قانون مصري مرتقب يجرم الإساءة لـ25 يناير و30 يونيو

الرئيس المصري: الشعب الذي قام بثورتين قد يتحرك مرة ثالثة

TT

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، إن بلاده سوف تواجه كل التحديات والمخاطر، وإنه «لا أحد يقدر أبدا على المصريين»، مشيرا إلى أن «الشعب الذي قام بثورة في 25 يناير (كانون الثاني).. وتحرك ثانية في 30 يونيو (حزيران) من الممكن أن يتحرك مرة ثالثة.. لأنه لا يتصور أبدا أن يفرض أحد أيا من كان أمرا ضد إرادة الشعب المصري».

وتأتي تلك التصريحات عقب إعلان السيسي اعتزامه إصدار قانون يجرم الإساءة لثورتي 25 يناير و30 يونيو، في مسعى منه لاحتواء حالة الغضب التي انتابت الكثير من المصريين، عقب حكم البراءة الذي حصل عليه الرئيس الأسبق حسني مبارك في قضية قتل المتظاهرين. كما وجه الرئيس بإعادة مذيعة بالراديو للعمل مرة أخرى بعد إيقافها بسبب انتقادها لحكم البراءة خلال فقرة إذاعية على الهواء مباشرة.

وقالت مصادر مطلعة بالحكومة لـ«الشرق الأوسط» إن «مجلس الوزراء في انتظار مشروع القانون من الرئاسة لإقراره في أقرب وقت، عملا بتوجيهات الرئيس، وذلك وفقا لدستور 2014، الذي نص على احترام الثورة وشهدائها».

وكان النائب العام المصري قد قرر أول من أمس اتخاذ إجراءات الطعن بالنقض على الحكم ببراءة مبارك ونجليه علاء وجمال ووزير داخليته حبيب العادلي و6 من كبار مساعديه، من اتهامات قتل المتظاهرين والفساد المالي. وكلف النائب العام فريقا من أعضاء المكتب الفني بدراسة أسباب الحكم، الذي أصدرته محكمة جنايات القاهرة السبت الماضي.

وقال السيسي خلال افتتاحه مشروعات للقوات المسلحة أمس «إن من يسأل من هو عبد الفتاح السيسي فإنني أقول له أنا ولائي لله والوطن وبلدنا مصر.. ولا أباع ولا أشترى إلا بالله فقط.. أرجو أن يكون هذا الكلام واضحا». وأضاف السيسي في التصريحات التي نقلتها وكالة أنباء «الشرق الأوسط» الرسمية «مصر سوف تواجه كل التحديات والمخاطر ما دام أبناؤها على قلب رجل واحد.. لا أحد يقدر أبدا على المصريين، فالشعب الذي قام بثورة في 25 يناير ثم أكملها في 30 يونيو، من الممكن أن يتحرك مرة ثالثة، ولا يتصور أبدا أن يفرض أحد أيا من كان أمرا ضد إرادة الشعب المصري».

ورفض السيسي الحملات المضادة التي يوجهها البعض ضد الآخر عقب الحكم على مبارك، وقال «لا أحد يشككنا في بعضنا، يجب أن نحترم فكر كل واحد بشرط أن كل واحد يكون فكره لنفسه، من دون أن يفرضه على الآخر».

وكان الرئيس السيسي قد اجتمع مساء أول من أمس بمقر رئاسة الجمهورية بمجموعة من شباب الإعلاميين والصحافيين. وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس نوه بالدور الذي يضطلع به الإعلام لتشكيل الوعي وزيادة الإدراك، والذي تعاظم في العصر الحديث نظرا لتعدد وسائل الإعلام، فضلا عن وسائل التواصل والإعلام الإلكترونية.

وأعلن الرئيس خلال اللقاء أنه يجري حاليا الإعداد لقرارين جمهوريين بقانونين، أحدهما لتجريم الإساءة إلى ثورتي 25 يناير و30 يونيو، والآخر لتعديل قانون الإجراءات الجنائية، وذلك في إطار مكافحة الفساد والحفاظ على المال العام، وسيتم عرض القرارين المشار إليهما على مجلس الوزراء قريبا.

وشدد السيسي على أهمية زيادة التوافق المجتمعي، منوها بأن الجهود الأمنية بمفردها لا يمكن أن تحقق التقدم دون وجود شعب متكاتف ومصطف خلف وطنه، موضحا أن الهدف الاستراتيجي في المرحلة الراهنة يتمثل في الحفاظ على الدولة المصرية ذاتها، وذلك بالتوازي مع التحرك على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لتستعيد الدولة كامل هيبتها ومكانتها، وهو الأمر الذي يتطلب الحفاظ على مؤسسات الدولة الرئيسية ومنها القضاء والإعلام وغيرهما.

وأكد على استمرار الدولة في تحقيق أهداف الثورة المصرية من حياة كريمة تسودها الحرية والعدالة الاجتماعية، وتحفظ حقوق المواطنين وتصون كرامتهم، مشددا على أن الدولة المصرية بعد الثورة تتطلع إلى المستقبل ولا يمكن أن تعود أبدا للوراء. وأضاف السيسي أن الدستور المصري كفل احترام القضاء واستقلاليته، ولا يجوز بأي حال من الأحوال التعقيب على أحكام القضاء أو التدخل في اختصاصاته بالمخالفة لدستور البلاد، لتحقيق مآرب سياسية أو لإرضاء فئات معينة. وأوضح أن دولة سيادة القانون التي نسعى إلى تأسيسها تعتبر القضاء ركنا أساسيا من أركانها وركيزة من ركائزها، بما يضمن حقوق المواطنين، ويطمئن المستثمرين على أعمالهم في مصر، التي ستظل عصية على الانكسار.

في السياق ذاته، أصدر عصام الأمير، رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون، قرارا بتوجيه من الرئيس السيسي بإعادة المذيعة عايدة سعودي لعملها كمديرة ومذيعة لإذاعة «راديو هيتس»، بعد أن تم إيقافها عن العمل بسبب قيامها بالتعليق على حكم براءة مبارك على الهواء مباشرة. وأعلنت سعودي عن تلقيها مكالمة من رئاسة الجمهورية، تفيد بإصدار السيسي قرارا بعودتها إلى عملها مرة أخرى. وأعربت في تصريحات عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» عن سعادتها بسبب التأييد الذي قدمه مؤيدوها، مطالبة الجميع بالاستمرار في خوض ما سمته «معارك الحق».