هولاند يدعو لإنشاء صندوق لإعمار المناطق «المحررة» في العراق

العبادي يؤكد من باريس «تأمين بغداد عسكريا»

TT

رسم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي صورة إيجابية لتطور الأوضاع في العراق على المستويات الأمنية والسياسية الداخلية وعلاقات بغداد مع دول الجوار، فضلا عن نجاحه في إطلاق حركة «لم شمل» للعراقيين وبث الأمل في النفوس.

وجاءت تصريحات العبادي، التي تميزت بالتفاؤل، بعد لقائه رئيس الجمهورية الفرنسي فرنسوا هولاند في قصر الإليزيه إذ عرج على باريس عقب الاجتماعات التي أجراها في بروكسل إن مع وزراء خارجية التحالف أو مع الوزراء الأوروبيين. وشارك في المحادثات من الجانبين وزراء الخارجية والدفاع وسفيرا البلدين.

وفي كلمته إلى الصحافة، نوه هولاند بـ«النجاحات المؤكدة سياسيا وعسكريا» التي حققها العراق في الأشهر الأخيرة، وشدد على استعداد فرنسا لزيادة مساهمتها في الجهد العسكري المبذول في إطار التحالف، وعلى رغبتها في مواكبة العراق ودعمه عسكريا واقتصاديا وإنسانيا، وفي جهوده لإعادة إعمار المناطق التي تحرر من «داعش». وفي هذا السياق، أطلق هولاند مشروع إنشاء «صندوق دولي لدعم المناطق المحررة أو التي ستحرر بحيث تبدأ عملية إعادة الإعمار مباشرة بعد (انتهاء) العمل العسكري». ولخص هولاند موقف فرنسا بـ«الدعم الشامل» إزاء العراق «الحليف». ولم ينس الإشارة إلى التغير الذي حصل مع العبادي لجهة التعامل مع القبائل السنية التي قال عنها إنها «انخرطت» في جهود محاربة «داعش».

وما بدأ به هولاند أكمله العبادي الذي أشاد بـ«التقدم العسكري الكبير على الأرض»، مشيرا إلى «تأمين بغداد عسكريا» وفتح طريق البر الرئيسي بينها وبين نينوى وتحرير أكثر مناطق ديالى والجزء الأكبر من صلاح الدين. وأكد العبادي على أهمية إنشاء غرفة قيادة عمليات نينوى.

بموازاة تطور الوضع العسكري، نوه العبادي بتغير المزاج السياسي والشعبي بفضل الإجراءات التي اتخذتها حكومته «للقضاء على الخلافات الكبيرة التي كانت في السابق والتي حاول (داعش) الاستفادة منها» بحيث إن هدفها هو تحقيق «اللحمة الوطنية». وشدد على أن حكومته «لن تسمح بأي تجاوزات في ما يتعلق بحقوق الإنسان وضرورة وضع السلاح أيا كان تحت سلطة الدولة»، دون أن يعطي تفاصيل عن هوية السلاح المقصود. وقال العبادي «لن نسمح لجماعات إرهابية أو لأي ميليشيات بأن تحمل السلاح خارج إطار الدولة، ونعتبر كل سلاح خارجها تهديدا للأمن العراقي».

ولم ينس للعبادي أن يشير إلى التطور الإيجابي المتمثل في توقيع اتفاقية مع اقليم كردستان بشأن النفط والبيشمركة، والذي رأى فيه فائدة للطرفين، واعتبر أن تنفيذه سيكون سهلا إذا حسنت النوايا.

كذلك تحدث العبادي عن تحسن كبير في علاقات العراق مع دول الجوار حيث تحولت العلاقات من «علاقات سيئة أو سلبية إلى علاقات حميمة وإيجابية» مع أكثر هذه الدول. لكنه شكا من أن العلاقات مع دول أخرى ليست في هذه الحالة. وأشار إلى رؤيته من أنه «لا يمكن للعراق أن ينهض ويدحر الإرهاب إلا بتعاون كل الدول الإقليمية» التي «أبدت تفهما لأن الإرهاب يهددها ولأن (داعش) يهدد مستقبل وواقع هذه الدول». وطالب العبادي بدعم دولي لتوفير التمويل اللازم لعملية إعادة إعمار المناطق المحررة بسبب الضغوطات على النفط وعجوزات الميزانية. ولذا، طالب الأسرة الدولية بتوفير المساعدة للعراق. وبحسب الرئيس هولاند هناك مليونا مهجر في العراق بينهم 500 ألف من غير مسكن. وير ى العبادي في هذه المساعدة مساهمة في محاربة الإرهاب الذي «يعيش على الفقر الدمار وعدم رضا الناس».