تركمانستان تستثمر 5 مليارات دولار لبناء مجدها الرياضي

مساحة مجمعها الأولمبي تكفي 28 ملعبا لكرة القدم.. والفهد يراهن عليها

الشيخ أحمد الفهد دعم تركمانستان بقوة لاستضافة دورة 2017
TT

تعتبر عشق آباد عاصمة تركمانستان أكبر مستهلك للرخام في العالم، ومساحات ضخمة من الصخر المترف تغطي المجمع الأولمبي الذي يجري بناؤه بكلفة 5 مليارات دولار أميركي لتعزيز الطموحات الدولية للبلد المعزول في وسط آسيا.

وتريد حكومة الرئيس قربانقلي بردي محمدوف أن تكون أبنيتها الجديدة بيضاء اللون، وتجد في عشق آباد أبنية من الرخام أكثر من أي بلد في العالم بحسب كتاب غينيس للأرقام القياسية.

يغطي الحجر الأبيض المستورد من إيطاليا، وإسبانيا، والصين وفيتنام أكثر من 450 بناء رسميا، مصرفا على شكل القصور، فندقا ووزارة تم بناؤها على طول شوارع وسط المدينة في السنوات الـ15 الأخيرة.

اتخذ الزعيم المستبد للدولة الغنية بالنفط والغاز زمام المبادرة في التحضير لدورتي الألعاب الآسيوية داخل قاعة والألعاب القتالية في سبتمبر (أيلول) 2017.

يوجد في الملعب الأولمبي 217 ألف متر مربع من الرخام، ما يكفي لتغطية 28 ملعبا لكرة القدم، بحسب منسق المشروع عثمان كاراكوس. لم تصبح تركمانستان بعد قوة رياضية، لكن بـ5 مليارات دولار، سيحصل السكان البالغ عددهم 5 ملايين نسمة، على ملعب رئيس بسعة 45 ألف متفرج، أكبر مضمار داخلي في العالم بسعة 6 آلاف متفرج، ملعب لكرة السلة، مضمار داخلي لألعاب القوى معتمد من الاتحاد الدولي لألعاب القوى، ملاعب لكرة المضرب ومجموعة من المرافق والفنادق العالمية، معظمها مغطى بالرخام وسيتم ربطها كلها بخط حديدي.

قد يكون ما يقارب 30 لعبة رياضية على الموعد في عام 2030 بالإضافة إلى الرياضات الاعتيادية، ستضم الروزنامة أيضا الرقص والمصارعة وفي الأخيرة تأمل الدولة الوسط آسيوية إحراز الميداليات.

تولى الرئيس بردي محمدوف شخصيا الإشراف على الاستعدادات لألعاب 2017 والتي سيشترك فيها لأول مرة رياضيون من أستراليا، ونيوزيلندا وباقي دول المحيط الهادي من بين 6 آلاف رياضي. يأمل أن تكون الألعاب فاتحة لمسابقات أخرى في تركمانستان وهي تستعد للتقدم بملفات استضافة أخرى بحسب مسؤولين.

واختار بردي محمدوف شخصيا الكثير من التجهيزات والمواد المستخدمة في المجمع الأولمبي، بحسب مسؤولين في عشق آباد. وتتهم جمعيات حقوق الإنسان الغربية وبعض الحكومات دولة الحزب الواحد باستخدام القمع ضد المعارضين. لكن بعض الشخصيات الدولية تثق بقدرة الرياضة على فتح تركمانستان أمام التأثير الخارجي. ودعم الشيخ الكويتي أحمد الفهد الصباح، رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي وأحد أبرز الشخصيات المؤثرة في عالم الرياضة، تركمانستان لاستضافة ألعاب 2017 وقال: إن الدولة قادرة على استضافة الألعاب الآسيوية مستقبلا، وهي الدورة الأولى في القارة التي تقام مرة كل 4 سنوات بمشاركة نحو 10 آلاف رياضي. وخلال توقيع اتفاقية الألعاب الجمعة الماضي في عشق آباد، قال الصباح بأن بردي محمدوف وافق على استخدام الحدث كمنصة لتحسين الصحة والتعليم. واستهلت عشق آباد مبدئيا فتح أبوابها أمام السياح الأجانب، وستفتتح مطارها الدولي الجديد عام 2016. وقال الشيخ أحمد: «لا تبني مطارا دوليا جديدا إلا إذا كنت راغبا في علاقات دولية متينة».