سعيد الماروق: المخرج بمثابة الحكواتي الذي يسرد قصة العمل المصور على طريقته

«24 قيراط» أول عمل تلفزيوني يطل من خلاله

TT

قال المخرج سعيد الماروق إنه متحمس جدا للبدء بتصوير أول عمل تلفزيوني له في مجال الدراما. ورأى أن مسلسل «24 قيراط»، وهو المسلسل الأول له، هو عمل كامل ومتكامل يحتوي على جميع العناصر التي من شأنها أن تحقق نجاح عمل ما، بدءا بخلطة الممثلين المشاركين فيه، مرورا بالميزانية المرصودة لإنتاجه، ووصولا إلى أفكاره الجديدة التي سيطبقها فيه.

ما هو الجديد الذي سيقدّمه سعيد الماروق للمشاهد في هذا العمل؟ يردّ متحمسا «سأوظّف خبرتي السينمائية في مجال الدراما، فالتصوير مثلا سيتم بواسطة أكثر من كاميرا، وستدور حركتها بأسلوب أميركي أحبه، إن من خلال كادرات الزوايا أو الإضاءة المستخدمة في العمل، أو غيرهما من الأمور التي ستنعكس إيجابا على الممثلين بحدّ ذاتهم».

وعن كيفية إدارته للممثلين المشاركين في المسلسل مثل سيرين عبد النور وعابد فهد وتقلا شمعون وماغي بوغصن وغيرهم يقول «هؤلاء هم نجوم بحد ذاتهم ولديهم الخبرة الكافية للتحرك بثقة أمام الكاميرا، وهذا الأمر سأستفيد منه لأبعد حدود». وتابع «إنني على اتصال دائم معهم، فنحدد حركة مشاهد معينة، كما نتحدث عن الشخصية التي يجسدونها ونحللها معا للوقوف على أدقّ التفاصيل فيها. فملامح شخصيات المسلسل غنيّة ومختلفة، وعلي أن اعرف كيفية ترجمتها بصورة تجذب المشاهد. وأقول لهذا الأخير تابعني من الحلقة الأولى، وأنا كفيل بأنك ستتمتع في تفكيك رموز العمل معي».

ووصف سعيد الماروق مخرج أي عمل تلفزيوني أو سينمائي بأنه بمثابة «مايسترو» يضبط الإيقاع، فهو وحده يعرف أين ومتى وكيف يحرّك كاميرته والممثلين المشاركين في العمل. وأضاف في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «برأيي هو الحكواتي الذي يروي القصة على طريقته، فإما يجذب المشاهد من اللحظات الأولى لعرض العمل، وإما العكس».

مسلسل «24 قيراط» هو من إنتاج شركة «إيغل فيلم»، وسيبدأ تصويره بداية العام الجديد. ويتألّف المسلسل من 30 حلقة تعرض في موسم رمضان المقبل، وهو يحكي عن شخصية تفقد ذاكرتها إثر حادثة تتعرض لها، وهنا نكتشف الوجه الآخر لها الذي لم تكن تتمتع به في مراحل حياتها الأولى. فتعيش قصة حبّ ثانية تختلف بمعاييرها وبأدائها تجاه الحبيب. كما أن تقاطعات عدة من الحياة عامة يتضمنها المسلسل، والتي تؤكد لنا أن الظروف تتحكم في حياتنا أحيانا كثيرة وتفاجئنا. ويعدّ المسلسل من النوع الرومانسي الذي فيه الحركة والكوميديا الخفيفة والإثارة معا.

وعن الحلم الذي طالما راوده في هذا المجال وهو تصوير مسلسل بوليسي أجاب «في الحقيقة لطالما رغبت في ذلك، فكان حلمي مثلا أن أخرج مسلسل (عشرة عبيد صغار) وأنا من اقترحت إعادة تصويره بنسخته الجديدة، ولكن شاءت الظروف ألا أتكفّل بتنفيذه، وكي أكون أمينا في كلامي فإن المخرج لا يكون هو سبب المشكلة دائما بل عناصر أخرى تحيط بالعمل وأهمها الإنتاج».

ولكن هل هو خائف من الوقوع في الخطأ في أول عمل تلفزيوني له؟ رد موضحا «قبل أن أقدم على أي عمل يتملكني شعور بالخوف، وهذا يصب في خانة المسؤولية التي أشعر بها، فكما في الفيديو كليب أو في فيلم سينمائي أو في إعلان تجاري مصوّر أحس بهذا الشعور، لكن الخبرة التي يتمتع بها العاملون في هذا المسلسل هي حجر الأساس الذي أنطلق منه، وأتمنى أن ينال إعجاب المشاهدين».

