في بيتنا مصمم: لارا خوري لبنانية جعلت من البساطة عنوانها الرئيس

من تصاميمها - لارا خوري في مشغلها (تصوير: جاين ستوكدايل)
TT

بعد تخرّجها من معهد «إس. مود» الفرنسي، كان الحظ في انتظار المصممة اللبنانية لارا خوري؛ فقد اختارها المصمم إيلي صعب لتنضم إلى فريقه، لتمضي نحو عام تعمل إلى جانبه وتكتسب خبرة وصفتها لـ«الشرق الأوسط» بأنها «لا تشبه أي عمل عادي، خصوصا أني تعلمت من المصمم إيلي صعب كيفية إدارة العمل والإنتاج، وضرورة التنظيم؛ فإيلي صعب منظّم جدا ويعرف تماما ماذا يريد وكيف يحقق أهدافه».

كما تشير لارا إلى أن التجربة التي خاضتها، فيما بعد، مع المصمم ربيع كيروز أكسبتها أيضا خبرة من نوع آخر، تمثّلت في تعرّفها إلى الأسواق اللبنانية. تشرح: «كنت أعرف ربيع كيروز منذ أيام الجامعة في باريس، وعندما قدّم لي عرضا لأكون واحدة من المصممين الصاعدين الذين يساندهم ويشجعهم من خلال العمل في (بوتيك ستارش) الخاص به، لم أتردد ولو للحظة؛ لأنني كنت أعلم في قرارة نفسي أنني أمام تحدّ جديد وفرصة عمل يجب عدم تفويتها مع مصمم بهذا المستوى».

من «بوتيك ستارش» بالتحديد كانت انطلاقة لارا خوري في الأسواق اللبنانية وفي عالم أزياء الـ«prêt a porter» بالتحديد، إذ قدّم لها فرصة عرض تصاميمها الموقعة أمام جمهور واسع، مما شكّل البداية الحقيقية لها.

في عام 2011 لبّت المصممة اللبنانية الصاعدة الدعوة التي وجهتها إليها مدينة مارسيليا الفرنسية للمشاركة في «برنامج الأبيض المتوسط في مجال الأزياء»، وهي في غاية الحماس رغم أنها لم تعرف بالتحديد سبب اختيارهم لها، مشيرة إلى أن السبب قد يعود إلى «أسلوبي في التصميم، الذي يتعمد أن يتضمن الاستقلالية والراحة، وهو أسلوب محبوب في بلاد الغرب».

وتعتبر لارا هذا الأسلوب ضروريا؛ لأن المرأة، برأيها، يجب أن تشعر بالراحة والثقة عندما ترتدي أي قطعة، لهذا تشعر بالسعادة عندما تنجح في ذلك، خصوصا عندما تبرز جماليات جسمها بتحديد الخصر وترك باقي الأجزاء مرتاحة.

ولا شك أن تطورها كمصممة انعكس على الألوان التي تستعملها؛ فبعد أن كانت تستخدم الألوان الكلاسيكية كالأسود والرمادي والأبيض؛ لأنها كانت تتخوف من جرأة باقي الألوان الساطعة، بدأت تدخلها بجرعات صغيرة إلى أن تمكنت منها، فبدأت تستعين بالأحمر والأزرق والأخضر، لا سيما بعدما اكتشفت أنها تتناسب وعنوان مجموعتها الأخيرة «فينيق»، المتميز بألوان ساطعة ومتوهجة.

ولحد الآن تستوحي لارا خوري معظم عناوين مجموعاتها من محيطها، ولا يخلو بعضها من الطرافة، مثل مجموعة أطلقت عليها اسم «الجشع» الذي رأت أنه بات يسود مجتمعاتنا، فترجمته في استعمالها للأقمشة بسخاء في بنطلون فضفاض بشكل مبالغ فيه، كما في تنورة وفستان لا يمكن تحمّل وزنيهما. في مجموعة أخرى استخدمت ألوانا مثل الأزرق والأخضر والأصفر لتشير إلى الأحزاب السياسية اللبنانية.

أما نوعية الأقمشة التي تستعملها فهي القطن على أنواعه والساتان والحرير بنسبة أقل، مع ابتعاد تام عن الدانتيل الذي لا تعتقد أنه يناسب الأزياء الجاهزة للنهار عامة، كما تتجنب استعمال الجلود الطبيعية لأنها من مشجعات الرفق بالحيوان.

اليوم أصبح لدى لارا خوري مشغلها الخاص في منطقة الجميزة، وصار اسمها رائجا، بعد أن عرضت أعمالها في فرنسا وإيطاليا، ما يشجعها أن تتوجه قريبا إلى الإكوادور للمشاركة في عرض أزياء كبير، بـ30 تصميما من توقيعها. وتعتبر نفسها محظوظة لأنها حلمت منذ صغرها بالعمل في مجال تصميم الأزياء، رغم أنها في فترة ما احتارت ما بين العمل في مجالي الرسم والرياضيات، فإنها في النهاية جمعتهما في عالم واحد برعت فيه، ويشبع ذاتها.