الجيش يكثف غاراته على قوات «فجر ليبيا» غرب العاصمة طرابلس

سكان في بنغازي: المتطرفون يقصفون المناطق السكنية بشكل عشوائي

TT

شنت طائرات حربية تابعة للجيش الليبي أمس، لليوم الثاني على التوالي، سلسلة غارات جوية على مواقع تابعة لما يسمى قوات «فجر ليبيا» في مدينة زوارة التي تقع على بعد 120 كيلومترا غرب العاصمة طرابلس، مما أدى إلى سقوط 7 قتلى على الأقل، وعدد من الجرحى.

وقالت مصادر عسكرية إن الغارات استهدفت الميناء ومناطق أخرى داخل المدينة، فيما قال مسؤول محلي إن من بين القتلى 5 من العمال الأفارقة، كما أصيب 25 آخرون جراء هذه الغارات. وأضاف: «كانت هناك 3 غارات على زوارة استهدفت مستودعا للمواد الغذائية ومصنعا للمنتجات الكيميائية ومرفأ صغيرا».

وادعى حافظ بن ساسي، رئيس بلدية زوارة، أن القصف استهدف مخازن للسلع التموينية بوسط المدينة ملحقا به أضرارا بالغة، بينما تعرضت مواد غذائية أساسية بالمخزن للتلف جراء اندلاع النيران، على حد قوله.

وأقر المكتب الإعلامي لـ«عملية فجر ليبيا» بحدوث القصف، لكنه زعم في المقابل في بيان مقتضب أن الطائرات استهدفت محيط مصنع أبو كماش للبتروكيماويات، الذي قال إنه يحتوي على خزانات بها كميات من غازات سامة ومواد خطيرة وقابلة للاشتعال، مما سيتسبب في حال إصابته في كارثة إنسانية وبيئية ستمحق المنطقة، على حد تعبيره.

وقال مصدر إن الطائرات التي شنت هذه الغارات أقلعت من قاعدة في غرب ليبيا تخضع لسيطرة ميليشيا الزنتان التي تبعد نحو 170 كيلومترا غرب طرابلس.

وقال المتحدث باسم الجيش الليبي محمد حجازي، إن الضربات نفذتها قوات موالية للحكومة المعترف بها دوليا، لكنه لم يذكر تفاصيل.

وعد حجازي الضربات جزءا من المعركة ضد «الإرهاب»، مضيفا أن تلك المناطق التابعة لـ«فجر ليبيا» تستخدم لأعمال غير قانونية.

وتؤيد زوارة، على غرار مدن الغرب الليبي الأمازيغية، قوات «فجر ليبيا»، وهو ائتلاف غير متجانس من الميليشيات التي سيطرت على طرابلس بعد طرد ميليشيا الزنتان منها الصيف الماضي.

من جهته، نفى مدير مطار القرضابية المدني بسرت، إسماعيل الزيداني، تعرض المطار لقصف جوي. وأكد أن المطار يعمل بصورة اعتيادية، وتوجد به إحدى الشركات لتركيب منظومة الجوازات تمهيدا لاستئناف الرحلات الداخلية والدولية منه.

إلى ذلك، أعلن مسؤول بالجيش الليبي أن قوات الجيش تحرز تقدما في محور وسط مدينة بنغازي، وأنها على وشك السيطرة على مبنى الجوازات الذي يتحصن بداخله عدد من العناصر التابعة لما يسمى بـ«مجلس شورى ثوار بنغازي». وأضاف أن الأوامر صدرت من القيادة العامة للجيش الليبي إلى وحدات الشرطة العسكرية بتسلم فندق تيبستي، محذرا من الاقتراب أو محاولة الدخول إلى الفندق.

وقال سكان محليون إن المتطرفين شنوا في المقابل قصفا عشوائيا بالصواريخ والمدفعية على عدة مناطق مدنية في بنغازي؛ منها شارعا بيروت والجلاء بمنطقة بن يونس، مما أدى إلى مقتل 4 أشخاص وسقوط عدد غير معلوم من الجرحى.

وتشن قوات الجيش الليبي هجمات في غرب طرابلس وبنغازي في الشرق في محاولة لاستعادة السيطرة على كبرى مدن ليبيا.

ويشن الجيش الليبي حملات على مسلحي «فجر ليبيا»، المصنفة جماعة إرهابية بقرار من البرلمان، في مدن الغرب، ومن بينها طرابلس والزاوية، في حين يشن هجمات للقضاء على ميليشيات «مجلس شورى الثوار» و«أنصار الشريعة» في بنغازي شرقا.

وشهدت البلاد في الأسابيع الأخيرة توترا أمنيا كبيرا، إذ أسفرت المعارك في مدينة بنغازي، شمال شرق، بين الجيش ومسلحين متشددين، عن مقتل نحو 400 شخص على مدى 6 أسابيع. وتتصارع في ليبيا حكومتان، إحداهما أعلنت نفسها سلطة حاكمة في طرابلس بعدما سيطرت قوات من جماعة تعرف باسم «فجر ليبيا» على العاصمة في الصيف، والأخرى معترف بها دوليا تعمل انطلاقا من مدينة طبرق في شرق البلاد.