محافظ نينوى يناقش مع مسؤولين في البنتاغون تسليح العشائر السنية

قال لـ «الشرق الأوسط» : «داعش» وإيران يشعلان التوتر الطائفي في المنطقة للحفاظ على النفوذ

صبي نازح من محافظة نينوى يجلس في باحة مدرسة في دهوك تحولت إلى مخيم للنازحين (رويترز)
TT

التقى محافظ نينوى أثيل النجيفي أمس مسؤولين في البنتاغون الأميركي، بعد عدة لقاءات عقدها في البيت الأبيض والخارجية الأميركية والكونغرس خلال الأيام الماضية. ويبحث النجيفي مع نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي لسياسات الشرق الأوسط ماثيو سبنس تسليح وتدريب العشائر السنية وتنسيق التعاون الاستخباراتي لمحاربة داعش، مؤكدا معرفة وموافقة الحكومة العراقية حول المحادثات التي يجريها في واشنطن لتسليح العشائر السنية. وأكد النجيفي وجود دور إيراني وصفه بـ«الفعال والمباشر» داخل العراق محذرا من خطورة الرؤية الإيرانية لمحاربة داعش بعيدا عن السنة العرب.

وأكد محافظ نينوى أن الطرح الذي ناقشه مع المسؤولين الأميركيين ركز على ضرورة إنشاء الحرس الوطني وتشكيل قوات من العشائر تندمج من قوات الحرس الوطني، مشيرا إلى أن هناك عددا من السيناريوهات المطروحة حول تشكيل القوة وهل ستكون من أبناء العشائر السنية أم من منظومات أخرى عسكرية، أم قوة تندمج مع الجيش العراقي ثم تتحول إلى قوة حرس وطني.

وقال النجيفي في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» قبل لقائه ببعض قيادات الكونغرس أول من أمس، أن «دور الحكومة العراقية هو الأساسي وتواصلنا مع المسؤولين في الإدارة الأميركية سواء في العراق أو في واشنطن، هو بعلم الحكومة العراقية التي طلبت من التحالف الدولي تقديم الدعم لمحافظة نينوى والتنسيق بين الدور الذي تقوم به المحافظة، ودور دول التحالف وقدمت طلبا مسبقا للسفارة الأميركية ليتم التعاون في تسليح وتدريب أهالي نينوى». ملمحا أن التسليح الأميركي للعشائر السنية بشكل مباشر دون إشراف الحكومة العراقية لن يكون عائقا ولن يواجه معارضة قوية من الحكومة.

وشدد النجيفي أن العرب السنة وأهالي المناطق السنية هم الجهة الأكثر تأهيلا والتي يجب أن تقود الحرب ضد داعش وليس أي جهة بديلة.

وأشار إلى أنه بدأ بالفعل تنفيذ تدريب لقوات الشرطة في محافظة نينوى على يد مدربين عسكريين من كندا وتحت إشراف الولايات المتحدة وقال: «ما نحتاجه يختلف عن طبيعة الخطة الموضوعة لتحرير الموصل وهي خطة يضعها المسؤولون العسكريون بالتشاور مع الجانب الأميركي، وما نسعى إليه هو وحدة صف بين العشائر لتشكل قوة برية مهمتها مساندة القوة النظامية، وليس لتكون بديلا عنها فالمنظومة النظامية يجب أن تكون الأساس، ودور العشائر مساند وليس بديلا، والعلاقات لا يجب أن تكون على أساس ديني أو عشائري وإنما على أساس المواطنة».

وحول الطرح الأميركي للتعامل مع تنظيم داعش وتسليح العشائر السنية قال النجيفي «المسؤولون في الإدارة الأميركية طرحوا توقيتات مختلفة ما بين عام إلى 3 أعوام لتسليح العشائر السنية، وفي تقديرنا أنها رسالة لحشد دول العالم وبصفة خاصة الدول العربية والإسلامية لتكون إحدى ركائز الحرب ضد داعش وأنها ليست حربا عسكرية فقط وإنما حرب فكرية أيضا، كما أنها ترسل رسالة للداخل العراقي وبصفة خاصة أهالي الموصل أن داعش ليس لها الأهمية الكبيرة من حيث وجودها العسكري ولا يجب وضع هالة حول التنظيم تعظم من قدراته».

وأضاف النجيفي «نتحرك في وقت تتحرك فيه قوات البيشمركة للتنسيق مع الجانب الأميركي، ونرى ضرورة تنسيق الجهود في كل المناطق التي يوجد بها تواجد كردي وعربي، وما نطلبه من الولايات المتحدة هو تدريب وتسليح بأسلحة تناسب إمكانيات مواجهة داعش بما يملكه من تسليح، ونرغب في تعاون استخباراتي ودعم الإسناد الجوي والتنسيق الكامل للعمليات العسكرية. المهم في النهاية أن نحصل على قوة مكونة من أهالي المناطق السنية ويتم تسليحهم لمحاربة داعش حتى يتم التوصل لقانون تشكيل الحرس الوطني، ونريد أن يتم تسليح أهالي المناطق السنية داخل منظومة أمنية منضبطة وتشارك فيها بقية الطوائف من الأكراد والشيعة والإيزيديين».

وأكد محافظ نينوى أن الجانب الأميركي يدرك خطورة داعش والآثار المترتبة على بقاء داعش وما سينتجه من صراعات مذهبية في الشرق الأوسط، وطغيان للتطرف وأكد جدية الولايات المتحدة ودول التحالف في محاربة داعش وقال: «الحرب العسكرية لن تأخذ وقتا طويلا وداعش أضعف من أن يصمد أمام الضربات العسكرية» ونفى محافظ نينوى أن تمتد أهداف محاربة داعش إلى ما بعد الحدود العراقية وملاحقة التنظيم داخل الأراضي السورية وقال: «مهمتنا الأولى هي حل المشكلة داخل العراق وليس خارجه».

وحول الدور الإيراني ووجود تدخل عسكري إيراني لضرب تجمعات داعش في شمال العراق قال النجيفي «من المؤكد أن إيران لها دور فعال ومباشر في العراق ولا أحد يمكن أن ينكر ذلك وأن طهران تدعم الميليشيات الشيعية وتضطلع بجانب في محاربة داعش لكن الإيرانيين يريدون محاربة داعش بعيدا عن السنة العرب، وفي ذلك خطورة كبيرة فالمفهوم الإيراني يعتمد على الحشد الشعبي ودعم الميليشيات الشيعية التي يثقون بها، وهو ما سيؤدي إلى اضطراب الأمن وإبعاد العرب السنة عن المنظومة الأمنية، بما يهيئ الأجواء لظهور تنظيمات إرهابية مشابهة لداعش، فلا بد من إدخال العرب السنة في المنظومة الأمنية كشركاء في حفظ الأمن».

ورفض النجيفي فكرة التعاون مع إيران وقال: «سنتعاون مع أي جهة نقبل أن يكون هناك قوات عربية سنية تقاتل داعش ولا نريد تهميش دورنا مرة أخرى» وأشار إلى استفادة كل من داعش والميليشيات الشيعية في إشعال التوتر الطائفي وقال: «هناك حث طائفي تستفيد منه داعش والميليشيات الشيعية لكي تحصل على فرصة لبقائها وتوسيع سيطرتها لكن السنة والشيعة يريدون التعايش سويا في سلام».