ملك وملكة السويد يفتتحان قوس قزح ضوئيا في باريس بمناسبة أعياد الميلاد

35 ألف مصباح اقتصادي وراء دعوة «إيكيا» إلى عشاء «الإليزيه»

فنانة الضوءالسويدية ألكسندرا
TT

من كان يتصور أن يجلس القائمون على سلسلة متاجر «إيكيا» للأثاث الاقتصادي الحديث على المائدة العريقة للقصر الرئاسي في فرنسا؟ لقد تم توجيه الدعوة لهم للمشاركة في حفل العشاء المقرر، الليلة قبل الماضية، على شرف ضيفي الدولة العاهل السويدي الملك كارل وقرينته الملكة سلفيا. كما كان مقررا أن يفتتح ملك السويد، قبل الحفل، تشكيلا فنيا من الأضواء يقام في حدائق «الباليه رويال» في باريس، بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة. وقد استخدم في هذا العمل الفني الفريد من نوعه 35 ألف مصباح من نوع «ليد» الاقتصادي في استهلاك الطاقة.

صاحبة التشكيل البديع هي مهندسة الأضواء ألكسندرا ستراتيميروفيك، وهي فنانة سويدية شابة سعت لأن تنقل قطعة من سماء بلادها إلى باريس، وأن تجعل من حدائق «الباليه رويال» المعتمة، حيث تقع وزارة الثقافة الفرنسية، مسرحا للضوء الشاعري بمختلف درجاته اللونية، بما يشبه رؤية حلمية أو قوس قزح من إبداع التقنيات الحديثة. ولتحقيق هذا الحلم الذي أطلقت عليه اسم «أضواء الشمال» جاءت بآلاف المصابيح من النوع الذي يباع لدى سلسلة المتاجر السويدية التي غزت العالم وفرضت تصاميمها على بيوت العائلات الشابة. وقد نصبت الفنانة مصابيحها على لوح مطواع بارتفاع 7 أمتار.

وفي بيان لسفارة السويد في باريس فإن هذا التشكيل الضوئي هو تعبير حديث عما بلغته التقنية المحلية في دلك البلد الإسكندنافي. فقد أصبحت «فنون الإنارة» شكلا مدهشا من أشكال التواصل بين البشر، حيث توضع الفنون في خدمة عموم الناس. ولهذا وقع الاختيار على مهندسة الضوء ألكسندرا لأنها تمثل جماعة الفنانين الطليعيين الشباب في السويد. أما هي فتقول، إن «الهالات الضوئية» في سماء بلدها تمثل ظاهرة طبيعية شاعرية في بلدان النصف الشمالي من الكرة الأرضية. هي قد استوحت عملها الذي تستضيفه العاصمة الفرنسية من تلك الظاهرة الساحرة واللافتة للنظر.

لكن دعوة «إيكيا» إلى عشاء «الإليزيه» لم تمر من دون انتقادات. فقد رأت إيزابيل أتار، النائبة عن أحزاب البيئة ورئيسة مجموعة الصداقة الفرنسية - السويدية في البرلمان، أن «من المؤسف دعوة قطب الأثاث السويدي على حساب شركات أخرى تلتزم بالشروط الضريبية بشكل كامل». وتشير أتار إلى احتجاجات سبق أن قامت بها نقابات العمال بهذا الصدد. وكانت النتيجة أن أكدت المجموعة الشهيرة في عالم الأثاث والمتعددة الجنسيات، أنها ملتزمة بدفع الضرائب في فرنسا وفق القانون، وقد سددت في عام 2012 أكثر من 125 مليون يورو، منها 66 مليونا كضريبة على الشركات، وهذا يمثل زيادة قدرها 88 في المائة عما كانت تدفعه قبل وصول الاشتراكيين إلى الحكم. إنه مبلغ يجعل «إيكيا» تستحق مقعدها على طاولة العشاء في قصر الرئاسة الفرنسي.