الماضي على بناء 12 برجا في منطقة راس بعلبك الحدودية «لمنع سقوطها في أيدي مسلحي (داعش) وبالتالي ارتكاب مجازر بحق سكانها»، وذلك بهدف حماية بلدة راس بعلبك، باعتبار أنه وقبل إنشاء الأبراج كان تسلل الإرهابيين الموجودين في الوادي المقابل في خربة داود سهلا إليها. ومكنت الإجراءات الجديدة المتخذة وحدات الجيش من صد نحو 3 هجمات على البلدة مع حلول فصل الشتاء.

وتتمتع مناطق شرق لبنان الحدودية مع سوريا، بجرود واسعة تمتد إلى منطقة القلمون في داخل الأراضي السورية. ومنذ بدء القوات الحكومية السورية معركتها لاستعادة السيطرة على القلمون، توترت المنطقة الحدودية اللبنانية مع لجوء مسلحين سوريين إليها. ويقول مطلعون على مواقع انتشار المجموعات المتشددة في المنطقة الحدودية، أم منطقة راس بعلبك تعتبر «منطقة نفوذ جبهة النصرة»، بينما يوجد عدد قليل من مسلحي «داعش» في جرود عرسال الجنوبية، إلى جانب مسلحين من النصرة وآخرين من الجيش السوري الحر.

وتعرضت المناطق الجردية في راس بعلبك في مطلع عام 2013 إلى هجوم من مسلحين متشددين، أسفر عن اختطاف شخصين من سكانها، قبل إعادتهما إلى لبنان. وبعد معارك عرسال، تزايد الحذر في المنطقة، مما دفع أهالي البلدة، كما القرى المحيطة، إلى تشكيل لجان شعبية هدفها حماية محيط البلدة، في مواقع متأخرة إلى العمق اللبناني عن مواقع الجيش اللبناني المتقدمة إلى الجهة الحدودية.