مراكش على إيقاع المهرجان الدولي للفيلم و«الموندياليتو»

تستقبل اليوم نجوم السينما.. في انتظار نجوم كرة القدم

الفرنسية إيزابيل أوبير - الأميركي فيكو مورتنسن - البريطاني جيريمي آيرونز
TT

أيام قليلة على احتضانها منتديين عالميين؛ الأول حول «ريادة الأعمال»، بحضور 3 آلاف مشارك من 50 دولة، تداولوا في مواضيع من قبيل «التنمية المستدامة» و«مناخ الأعمال» و«التصدير» و«المسؤولية الاجتماعية» و«المدن الذكية» و«الابتكار» و«مهن الصحة» و«الأمن الغذائي». والثاني حول «حقوق الإنسان»، بحضور 7000 مشارك من 95 دولة، تداولوا في مواضيع من قبيل «العنف ضد النساء» و«العنف ضد الأطفال» و«حقوق الأشخاص المسنين» و«الإعاقة وحقوق الإنسان» و«الحق في الصحة» و«حرية المعتقد» و«العدالة الانتقالية»، ستعطي مراكش لنفسها أياما لأخذ النفس والترفيه والفرجة الفنية والرياضية للتخفف من «صداع» القضايا الحقوقية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية الكبرى، وذلك باحتضان حدثين عالميين؛ الأول فني، هو المهرجان الدولي للفيلم، الذي وصل، هذه السنة، إلى محطته الـ14. وتعطى انطلاقتها عشية اليوم. والثاني رياضي، هو كأس العالم للأندية في كرة القدم، في نسخته الـ11. الذي سيحط رحاله بمراكش يوم 17 ديسمبر (كانون الثاني) الحالي، بعد إعطاء انطلاقته بالرباط، أسبوعا قبل ذلك.

وتحولت مراكش، في السنوات الأخيرة، إلى قبلة لسياحة الأعمال والمؤتمرات والمهرجانات، بفضل بنيتها المهمة، خاصة على مستوى عدد ونوعية الفنادق وقصور المؤتمرات، وهي البنية التي ترافقت مع توفر المدينة على وكالات متخصصة في تنظيم الرحلات المهنية، جعل المدينة تجذب أكثر من 60 في المائة من سياحة الأعمال بالمغرب، إلى درجة أن تنظيم الاجتماعات والندوات والمؤتمرات والمعارض والمهرجانات صار يمثل أكثر من 15 في المائة من العدد الإجمالي للأشخاص الوافدين على المدينة. ويسجل عدد من المتتبعين لمراكش قدرتها على أن تجمع إليها كل أصناف وأحجام المؤتمرات والمهرجانات، من السياسة إلى السياحة، ومن الاقتصاد إلى حقوق الإنسان، ومن الطب إلى الطبخ، وغيره. ومع المهرجان الدولي للفيلم والموندياليتو، ينتظر أن تتحول مراكش، على مدى 20 يوما، إلى عاصمة عالمية لفن السينما ولعبة كرة القدم. ورغبة في إنجاح الموعدين رفعت المدينة من وتيرة ونسق استعداداتها لاستقبال زوارها، الذين سيقصدونها إما للمشاركة أو لمتابعة الحدثين المتميزين، سواء تعلق الأمر بالسينما أو بكرة القدم.

وبينما ستكون أمام عشاق المستديرة فرصة مشاهدة 8 مباريات لـ7 فرق من 7 دول، على ملعبي الرباط ومراكش، فإن عشاق الشاشة الفضية ستكون أمامهم فرصة لمتابعة 87 فيلما من 22 دولة، يحتضنها عدد من الفضاءات بالمدينة الحمراء، أبرزها ساحة جامع الفنا، ضمن طبق فني تتوزعه فقرات «المسابقة الرسمية» و«خارج المسابقة» و«خفقة قلب» و«الوصف السمعي»، فضلا عن «أفلام المدارس». وبينما ستتمخض كأس العالم لأندية كرة القدم عن فائز واحد من بين الفرق الـ7 المشاركة، فإن الأفلام الـ15، المشاركة في المهرجان السينمائي، ستتنافس للفوز بـ4 جوائز، هي الجائزة الكبرى (النجمة الذهبية)، وجائزة لجنة التحكيم، وجائزة أفضل دور رجالي، وجائزة أفضل دور نسائي. واختارت إدارة المهرجان السينمائي 15 فيلما لدخول سباق الفوز بإحدى جوائز هذه المظاهرة الفنية، بينها فيلمان عربيان، هما الفيلم المصري «الفيل الأزرق» لمخرجه مروان حامد، والفيلم المغربي (إنتاج مغربي فرنسي مشترك) «أوركسترا العميان» لمخرجه محمد متفكر، فضلا عن أفلام «قصة شيغازاكي» من اليابان لمخرجه تاكويا ميزاوا، و«شرييغ» من سويسرا لمخرجه سيمون جاكميت، و«كوريكسيون كلاس» من روسيا وألمانيا لمخرجه إيفان تفردوفسكي، و«كل ما نحبه» من نيوزيلندا لمخرجه ماكس كيري، و«ودي كيبينغ روم» من الولايات المتحدة لمخرجه دنيال باربر، و«لابور أوف لوف» من الهند لمخرجه أديتيا فيكرام سنغوبتا، و«دي لاست هامر بلاو» من فرنسا لمخرجه أليكس دولابورت، و«ميراج» من المجر وسلوفاكيا لمخرجه سكزابولكس هاجدو، و«نبات» من أذربيجان لمخرجه إلشين موزاوغلو، و«نو وانز تشيلد» من صربيا لمخرجه فوك رسموفيتش، و«الوردة الحمراء» من فرنسا واليونان وإيران لمخرجه سيبيداه فارسي، و«دي سي فوغ» من كوريا الجنوبية لمخرجه شيم سونغ بو، و«تينغ بيبل دو» من الولايات المتحدة لمخرجه سار كلين.

