بوغدانوف في بيروت ويلتقي المعارضة السورية الأحد في إسطنبول

أول اجتماع لـ«الحكومة المؤقتة».. والطعمة يتحدث عن معطيات حول المنطقة الآمنة

مشاركان في مسابقة جري قبل يومين من الاحتفال بذكرى شهداء النهر في حي «بستان القصر» الواقع تحت سيطرة المعارضة بمدينة حلب (رويترز)
TT

وصل إلى بيروت، ليل أمس، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف، في إطار جولة على المنطقة، علمت «الشرق الأوسط» أنها سوف تقوده إلى تركيا للقاء عدد من المعارضين السوريين، بالإضافة إلى محادثات مع الجانب التركي تتعلق بالملف السوري.

وقالت مصادر روسية في بيروت لـ«الشرق الأوسط»، إن زيارة بوغدانوف، وإن كانت في عنوانها الأساس بروتوكولية لتزامنها مع الاحتفال بـ70 سنة من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، إلا أنها تحمل في طياتها ملفات سياسية مهمة أهمها ملف مكافحة الإرهاب والموضوع السوري وتداعياته على لبنان، وقالت المصادر إن «بوغدانوف سيلتقي 21 شخصية لبنانية؛ مما يدل على أهمية الزيارة والمواضيع التي ستطرح فيها».

بينما قالت المصادر الروسية إن معلوماتها تقول إن «بوغدانوف سوف يغادر فورا إلى روسيا»، وقالت مصادر في المعارضة السورية إن بوغدانوف سيلتقي وفدا من «الائتلاف الوطني السوري» برئاسة هادي البحرة الأحد المقبل.

وقال قيادي في المعارضة السورية، زار فرنسا الأسبوع الحالي، إن الفرنسيين قالوا له: «لا بد من أن تأخذوا التحرك الذي يقوم به الروسي بجدية مطلقة»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «محادثات فرنسية – روسية جرت الأسبوع الماضي أعطت الفرنسيين هذا الانطباع»، كما أشار إلى أن «كثيرا من حلفائنا الخليجيين من أصدقاء سوريا باتوا حاليا أقرب إلى موسكو من واشنطن في الموقف من الأزمة السورية»، مشيرا إلى أنه رغم عدم وجود «خطوات عملية» في هذا الشأن، فإنه ثمة ما يتم العمل عليه حاليا بقوة.

وبينما لم تتكشف بعد أجواء الخطة الروسية، قال مصدر لبناني لـ«الشرق الأوسط»، إن الروس «أبدوا في الاتصالات الأخيرة مرونة كبيرة في بحث مستقبل سوريا ما بعد الأسد، وهذا من شأنه إحداث اختراق أساسي في الملف»، وفي المقابل، قال المعارض السوري، إن الروس «يطلبون ضمانات بالحفاظ على الجيش السوري والمؤسسات الأمنية الأخرى في أي عملية حل مستقبلي للأزمة».

ونفى مصدر بارز في الائتلاف الوطني السوري لـ«الشرق الأوسط»، أن يكون المسؤولون الروس سيطرحون خطة لاستكمال مؤتمر جنيف 2، قائلا: «ليس هناك جنيف 3 ولا جنيف 4.. فالروس لم يقدموا أي شيء جديد منذ كان وفد الائتلاف في موسكو، كما أنهم لم يقدموا أي جديد في لقاءاتهم مع رئيس الائتلاف السابق أحمد معاذ الخطيب»، مشددا على أنه يُستدل إلى ذلك من «زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أيام إلى أنقرة»، وقال: «لو كان الروس يمتلكون أي مبادرة، لأفصحوا عنها خلال لقاء القمة لبوتين في تركيا، إذ يؤكد كلام بوتين أنهم لا يمتلكون أي مبادرة»، مشيرا إلى أنه «لو كان بحوزتهم خطة عمل لحل سياسي، لأفصحوا عن ذلك للأتراك الذين يعتبرون شركاء مهمين لهم من الناحية الاقتصادية، وكان يمكن لهم إيضاحه».

ووضع المصدر زيارة بوغدانوف إلى تركيا ولقائه بالمعارضة السورية «في دائرة اهتمام الروس بالبقاء في الصورة، والاحتفاظ بصورتهم بأنهم على تماس مع الملف السوري، وذلك من خلال الزيارات والمبادرات التي تبقيهم في هذا الإطار، بما يتخطى أن ينتج عنها نتائج عملية»، مشددا على أن الفشل في ظهور نتائج ملموسة نتيجة الحراك الروسي «يعود إلى أن موسكو لم تحدث أي تغيير جوهري في موقفها من النظام السوري، ورأس النظام»، ولفت إلى أن موقف بوتين «هو نفسه منذ 3 سنوات».

من جهة ثانية، عقدت الحكومة السورية المؤقتة المنبثقة عن الائتلاف الوطني السوري أول اجتماعاتها، أمس، برئاسة رئيس الحكومة أحمد الطعمة وحضور الوزراء الـ7 الذين أعطاهم الائتلاف الثقة في جلسته الأخيرة، وقال مستشار الطعمة، محمد سرميني، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المجتمعين بحثوا في موضوع استكمال مقاعد الحكومة في إطار التوافق مع مكونات الائتلاف، بالإضافة إلى تحديد أولويات المرحلة المقبلة»، ونقل سرميني عن الطعمة قوله خلال الاجتماع، إنه يسعى إلى مباشرة الوزراء مهامهم في أقرب فرصة في الداخل السوري بناء على توافر معطيات على قرب إنجاز المنطقة الآمنة التي تطالب بها المعارضة السورية.