وأكد سعيد الماروق أنه تابع مسلسل «عشق النساء» على شاشة «إل بي سي»، وأنه أعجب بأجوائه عامة إن في أداء الممثلين أو بقصة الكاتبة أو في كيفية إدارة كاميرا المخرج. وعن رأيه في التجربة التي خاضتها كل من ميريام فارس وهيفاء وهبي في التمثيل قال «في الحقيقة لم يتسن لي الوقت لمتابعتهما مليا، لكن وحسب الأصداء التي سمعتها فهما نجحتا في ذلك، رغم أن المخرج في (كلام على ورق) بالغ في استخدام الكاميرا المكسورة (بشكل معوجّ) كما نسميها في عملنا فلم تخدم القصة كما أعتقد، إذ استخدمها حتى في مشاهد الحب، وهو الذي صرّح بأنه لجأ إلى هذه التقنية للإشارة إلى الاعوجاج الذي يشوب العلاقات الإنسانية في عالمنا».

وعن الفرق بين التصوير التلفزيوني والسينمائي أجاب «في السينما هناك لغة واحدة نتبعها في مجريات التصوير، وقد نصوّر مشهدا واحدا في اليوم. كما أنه في العمل التلفزيوني تكثر المشاهد الحوارية بينما في السينما لدينا مساحة أكبر للتعبير عن أفكارنا». وختم بالقول «سأحاول أن أوفّق بين الوقت والواقع الإنتاجي، وأعمل بشكل أولي على الصورة التي تظهر بصمتي الإخراجية، فتكون الكاميرا في خدمة الممثل والعمل معا».

أما بشأن ما إذا كان يفضّل العمل السينمائي على التلفزيون كما هي العادة لدى المخرجين عامة فقال «طبعا السينما هي حلم كلّ مخرج، فهي تتضمن تقنية مختلفة، ومساحات للإبداع. كما أن الناس يقصدون صالات السينما لمشاهدة الفيلم فيذهبون هم إليك، بينما في التلفزيون أنا الذي آتي إليهم وهذا يشكّل فارقا كبيرا بالنسبة للمخرج، كون الأول يضع نجاحه على المحك منذ اللحظة الأولى لفتح شباك التذاكر، أما في الحالة الثانية فإن الأمر يختلف تماما والنتيجة مرتبطة بسياق عرض الحلقات تباعا».

وأشار المخرج اللبناني إلى أنه وإبان ثورة الربيع العربي، وفي ظلّ انحسار إنتاج الأفلام السينمائية، تحوّل عدد كبير من مخرجي السينما إلى الأعمال الدرامية فشكلوا فارقا ملحوظا على الساحة.

أما عن مواقع تصوير المسلسل فأشار إلى أن معظمها سيدور في لبنان وجزءا صغيرا منها في مصر، وأن التصوير الخارجي سيحوز نسبة أكبر من التصوير الداخلي (في الاستوديو). وأوضح أن مناطق لبنانية من الساحل والجبل وبيروت وأجواء السهر ستنقلها كاميراته لتسليط الضوء على لبنان الجميل. وأضاف في هذا الصدد «لقد تحدثت مع كاتبة المسلسل ريم حنا، وطلبت منها أن تكثر من المشاهد الخارجية لأنها تساعد المشاهد على التمتع بالراحة أثناء متابعته العمل، فدوران الكاميرا في معظم المشاهد واللقطات داخل الاستوديو يصيبه بالاختناق والملل».

وسعيد الماروق، الذي يملك تاريخا طويلا في إخراج الكليبات الغنائية لأهم نجوم الغناء في لبنان والعالم العربي، كان له أيضا عدة تجارب في عالم السينما العربية والهوليوودية. فقد استعان به المخرج الأميركي مايكل باي في فيلم «المتحولون» في جزئه الثاني، كما أخرج الفيلم المصري «365 يوم سعادة» حيث نجح في إثبات هويته الإخراجية. وعن مشاريعه المستقبلية قال «هناك مشروع تصوير فيلم سينمائي مصري في خريف عام 2015 تحت عنوان (صمت الياسمين)، ويحكي قصة رومانسية جميلة جدا سيحبها المشاهد دون شك».