وتشارك في الموندياليتو فرق المغرب التطواني، عن البلد المنظم، وأوكلاند سيتي النيوزيلاندي عن أوقيانوسيا، ووفاق سطيف الجزائري عن أفريقيا، وكروز أزول المكسيكي عن الكونكاكاف، وويسترن سيدني الأسترالي عن آسيا، وريال مدريد الإسباني عن أوروبا، وسان لورينزو الأرجنتيني عن أميركا الجنوبية.

وفازت بكأس العالم للأندية، حتى الآن، 8 أندية مختلفة، إذ يمتلك كل من برشلونة الإسباني وكورينثيانز البرازيلي الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بواقع لقبين لكل فريق، بينما فاز إيه سي ميلان وإنتر ميلان الإيطاليان وساو باولو وإنترناسيونال البرازيليان ومانشستر يونايتد الإنجليزي وبايرن ميونيخ الألماني بلقب البطولة مرة واحدة.

ويستضيف المغرب كأس العالم للأندية، للمرة الثانية على التوالي، بعد الأولى (النسخة العاشرة)، التي احتضنتها مدينتا مراكش وأكادير في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، التي عاد لقبها لبايرن ميونيخ الألماني، بطل أوروبا، بعد فوزه على الرجاء البيضاوي المغربي في المباراة النهائية. ويوجد بين كأس العالم للأندية والمهرجان الدولي للفيلم بمراكش أكثر من قاسم مشترك: أولا، هناك قيمة للنجوم المشاركين، بداية من نجوم السينما الحاضرين أو المكرمين في المهرجان وانتهاء بنجوم فرق كرة القدم المتبارية، خاصة لاعبي فريق ريال مدريد. وثانيا، فرصة تحقق جمالية الفرجة ومتعة المشاهدة. وثالثا، رغبة الفوز. ورابعا، المتابعة الجماهيرية الكبيرة المتوقعة، مع وجود تحكيم يفصل بين المتنافسين خامسا. وستكون الفرنسية إيزابيل أوبير رئيسة للجنة تحكيم المهرجان السينمائي، التي تضم في عضويتها المخرج وكاتب السيناريو والمنتج الهندي ريتش بترا، والمخرجة وكاتبة السيناريست الدنماركية سوزان بيير، والمخرج وكاتب السيناريو والمنتج الفرنسي برتران بونيللو، والممثلة والمخرجة الفرنسية ميلاني لوران، والمخرج وكاتب السيناريو الإيطالي ماريو مارتون، والمخرج وكاتب السيناريو والمنتج الروماني كريستيان مونكيي، والممثل والمخرج البريطاني آلان ريكمان، والمخرج وكاتب السيناريو والمؤلف المغربي مومن السميحي. وتضم لائحة حكام مباريات كأس العالم للأندية 6 أطقم تحكيمية، يتألف كل منها من حكم ومساعدين اثنين، يتعلق الأمر بطاقم تحكيمي من أستراليا يضم بنجامين جون ويليامز ومساعديه ماثيو جي وكريم وبول ستيرانجولو، وآخر من كوت ديفوار، يضم نوماندييه دويه ومساعديه سونجويفولو ييو وجان كلود بيرونوشاو، وثالث مكون من الغواتيمالي والتر إيه لوبيز ومساعديه الكوستاريكي ليونيل ليال والغواتيمالي خيرسون أو لوبيز، ورابع من كولومبيا يضم ويلمار إيه رولدان والمساعدين إدواردو دياز وألكسندر جوزمان، وخامس مكون التاهيتي نوربرت هاواتا والمساعدين تيفيتا ماكاسيني من تونجا وبول أهوبو من تاهيتي، وسادس من البرتغال، يضم الحكم بيدرو بروينسا والمساعدين برتينو جونا وجوزيه تي جراسيس.

وفيما سيفتتح الموندياليتو بمباراة المغرب التطواني، حامل لقب البطولة الاحترافية المغربية للموسم الماضي، وأوكلاند سيتي، بطل أوقيانوسيا، يوم الأربعاء 10 ديسمبر الحالي على أرضية المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، قبل أن تختتم البطولة بالملعب الكبير لمراكش في الـ20 من الشهر نفسه، فإن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش سيفتتح بالفيلم البريطاني «نظرية كل شيء»، الذي يتناول علاقة ستيفن هوكينغ، العالم الفيزيائي البريطاني الشهير، بزوجته الأولى، جين وايلد، راصدا التحديات التي عاشها في ظل معاناته مع مرض التصلب الجانبي الذي جعله مقعدا وعاجزا طيلة حياته، قبل أن يختتم المهرجان يوم 13 ديسمبر بالفيلم الأميركي «أو موست فيولني يير» لمخرجه جي سي شاندور.

وأخذا بعين الاعتبار نوعية الفرق المشاركة في كأس العالم للأندية وقيمة الأفلام المتبارية في المسابقة الرسمية لمهرجان الفيلم بمراكش، وبناء على تاريخ وسقف المشاركات العربية في مثل هذه المسابقات (الفنية أو الرياضية)، فإن أغلب المتتبعين للشأن الرياضي والفني يستبعدون أن ينتهي الحدثان، الكروي والسينمائي، بفوز عربي، سواء بكأس العالم للأندية أو بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش. المهم.. هو فخر المشاركة ومتعة المشاهدة.