مسؤول إيراني يكشف عن تحقيق بلاده تقدما في صناعة الصواريخ بسوريا

الإيرانيون اشترطوا حصة من الإنتاج لصالح «حزب الله»

TT

ما كان يصرح به مسؤولون إيرانيون ثم يتراجعون عنه لاحقا حول التدخل العسكري الإيراني في سوريا، بات يقال ويؤكد لاحقا، وما سبق وكشف عنه قائد سلاح الجو في الحرس الثوري الإيراني العميد أمير علي حاجي زادة عن أن إيران هي التي أنشأت مصانع الصواريخ في سوريا. عاد ليؤكده مجددا في تصريحات نشرتها عدة وسائل إعلام إيرانية وجاء فيها: «إن إيران حققت خطوات كبيرة في مجال صناعة الصواريخ، رغم العقوبات الغربية»، مضيفا: «سابقا كنا نأخذ تقنية الصواريخ من سوريا، أما الآن فنبيع الصواريخ لها». وأشار «حاجي زادة»، إلى أن الدول الغربية تشعر بالانزعاج من قدرة إيران الصاروخية، قائلا «إن تلك الدول تريد أن تَحُدَ من عدد الصواريخ التي تملكها إيران، إلا أنهم لا يستطيعون القيام بأي شيء حيال ذلك، فالقرار في هذا الخصوص عائد لنا بشكل كامل». ويقول مسؤول لبناني سابق وثيق الصلة بالملف، إنه إذا كانت علاقات الأسد الأب، بإيران معروفة ومترسخة، بين حليفين متوازنين، إلا أن كفتها مالت بعد وصول الابن لصالح الإيرانيين الذين استغلوا قلة خبرته وبدأوا بناء منظومتهم الخاصة في سوريا.

وأكدت مصادر لبنانية مطلعة على العلاقات الإيرانية - السورية أن الحرس الثوري الإيراني باشر منذ عام 2002 إنشاء مصانع للصواريخ في سوريا بعد ارتفاع حالة الثقة بين الطرفين. وتشير المصادر إلى أن الإيرانيين اشترطوا ذهاب حصة كبيرة من الإنتاج لصالح «حزب الله»، خصوصا في مجال الذخائر الخفيفة والمتوسطة، بالإضافة إلى الصواريخ بعيدة المدى. ونقل المصدر عن ضابط كبير في الحرس الثوري قوله إن الإيرانيين استعانوا بالضباط السوريين في بادئ الأمر لتعليمهم كيفية إطلاق هذه الصواريخ والتعامل معها، بما أن ترسانتهم الصاروخية آنذاك كانت حديثة العهد بالصواريخ الروسية من طراز «سكود» وغيرها، لاعتمادهم أساسا على منظومات أميركية، ولاحقا صينية. كما أشارت إلى أن ليبيا أرسلت في وقت لاحق صواريخ سوفياتية الصنع أشرف الخبراء السوريون على عملية تركيبها وتدريب الطواقم الإيرانية عليها.

ومنذ اندلعت الثورة في سوريا ضد نظام الأسد، تصدت إيران للدفاع عن النظام، والتدخل من أجل الإبقاء عليه، وعبر عن ذلك صراحة قاسم سليماني قائد فيلق القدس في مايو (أيار) 2011 أمام طلبة «مدرسة حقاني» في مدينة قم لدى شرحه أسباب توجه إيران وبالتحديد فيلق القدس للتدخل في سوريا لوقف الثورة قائلا: «نصر إيران اليوم أو هزيمتها لا يكونان في مهران أو هرمشهر، حدودنا تمددت، كل ما يحدث في مصر والعراق ولبنان وسوريا هو من ثمار الثورة، علينا أن نثبت نصرنا هناك».

فيما كشف العام الماضي عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني جواد كريمي قدوسي، عن وجود مئات الكتائب العسكرية التابعة للجمهورية الإسلامية التي تقاتل إلى جانب قوات النظام، مؤكدا «وقوف طهران خلف (الانتصارات) التي حققها جيش النظام»، وذلك بعد أن كانت طهران تنفي وجود قواتها العسكرية على الأراضي السورية، مؤكدة أن دعمها لبشار الأسد لا يتعدى دائرة الاستشارة العسكرية ونقل التجارب.

إلا أن نقطة التحول كانت في يوم 21 أبريل (نيسان) 2013 عندما أصدر قاسم سليماني أمرا لحزب الله اللبناني بالتدخل في سوريا ومساعدة قوات النظام التي تحاصر مدينة القصير، لتكون أول مرة يدخل فيها حزب الله في عملية واسعة علنا في سوريا، خسر فيها العشرات من مقاتليه كما خسرت إيران 8 من قادتها التابعين لفيلق القدس كانوا يديرون المعركة في القصير.

ووفق أرقام متداولة أن عدد المقاتلين الذين جندتهم إيران للحرب بسوريا يتراوح بين 30 إلى 40 ألف مقاتل، وتتوجه إيران إلى إعادة هيكلة عملهم على الأرض من خلال تنظيم جديد يشبه حزب الله اللبناني.