المشهد:: سود وبيض وتشابه أدوار

TT

* الممثل البريطاني تيموثي سبول في لوس أنجليس ونيويورك هذه الأيام للترويج للفيلم الذي بسببه نال جائزة مهرجان «كان» كأفضل ممثل. إنه «مستر تيرنر»، عن ذلك الرسّام كما أخرجه مايك لي في دراما رصينة وجيّدة. سبول يقول إن المخرج أعطاه سيناريو لا يحتوي على الكثير من المعلومات حول الشخصية التي يؤديها: «تركني ألهث وراء تأليف شخصية من العدم». لكن النتيجة على الشاشة جيّدة لأن سبول، كأي ممثل جيّد، يكتشف ما يحتاجه من الثغرات في الشخصيات التي يؤديها ليجعلها تنتمي إليه. تصبح ملكه.

* سبول هو واحد من بضعة ممثلين لديهم حظوظا كبيرة في ترشيحات الأوسكار المقبل. من بينهم بندكت كمبرباتش عن «لعبة المحاكاة» وبيل موراي عن «سانت فنسنت» وبن أفلك عن «فتاة اختفت» وإيثان هوك عن «بويهود».

* أحدهم أيضا هو مايكل كيتون عن دوره في «بيردمان» الذي مكّنه من الحصول على جائزتين حتى الآن هما جائزة مهرجان شيكاغو الدولي وجائزة غوثام. وإن كان لا بد من حصر الأوسكار بممثل واحد من الآن فإن المستحق أكثر من سواه هو كيتون لأنه أشبه بمن يحرق محصول مزرعته في سبيل تأسيس تربة جديدة أكثر خصوبة.

* على ذلك، كشفت الصحافية سوزان كينغ في «ذا لوس أنجليس» تايمز، على أن الممثل الراحل رونالد كولمان (1891 - 1958) لعب دورا شبيها في فيلم بعنوان «حياة مزدوجة» (A Double Life) أخرجه جورج كيوكر ونال عنه أوسكار أفضل ممثل. بالفعل، في ذلك الفيلم لعب كولمان شخصية ممثل مسرحي يؤخذ تماما بالدور الذي يمثّله لدرجة التقمّص التام ما يدفع زوجته لطلب الطلاق. مثل شخصية كيتون في «بيردمان» يفقد بطل «حياة مزدوجة» الحد الفاصل بين الواقع والخيال. طبعا في «بيردمان» يحاول كيتون العودة إلى نجوميّته السابقة، وهو ليس عنصرا من عناصر فيلم كيوكر.

* ..وفي كل سباق هناك حصان أسود قد ينخرط في المنافسة ويصل إلى الخط النهائي، وبل أحيانا ما يفوز. الحصان هنا هو الممثل كَن كوستنر وذلك عن دوره في «أسود أو أبيض». كوستنر جيّد في كل ما يقوم به، دراما اجتماعية أو أكشن أو تشويق بوليسي، وهو قام بكل هذه الأدوار. هنا هو أمام دور ذي صبغة اجتماعية حول محام فقد زوجته وآلت إليه حفيدته ابنة السابعة من العمر. هذا جزء من الأزمة الكبيرة التي يعايشها بطل الفيلم إذ تمتد لتشمل لقاءه برجل يعتبره السبب في بعض مشاكله العاطفية.

* بعض الفيلم يتناول العلاقة بين اللونين (الأبيض والأسود) فكوستنر أبيض والحفيدة، التي تؤديها جوليان إستل ببراعة، أفرو - أميركية. والعلاقة بين أبناء البشرتين لم تكن سوية لا على الشاشة ولا خلفها وما زالت على هذا النحو على كثرة الأفلام التي تنشد الدعوة إليها. ها هو الممثل ومقدم الاستعراضات الكوميدي كريس روك يكتب في «ذا هوليوود ريبورتر» مقالا عن اختيار هوليوود لمن يلعب الأدوار ويجد أن البطولة الناصعة ما زالت تذهب للبيض غالبا.

* في المقال يروي كريس روك بعض تاريخه الشخصي منذ أن جلبه إيدي مورفي، حين كان هذا نجما كبيرا، لكي يمثل معه في فيلم «بيفرلي هيلز كوب». روك يصل إلى مفاد: «إنها صناعة بيضاء». وبيننا، ستبرهن ترشيحات الأوسكار المقبلة على أن اللون الأسمر غائب عنها على نحو شبه شامل.