بلاتر يتهرب مجددا من التعليق على عدم نشر تقرير «غارسيا» كاملا

أشار إلى أن الفيفا ليس مسؤولا عن ظروف العمل في قطر

بلاتر خلال زيارته إلى سريلانكا (أ.ف.ب)
TT

قال جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أمس، إن مؤسسته غير مسؤولة عن الظروف التي يعمل فيها العمال الذين يساعدون في تشييد الاستادات الخاصة بنهائيات كأس العالم 2022 في قطر.

وأضاف للصحافيين خلال زيارته إلى سريلانكا: «في قطر، يعمل هؤلاء لدى شركات كبرى من ألمانيا وفرنسا وإنجلترا ومن دول أوروبية أخرى، وهذه الشركات هي المسؤولة عن عمالها وليس الفيفا». ورفض بلاتر التعليق على إمكانية أن يصدر الفيفا التقرير الكامل للتحقيق الذي أجري تحت إشرافه وأعده المدعي العام الأميركي السابق مايكل غارسيا حول استضافة كأس العالم 2018 و2022.

ولسنوات طويلة، دأب عمال من الهند وسريلانكا ونيبال وباكستان وبنغلاديش والفلبين على السفر إلى دول الخليج الغنية كعمالة لا تتقاضى أجورا كبيرة. وتسلطت الأضواء على ظروف العمل في قطر منذ منحها الفيفا حق تنظيم النهائيات. وقالت منظمة العفو الدولية الشهر الماضي، إن قطر بطيئة في التعامل مع قضايا تتعلق بإساءات إلى العمالة الأجنبية رغم مرور 6 أشهر على إعلان خطط لإجراء إصلاحات تتعلق بالعمالة. ورغم الضغط الدولي للتعامل مع تقارير بشأن ظروف العمل، فإن تقريرا أعدته منظمة غير حكومية يقدر وجود 29400 شخص أو نحو 1.4 في المائة من سكان قطر يعملون عبيدا أو في ظروف عمل قهرية أو خدما في المنازل. وفي قطر أكثر من 1.6 مليون عامل أجنبي وهم أغلبية ساحقة في سوق العمل، بنسبة 20 أجنبيا أمام كل قطري.

وفي وقت سابق، قالت وزارة العمل القطرية، في بيان، إنها ملتزمة تحسين ظروف العمال، وأجرت بالفعل تغييرات لزيادة العقوبات على الشركات التي تحتجز وثائق سفر موظفيها بشكل غير قانوني. كما عينت الوزارة عددا إضافيا من مراقبي العمالة وأغلقت شركات تعمل في مواقع غير آمنة. ورفض بلاتر التعليق على إمكانية أن يصدر الفيفا التقرير الكامل للتحقيق في فساد مزعوم في عملية منح حق استضافة كأس العالم 2018 و2022. وقال بلاتر: «لجنة القيم تتمتع باستقلالية كاملة.. ستوافقونني على أني لن أصدر أي تعليق على التقرير لأنه لا يحق لي ذلك». والشهر الماضي، قال القاضي هانز يواكيم إيكرت، من لجنة القيم بالفيفا، إنه لا توجد أرضية لإعادة فتح عملية منح حق الاستضافة، مبرئا قطر وروسيا من ارتكاب أي خطأ.

وكانت تقارير أشارت في وقت سابق إلى أن استياء الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا» من السلوك الذي ينتهجه نظيره الدولي «فيفا» بخصوص التقرير المثير للجدل حول تنظيم بطولتي كأس العالم 2018 بروسيا و2022 بقطر - أصبح في تزايد مطرد، وهو ما يعرب عنه «يويفا» بشكل مستمر في كل المحافل الدولية. وقال السويسري أنفانتينو جياني، الأمين العام لـ«يويفا»، عقب اجتماع عقد في مدينة فرانكفورت الألمانية لبعض اتحادات كرة القدم بالقارة الأوروبية: «إن هذا الموضوع محزن لنا جميعا.. لقد وصل الأمر لذروته». وكانت لجنة القيم التابعة للفيفا برأت في وقت سابق ساحة كل من روسيا وقطر من أي شبهات فساد يمكن أن تكون طالت ترشحهما لاستضافة المونديال، بيد أن الكثير من المسؤولين الكرويين في العالم طالبوا بشفافية أكبر وبنشر التقرير الخاص بهذا الشأن كاملا. وأضاف أنفانتينو: «هناك شيء جديد كل يوم.. من الأفضل أن تكون هناك بعض الشفافية». وكشف المسؤول السويسري عن إمكانية أن يدفع «يويفا» بمرشح لخوض انتخابات رئاسة الفيفا المقبلة والمقرر أن تبدأ في 15 مايو (أيار) 2015، التي من المتوقع أن يعاد خلالها انتخاب جوزيف بلاتر لفترة ولاية جديدة. وتابع أنفانتينو قائلا: «الشيء الوحيد الذي يمكن أن يقدم عليه (يويفا) هو تنظيم حملة لمناقشة هذا الموضوع». وكان الفرنسي ميشيل بلاتيني، رئيس «يويفا»، أعلن عن تراجعه في وقت سابق عن خوض غمار الانتخابات الرئاسية للفيفا.