ورشة عمل نظمتها «الهيئة العامة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين» في سوريا

تزامن مع «مؤتمر الجاليات والفعاليات الفلسطينية في الشتات» بدمشق

TT

ردت الهيئة العامة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين في سوريا على محاولة نظام الرئيس السوري بشار الأسد «الاستمرار في لعب الورقة الفلسطينية» بإقامة ورشة عمل في مدينة غازي عينتاب بتركيا حملت عنوان «الفلسطينيون في زمن الثورة السورية.. أسئلة المستقبل وهواجس المصير»، ناقشت أبعاد وتجليات المأساة الفلسطينية في سوريا في ظل حكم النظام، وتهجير 150 ألف لاجئ فلسطيني خارج الحدود السورية، وسط أسئلة عن مستقبلهم في حال بقي نظام الأسد، كما قال رئيس الهيئة العامة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين في الحكومة السورية المؤقتة أيمن أبو هاشم.

وتزامن انعقاد المؤتمر مع مؤتمر عقد في دمشق تحت عنوان «مؤتمر الجاليات والفعاليات الفلسطينية في الشتات»، الذي استضافه النظام السوري، مما دفع فلسطينيين من مؤيدي الثورة السورية إلى الرد عليه بمؤتمر آخر «منعا لمواصلة النظام اللعب بالورقة الفلسطينية، والإيحاء بأن الفلسطينيين يعتبرون الثورة السورية مؤامرة كونية». وقال أبو هاشم إن هذا السلوك الذي واظب عليه النظام بأدواته، «يسيء إلى سمعة الفلسطينيين وخصوصا من انخرط منهم في الثورة»، مشددا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على أن ذلك «يعد ردا على السياسة المنهجية التي اتبعها النظام، كما يفعل مع قوى إقليمية أخرى مثل بعض اللبنانيين وغيرهم من حلفائه في إيران وروسيا، ويتلطى خلفها لإخفاء الإجرام ضد شعبه والتغطية عليها».

وقال أبو هاشم إن أهمية الورشة تكمن في كونها «عكست الصوت الفلسطيني الحقيقي الذي يمثله سياسيون ومثقفون ونشطاء من خلال المحاور في الورشة»، مشيرا إلى أنهم «استطاعوا أن يظهروا حقيقة المعاناة والتضحيات الفلسطينية ويؤكدوا انحيازهم للشعب السوري». ولفت إلى أن إحدى مدلولاتها «تتمثل في كيفية استنباط وسائل عمل مؤسساتية جماعية يستطيع عبرها الفلسطينيون والسوريون خوض غمار الكفاح والعمل على تخفيف المعاناة».

وكان رئيس الحكومة السورية المؤقتة، أحمد طعمة افتتح ورشة العمل أول من أمس بالإشارة إلى تأثير الثورة الفلسطينية على نظيرتها السورية. قال: «عندما قمنا بثورتنا كنا نستنبط قيم الكفاح الفلسطيني، بعد أن ساهم مثقفوهم في تشكيل وجداننا، ورددنا ما قاله محمود درويش، وتعلمنا رفد قضية التحرر بالقيم الإنسانية، من إدوارد سعيد».

وانقسمت الفعاليات أمس إلى ورشتين أساسيتين، الأولى انعقدت صباحا، حملت عنوان «تداعيات الثورة على اللاجئين الفلسطينيين»، وتناولت 4 قضايا رئيسية هي: «حقائق الوجود الفلسطيني في سوريا»، و«دوافع انخراط الفلسطينيين في الثورة» و«دلالات وأبعاد استهداف النظام للمخيمات الفلسطينية» و«التحولات التي طرأت على وضعية اللاجئين الفلسطينيين خلال الثورة». أما الورشة الثانية فتناولت قضايا أبرزها: «رؤية المعارضة السورية لمستقبل الوجود الفلسطيني في سوريا»، وتحدث فيها عضوا الائتلاف الوطني السوري أنس العبدة وزكريا السقال، إضافة إلى فؤاد إيليا من جبهة الإنقاذ السوري، وبرهان ناصيف من تيار «المواطنة». وتوصلت الورشة إلى أن السوريين «يعتبرون أن انخراط الفلسطينيين في الثورة كان له دلالة وكان عنوانا بارزا يؤكد على أصالة انتماء الفلسطينيين إلى الأرض التي عاشوا فيها أكثر من 70 عاما، وأعربوا عن تقديرهم الكبير للتضحيات الفلسطينية في الثورة، وبأن سوريا الحرة وخلاصها من نظام الاستبداد ستضمن للفلسطينيين حقوقهم المدنية والسياسية بأكثر مما كان لديهم في الماضي»، كما قال أبو هاشم. وأضاف أن المشاركين في الورشة أكدوا أن الفلسطينيين مكون أساسي من المجتمع السوري مع الحفاظ على حقوقهم الوطنية ودعم تلك الحقوق.

وكانت ورشة «الفلسطينيون في زمن الثورة السورية، أسئلة المستقبل وهواجس المصير»، قد بحثت في محاور تداعيات الثورة السورية على اللاجئين الفلسطينيين وخلفيات ودوافع انخراط الفلسطينيين في مكونات الحراك الثوري السوري والتحولات والمخاطر التي تواجه فلسطينيي سوريا ووجودهم.

واختتمت الورشة أعمالها بكثير من التوصيات والاقتراحات كان أهمها النظر بالوضع القانوني للاجئ الفلسطيني في سوريا الحرة، والعمل على توسيع الاهتمام بالمخيمات الفلسطينية في الداخل السوري، بالإضافة إلى تحسين ظروف المعاملة والعلاج لجرحى الثورة السورية من الفلسطينيين في دول الجوار.