علاج ضيق الشرايين السباتية.. خيارات طبية

إجراء الجراحة أو تركيب دعامة أو تناول العقاقير

TT

المعروف أن تراكم الدهون والكولسترول ومواد أخرى على جدران الشرايين يمكنه إعاقة تدفق الدم الغني بالأكسجين إلى الأعضاء والأنسجة المختلفة في مختلف أنحاء الجسم.

وقد يتسبب حدوث انسداد بالشريان التاجي في أزمة قلبية. أما إذا ظهر الانسداد في الشرايين السباتية (carotid arteries) في الرقبة، فإن الخطر الأكبر يتمثل حينها في الإصابة بسكتة دماغية. ويمكن أن يسبب ظهور لويحة منفصلة عن الترسبات في الشريان السباتي سكتة دماغية جراء إعاقة تدفق الدم إلى جزء من المخ أو التسبب في انسداد كامل بأحد الأوعية الصغيرة بالمخ. وعادة ما يتطلب ظهور الأعراض التي تنذر بقرب وقوع سكتة دماغية العلاج الفوري للحد من هذه المخاطرة.

* العلاج الجراحي

* من بين الخيارات المطروحة فتح الشريان وإزالة الترسبات على جدار الشريان، وهو إجراء جراحي يعرف باستئصال بطانة الشريان (endarterectomy). في هذا الصدد، أوضح د.مايكل بلكين، بروفسور الجراحة بمستشفى «بريغهام والنسائية» التابع لـ«هارفارد»، أن «استئصال بطانة الشريان السباتي يعد بمثابة المعيار الذهبي بالنسبة لعلاج ضيق الشريان السباتي». ولضمان الحصول على أفضل النتائج، من الضروري إجراء الجراحة فقط للأفراد الذين يتمتعون بأعلى فرصة للاستفادة منها.

ومن بين أهم المرشحين لهذه النوعية من الجراحة الأفراد الذين يعانون من انسداد بالشرايين يفوق 50 في المائة، والذين بدأت تظهر عليهم أعراض السكتة الدماغية. أما الأفراد الذين لم تظهر عليهم هذه الأعراض فقد يوصى بإجراء الجراحة لهم إذا كانوا يعانون من انسداد تتجاوز نسبته 80 في المائة، لكن من دون مشكلات صحية كبرى أخرى.

أما عن أعراض السكتة الدماغية الوشيكة التي تستدعي الاتصال الفوري بالإسعاف، فهي كالتالي:

• ضعف مفاجئ أو فقدان للشعور في جانب من جانبي الجسم.

• فقدان مفاجئ للرؤية في إحدى العينين أو كلتيهما.

• تغيرات مفاجئة في الكلام.

من جهته، حذر د.بلكين من أنه «حال إجراء هذه الجراحة لأفراد لا يعانون من أعراض، أو متقدمين في السن بدرجة بالغة ويعانون مشكلات صحية أخرى، فإن هذا قد لا يؤدي لنتائج طيبة». إلى جانب ذلك، فإن هذه الجراحة الدقيقة تحقق أعلى معدلات نجاحها عندما يشرف عليها جراح على درجة عالية من الخبرة.

* دعامة الشريان

* وهناك خيار آخر يحتوي على قدر أقل من التدخل في الجسم وهو تركيب دعامة للشريان السباتي، ويتضمن إدخال قسطرة داخل شريان بمنطقة أصل الفخذ وتمريرها وصولا إلى الشريان السباتي، مع فتح الانسداد باستخدام بالون وترك قفص سلكي (دعامة) لإبقاء الشريان مفتوحا.

من بين عيوب هذا الخيار أن عملية دفع القسطرة للأمام قد تتسبب في تحريك جزيئات لويحية صغيرة من الترسبات من مكانها، والتي قد تدخل إلى المخ مسببة سكتة دماغية، لكن استخدام مرشحات على شكل شبكة يقلل هذه المخاطرة. أما الجراحة فتحرك قدرا أقل من تلك الجزيئات اللويحية لأن الشريان يثبت بإحكام قبل العملية ويتم تحويل مسار الدم المتدفق إلى المخ عبر أنبوب يدعى «التفريعة» (أو المجاز) (shunt). إلا أن الجانب الإيجابي هو أن إجراء تركيب دعامة للشريان السباتي يفرض ضغوطا أقل على القلب، لذا فإنه غالبا ما يمثل خيارا أفضل للأشخاص غير القادرين على الخضوع لجراحة كبرى.

بيد أن أيا من الجراحة أو تركيب دعامة لا يوقف زحف المرض الشرياني، لذا تبقى احتمالية الإصابة في المستقبل بانسداد في الشريان أو عودة ضيق الشريان محل قلق. ومع ذلك، فإن معدل ظهور عودة ضيق الشريان بعد إجراء أي من الإجراءين السابقين يقل عن 6 في المائة.

* اختيار العلاج

* بالنسبة للبعض، لا يبدو أي من الإجراءين مناسبا، لأن مخاطر الجراحة قد تفوق الفوائد المحتملة من ورائها، حسبما أوضح د.بلكين. وبالنسبة لهذه الفئة، ربما يكون تغيير أسلوب الحياة وتناول العقاقير التي تحول دون الإصابة بسكتة دماغية خيارا أفضل. وبفضل تحسن العلاجات التي تجمع بين عقاقير مضادات الصفيحات الدموية وأدوية الستاتين، والأخرى التي تؤدي لخفض ضغط الدم، أصبح العلاج غير الجراحي في هذه الحالات أكثر فاعلية عن أي وقت مضى.

ولا شك أن استشارة أخصائي هي الخطوة الأولى الصائبة حال توصل التشخيص لوجود انسداد في الشرايين السباتية. وإذا اختار الطبيب إجراء جراحة، فعليك بإجرائها في مركز طبي يتميز بفريق متمرس في هذا النوع من العمليات.

* رسالة «هارفارد» للقلب - خدمات «تريبيون ميديا»