الرئيس السوري لمجلة «باري ماتش» الفرنسية: ضربات التحالف الجوية لا تفيد النظام.. وهدفي «ليس البقاء رئيسا»

الصحافي الفرنسي في فيديو على موقع المجلة: شعرت بالارتباك لوجودي مع الأسد وجها لوجه

TT

اختار الرئيس السوري بشار الأسد مجلة «باري ماتش» المعروفة بـ«مجلة المشاهير» ليخاطب الرأي العام الفرنسي من خلال المقابلة التي أجراها معه مبعوثها الخاص ريجيس لو سوميه يوم السبت الماضي في دمشق. وبحسب مقطع فيديو للصحافي المذكور، فإن «اللقاء المغلق» الذي يصفه بـ«الحار والحميمي»، جرى في «منزل صغير خصص فيه مكتب وقد جاء لاستقبالي بنفسه وودعني على المدخل» من غير وجود ملحقين صحافيين. لكن الحميمية لم تمنع الصحافي الفرنسي من القول إنه شعر بـ«الارتباك» لوجوده وجها لوجه مع هذه الشخصية «التي تملأ صورها المقاهي والمحلات وحتى الطرق.. إنها موجودة في كل مكان».

يقول لو سوميه عن الأسد، إنه «يرى العالم الذي يحيط به يتداعى ويشعر بأنه محاصر». ويتحدث الصحافي الفرنسي عن مهارة الأسد في «تلافي الأفخاخ التي يمكن أن تتضمنها المقابلة الصحافية»، من خلال اللجوء إلى التساؤل والإكثار منه, ولما سأل الصحافي الرئيس السوري عن مسؤولياته في قيام «داعش» واستقوائها لأنه أفرج عن الجهاديين، رد الأخير بأن أبو بكر البغدادي كان سجينا لدى الأميركيين وأن «داعش» ولدت في العراق عام 2006.

لم تنشر «باري ماتش» التي تصدر اليوم الخميس، على موقعها على الإنترنت سوى 3 مقاطع هي إجابات الأسد عن 3 أسئلة، لعل أطرفها السؤال الثالث الخاص بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند واستمراره في اعتبار الأسد خصما، وعما إذا كان ممكنا وصل العلاقة معه في يوم ما؟ يقول الأسد: «الإدارة (الفرنسية) الحالية تعمل ضد مصالح شعبنا وضد مصالح الشعب الفرنسي، ولست عدوا لهولاند ولا منافسا له. أرى أن داعش هي منافسته لأن شعبيتهما متقاربة»، مشيرا بذلك إلى تدهور شعبية الرئيس الفرنسي.

ويسأل الأسد عما إذا كان يخاف أن ينتهي مثلما انتهى قبله الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين أو العقيد معمر القذافي، حيث الأول مات شنقا والثاني قتل بالرصاص بعد القبض عليه في الصحراء الليبية.

يجيب الأسد: «القبطان لا يفكر في الموت أو في الحياة، بل في إنقاذ الباخرة، وإذا غرقت يموت الجميع. ولذا من الأفضل القيام بكل ما هو ممكن لإنقاذ البلاد». أما مصيره الشخصي، فإن الأسد يؤكد أن هدفه «ليس البقاء رئيسا، لا قبل الأزمة ولا أثناءها، ولا بعدها». وفيما انكب وزراء خارجية دول التحالف التي تحارب «داعش» على البحث عن أنجع الوسائل لمواجهة هذا التنظيم في العراق وأيضا في سوريا وبعد نحو شهرين من الضربات الجوية التي تقوم بها بعض دول التحالف داخل سوريا، اعتبر الرئيس السوري أنها «غير ناجعة لمحاربة الإرهاب»، مضيفا أن هناك حاجة «لقوات أرضية تعرف جغرافية المناطق وتتحرك في الوقت عينه»، ما يمكن أن يفهم على أنه «عرض خدمات» على دول التحالف، للتنسيق والعمل المشترك، ومن زاوية أن العدو مشترك وبالتالي يتعين التعاون بين الجميع. ويضيف الرئيس السوري أنه «ليس صحيحا» أن الضربات الجوية تفيد النظام «وكانت ستساعدنا حقا لو كانت جدية وفاعلة». ويتناسى الأسد تماما المعارضة السورية المناهضة لـ«داعش» عندما يؤكد أن قواته، هي التي تخوض الحرب ميدانيا ضد تنظيم داعش.