أوباما يقترح تزويد الشرطة بكاميرات نقالة بعد أحداث فيرغسون

الرئيس الأميركي يسعى «لاستعادة الثقة» بين قوات الأمن والمجتمع

متظاهرون يرفعون أياديهم خارج كنيسة في أتلانتا أول من أمس تزامنا مع تجمع قاده وزير العدل إريك هولدر لتهدئة النفوس بعد احتجاجات فيرغسون الأخيرة (أ.ب)
TT

اقترح الرئيس الأميركي باراك أوباما تخصيص أموال لتطوير استخدام عناصر الشرطة كاميرات نقالة أثناء عمليات التدخل، وذلك على خلفية التداعيات التي أعقبت مقتل الشاب الأسود مايكل براون برصاص شرطي أبيض قبل نحو 4 أشهر.

وبعد أولى التظاهرات التي أعقبت مقتل براون في التاسع من أغسطس (آب) في فيرغسون بولاية ميزوري، في ظروف مثيرة للجدل، تعالت أصوات للمطالبة بتجهيز جميع عناصر الشرطة في البلاد بكاميرات صغيرة تعلق في الرقبة أو على البذلة أو حتى على النظارات. وكان بن كرامب محامي براون أيد استخدام هذه الكاميرات وقال: «لا يمكننا أن نفقد شابا آخر في ظروف غير واضحة».

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست: «لاحظنا أن هذه البرامج كانت مفيدة جدا في حالات عدة»، لافتا إلى استخدام شرطة بوسطن لمعدات عسكرية خلال اعتداء أبريل (نيسان) 2013، حين انفجرت قنبلتان قرب خط وصول ماراتون المدينة.

واقترح أوباما خطة لاستثمار 263 مليون دولار على 3 سنوات لتجهيز وتدريب قوات الأمن. ويشمل المبلغ برنامجا بقيمة 75 مليون دولار لتمويل شراء حتى 50 ألف كاميرا نقالة بالتعاون مع السلطات المحلية. ودعا الكونغرس إلى التعاون معه للتأكد من امتلاك قوات الأمن «الإمكانات الضرورية لتمويل التدريب والتقنيات الضرورية والتي يمكنها أن تحسن الثقة بين المجتمعات والشرطة».

وتستخدم الشرطة هذه الكاميرات الصغيرة في بعض المدن الأميركية مثل لوريل في ميريلاند (شرق) وهي في مرحلة اختبار في نيويورك وواشنطن. وفي البرنامج الذي جرى اختباره منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في العاصمة الفيدرالية، فإن الصور الملتقطة وغير المستخدمة في تحقيقات يجب أن تتلف خلال 90 يوما.

واستقبل الرئيس الأميركي بعد ظهر أول من أمس في البيت الأبيض ناشطين في الحقوق المدنية للتطرق خصوصا إلى مسألة انعدام الثقة بين قوات الأمن وبعض فئات المجتمع. وبحث مع مسؤولين محليين وزعماء روحيين وممثلين لقوى الأمن من كل أرجاء البلاد في وسائل «بناء الثقة» بين الشرطة والمجموعات المحلية.

وأعلن من جهة أخرى تشكيل مجموعة عمل لتحسين العلاقات بين قوات الأمن والمجتمعات المحلية سترفع توصيات خلال 3 أشهر، مؤكدا أن العمل «هذه المرة سيكون مختلفا».

وساهمت الاثنين الماضي تبرئة الشرطي دارين ويلسون (28 سنة) الذي قتل براون (18 سنة) في تأجيج التوتر واندلاع اضطرابات في فيرغسون. وما زاد من غضب المتظاهرين هو المقابلة الأولى مع الشرطي التي أكد فيها أنه أدى واجبه وأن «ضميره مرتاح». وانتقد أهل الضحية روايته للوقائع واتهموه بالإساءة لذكرى مايكل.

وتواصلت التظاهرات المطالبة بالعدالة للشاب الأسود، أول من أمس في أماكن عدة وخصوصا في الجامعات. وتجمع آلاف المحتجين رمزيا في أماكن عملهم أو مؤسساتهم التعليمية. وأكدت مجموعة «فيرغسون أكشن» التي نظمت هذا التحرك أن «مجتمعاتنا تعرضت للإهانة وهي غاضبة». وفي نيويورك، جلس بضع مئات من الشبان في ساحة تايمز سكوير والتزموا دقيقة صمت قبل أن يغادروا رافعين لافتات كتب عليها «الشرطيون القتلة إلى السجن» و«فيرغسون في كل مكان» و«حياة السود لها قيمة». وجرت تظاهرات مماثلة في كاليفورنيا وتكساس وجورجيا. وفي واشنطن، تجمع عشرات الأشخاص أمام وزارة العدل.