مع تردد أوباما.. كلينتون تؤيد منطقة آمنة في سوريا

مراقبون في واشنطن: وزيرة الخاجية السابقة تريد أن تكون سوريا موضوعا رئيسيا في برنامج سياستها الخارجية

هيلاري كلينتون
TT

بينما يتردد الرئيس الأميركي باراك أوباما في إعلان منطقة آمنة في شمال سوريا، على محازاة الحدود مع تركيا، وبعد أن قال وزير خارجيته جون كيري، إن الإدارة تدرس الموضوع، وسط خلاف واضح بين البيت الأبيض والخارجية، قالت هيلاري كلينتون، وزيرة خارجية أوباما السابقة، إنها تؤيد تأسيس المنطقة الآمنة.

وقال مراقبون في واشنطن إن كلينتون تريد أن يكون موضوع سوريا موضوعا رئيسيا في برنامج سياستها الخارجية، أولا، لتكسب ترشيح الحزب الديمقراطي لها مرشحة لانتخابات رئاسة الجمهورية عام 2016، وثانيا، لتعود لخلاف أساسي مع أوباما، بدا عندما تنافسا على ترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات عام 2008، ثم عندما كانت وزيرة للخارجية، وأيدت مزيدا من الدور العسكري الأميركي في سوريا، ورفض أوباما.

ويوم الأربعاء الماضي قالت كلينتون في خطاب في جامعة جورج تاون في واشنطن (اعتبر الخطاب مقدمة لحملتها الانتخابية)، إن «جزءا مما يتعين علينا القيام به الاستمرار في مكافحة عمليات النهب والسلوك الإجرامي لتنظيم داعش والاستمرار في الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد، وأهم شيء، هو التركيز على الموضوع الإنساني».

وأضافت كلينتون: «صارت سوريا مكان صراعات متعدد الجوانب». ووصفت كلينتون حكومة الأسد بأنها «مدعومة من إيران و(حزب الله)، وأن الأسد يظل يحصل على المال والسلاح من روسيا، وأن ما يجري في سوريا ليس فقط معركة ضد الأسد، إنها معركة للاستيلاء والسيطرة على الأراضي، ولإقامة الحكم الخاصة بهم (الثوار السوريين)».

وفسر المراقبون في واشنطن أن كلينتون تقصد أن تشارك الولايات المتحدة مشاركة أوسع في المجال العسكري لإقامة «منطقة آمنة» أو «منطقة حظر جوي» داخل سوريا.

في نفس الوقت، قال وزير الخارجية جون كيري للصحافيين في بروكسل: «يدور نقاش كثير حول هذا الموضوع. لكن من السابق لأوانه القول، في هذه اللحظة، إننا قريبون من اتخاذ قرار معين، أو المضي قدما لتأسيس أي شكل من أشكال منطقة آمنة، أو منطقة عازلة». وأضاف: «نواصل مناقشاتنا مع حلفائنا الأتراك من أجل إجراء محادثات حول أفضل سبل تعزيز الأمن في المنطقة، وسبل التعامل مع مشكلة سوريا».

وكان البيت الأبيض قال، يوم الثلاثاء الماضي، إن الرئيس أوباما «يدرس كل الخيارات»، لكنه لم يتخذ قرارا معينا بتأسيس المنطقة الآمنة.

وقالت جين ساكي، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، إن الحكومة الأميركية «تبحث عددا من المقترحات» مع تركيا، لكن الحكومة الأميركية «ليست مستعدة لتنفيذ خطة معينة».

وأضافت أنه كانت هناك خلافات مع تركيا حول تأمين الحدود مع سوريا، وأنه «جرت محادثات متواصلة بشأن عدد من المقترحات التي طرحتها تركيا، لكن تظل هناك خلافات، ونحن لم نتخذ قرارا معينا بشأن مسار معين نتفق عليه».

وقالت فانيسا هيلمان، المتحدثة في البنتاغون، لمكتب وكالة «الأناضول» في واشنطن، إن الحكومة التركية أثارت «منذ فترة طويلة»، موضوع منطقة حظر الطيران إلى جانب مناطق عازلة أخرى، وإن المباحثات ستستمر مع تركيا لمعرفة «إذا كان أي من هذه المقترحات سيتفق مع أهدافنا مباشرة».

وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» نشرت، يوم الاثنين الماضي، توقع اتفاق أميركي - تركي وشيك، يتضمن مقايضة بين الطرفين: فتح القواعد العسكرية التركية أمام الطائرات الأميركية، وغيرها، وتركيز تركيا على مواجهة المتطرفين، وعلى تدريب السوريين المعتدلين، مقابل أن تمنع الطائرات الأميركية الطائرات السورية من التحليق فوق منطقة آمنة يتم الاتفاق على حدودها.

وقالت الصحيفة، إن السماح للولايات المتحدة وحلفائها باستخدام القواعد الجوية التركية سيعطي القوات المتحالفة موطئ قدم جديدا تنطلق منه ضربات متواصلة على مقاتلي «داعش»، وإن تركيا وافقت على السماح لألفين من مقاتلي المعارضة السورية بالتدريب داخل حدودها، وإنها أرسلت قوات تركية خاصة إلى العراق لتدريب مقاتلي البيشمركة الأكراد.