«داعش» يعين واليا جديدا للموصل بعد مقتل الحمدوني

نائب عن محافظة نينوى: التنظيم سيطر على دير مار متى

TT

كان ثمة منفذ لأهالي الموصل يغادرون أو يسافرون من خلاله إلى بقية مدن العراق، وهو الطريق الذي يربط المدينة بكركوك، لكن تنظيم داعش الذي يسيطر على أجزاء واسعة من محافظة نينوى منذ يونيو (حزيران) الماضي أغلق هذا الطريق، كما أغلق شبكات اتصالات الهواتف الجوالة لإجبار السكان على البقاء في حدود مدينتهم.

وأفاد فارس السنجري، عضو مجلس النواب العراقي عن محافظة نينوى، قائلا لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من محافظة دهوك المحاددة لمحافظة نينوى، أمس: «كل الطرق التي تؤدي إلى مدينة الموصل تم قطعها، كما تم إيقاف شبكات الاتصال عبر الهاتف الجوال (الموبايل) ليعيش أهالي نينوى في عزلة تامة ويبقون أسرى لـ(داعش)»، موضحا أن «الطرق التي كانت تؤدي إلى أربيل، عاصمة إقليم كردستان، ودهوك، تم إغلاقها من قبل قوات البيشمركة وتنظيم داعش، وبقي طريق واحد وهو طريق الموصل - كركوك الذي كان يغادر الناس خلاله إلى بقية مدن العراق وخصوصا إقليم كردستان، وقد أغلقه التنظيم الإرهابي قبل أكثر من 10 أيام».

وكشف السنجري عن أن «تنظيم داعش عين معمر بن حازم كوحلة واليا على الموصل بعد مقتل واليها السابق رضوان الحمدوني واثنين من مساعديه في غارة جوية قامت بها طائرات التحالف الدولي قبل أكثر من أسبوعين»، مشيرا إلى أن «الواليين، المقتول والحالي، من أهالي الموصل، حيث ينحدر كوحلة، وهي عائلة معروفة في نينوى، من مشيرفة التي تقع شمال الموصل، وكلاهما كان في تنظيم القاعدة».

وأكد السنجري، قائلا إن «تنظيم داعش تمكن أخيرا من السيطرة على دير مار متى»، الذي يقع على قمة جبل مقلوب وعلى ارتفاع 2400 متر عن سطح البحر، ويعد من أقدم الأديرة في المنطقة حيث يعود تاريخه إلى أكثر من 1600 عام، مشيرا إلى أن «رهبان وأتباع هذا الدير تركوه خشية من الدواعش، وهذا يشكل خطرا على تاريخ هذا المكان الذي يعني الكثير للنصارى في جميع أنحاء العالم». وأضاف أن «تنظيم داعش يسيطر اليوم على أقضية الحمدانية وبعشيقة وبلدات برطيلا وتلكيف والكوير، ومن المعروف أن سكان هذه المدن والبلدات هم من المسيحيين واليزيديين والمسلمين وكلهم نزحوا إلى محافظتي دهوك وأربيل ويعانون ظروفا مادية واجتماعية صعبة بسبب أزمة السكن وعدم قيام وزارة الهجرة والمهجرين بواجباتها إزاءهم».

وقال السنجري: «نحن على اتصال دائم مع أهلنا في الموصل، إما عبر الإنترنت، وإما عن طريق الهاتف الجوال، إذ يخرج من يريد الاتصال إلى مناطق قريبة من دهوك أو كركوك، أو الصعود إلى بعض المرتفعات ليحاولوا التقاط إشارة الهاتف بصعوبة بعد أن أوقف تنظيم داعش شبكات الاتصال الهاتفي، وهم يشعرون بأنهم باتوا أسرى بيد هذا التنظيم الإرهابي»، مشيرا إلى أن «الظروف الحياتية الصعبة للغاية التي يعيشها أهلنا بالموصل في ظل غياب الدواء وشحة مياه الشرب بسبب عدم وجود طاقة كهربائية كافية لتشغيل محطات تصفية المياه، إضافة إلى شحة المواد الغذائية والوقود»، مبينا أن «قنينة الغاز المستخدم كوقود في الطبخ بلغ سعرها 120 ألف دينار عراقي؛ أي ما يعادل 100 دولار أميركي، والناس يعتمدون على المياه المعبئة في قناني لأغراض الشرب». وأوضح أن «المواد الغذائية والوقود كانت تصل إلى الموصل عن طريق كركوك وكانت أسعارها مناسبة شيئا ما، أما الآن فإن غالبية المواد الغذائية وقناني المياه تصل إلى المدينة من سوريا وأسعارها عالية، إضافة إلى وجود نشاط لتجار الحروب الذين يفرضون أسعارا عالية على المواطنين».

من جهته، أكد غانم العابد، المتحدث السابق باسم متظاهري الموصل قبل احتلال تنظيم داعش للمدينة، صحة الأنباء «التي تحدثت عن قيام التنظيم الإرهابي بقطع الطرق التي تربط الموصل بكل من أربيل وكركوك ودهوك»، مشيرا إلى أن «الأهالي لا يتمكنون اليوم من ترك المدينة».

وقال العابد لـ«الشرق الأوسط»، عبر الهاتف من مقر إقامته المؤقت في أربيل: «السفر يتم اليوم إلى بغداد عبر طرق معقدة إلى منطقة حمرين، ومن هناك إلى سامراء ثم بغداد، وهذا الطريق محفوف بالمخاطر، وفي سامراء التي تسيطر عليها الميلشيات الشيعية يتعرض المسافر من الموصل للإهانة ويوجهون له اتهاما باعتباره من مناصري (داعش)». وقال إن «على أي مواطن يرغب في السفر من الموصل عليه أن يغادر بضمانة كفيل ولمدة 5 أيام، وإذا تأخر أو غاب فإن تنظيم داعش يعتقلون الكفيل الضامن، وهذه الإجراءات يقوم بها التنظيم الإرهابي خشية أن يتطوع أهالي الموصل في قوات تحرير الموصل التي تشكلت في إقليم كردستان والتي سيتم تدريبها من قبل الخبراء الأميركان».

وأضاف العابد، وهو من أهالي الموصل، قائلا: «حتى فترة قريبة، كنت أستطيع دخول الموصل عن طريق كركوك، لكن قطع هذا الطريق أدى إلى وضع عراقيل أمام الناس ومنعهم من السفر».

وعن سبب عدم وجود مقاومة لأهالي الموصل ضد تنظيم داعش، قال العابد: «هناك جبهة قتال الموصل وتعمل بسرية تامة وتقتل بين فترة وأخرى بعض قياديي (داعش)»، مشيرا إلى أن «الجيش العراقي وقبل شهر من سيطرة تنظيم داعش على المدينة، صادر جميع الأسلحة الشخصية بما فيها المسدسات ورشاشات الكلاشنيكوف من المواطنين وصار السلاح، حتى الخفيف، شحيحا ونادرا في غالبية الأحيان».