حكومة الثني تعلن بدء عملية تحرير طرابلس.. وتقدم قوات الجيش على مشارفها

جنرال بالجيش الأميركي: تنظيم «داعش» لديه معسكرات تدريب في شرق ليبيا

TT

في حين برز أمس خلاف بين أعضاء مجلس النواب الليبي حول مشروعية عملية الكرامة التي تشنها قوات الجيش الليبي، بقيادة اللواء خليفة حفتر، ضد الجماعات الإرهابية في مدينة بنغازي بشرق البلاد، أعلنت الحكومة الانتقالية التي يترأسها عبد الله الثني عن بدء عملية عسكرية لـتحرير العاصمة طرابلس من قبضة قوات فجر ليبيا المسيطرة عليها منذ شهر يوليو (تموز) الماضي.

وقالت الحكومة في بيان رسمي نشرته عبر موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت، إن «قوات الجيش الليبي بدأت عملياتها العسكرية للدخول إلى مدينة طرابلس»، مشيرة إلى أن العملية تستهدف «إخراج المجموعات المسلحة الخارجة عن سلطة الدولة، التي سيطرت على المدينة بقوة السلاح، واقتحمت مقرات الحكومة ومنعت الحكومة الشرعية من ممارسة أعمالها».

وطمأنت الحكومة في بيانها «الليبيين والمقيمين الأجانب في طرابلس وضواحيها، بأن هذه القوات تتقدم باتجاه مدينة طرابلس، وهي الآن عند أطرف المدينة وهدفها هو تحريرها من المجموعات المسلحة».

وبعدما شددت على أن هذه القوات «لا تستهدف الأشخاص مهما كانت انتماءاتهم ومناطقهم»، هددت الحكومة باستخدام القوة ضد كل من يقاوم دخول قوات الجيش إلى طرابلس، ويعرض حياة المدنيين والممتلكات العامة للخطر.

وحثت الحكومة عناصر هذه الجماعات على «إلقاء السلاح وعدم المقاومة»، وتعهدت بـ«ضمان سلامتهم وعدم تعرضهم لأي خطر، وستتم معاملتهم بشكل إنساني، حسب اللوائح والضوابط القانونية».

وقالت مصادر أمنية في العاصمة طرابلس لـ«الشرق الأوسط» إن سلاح الجو الليبي شن ظهر أمس غارة جوية جديدة على منطقة قصر بن غشير في جنوب طرابلس، بالقرب من طريق المنارة وشرق المطار.

وأوضحت المصادر أن القصف استهدف معسكرا غير مأهول من دون أن يسبب أي أضرار، لكن نور الدين الشتوي مدير مديرية أمن قصر بن غشير قال في المقابل إن القصف استهدف مخازن لمزرعة أحد المواطنين تحتوي على مادة أعلاف الدواجن.

وأبلغ الشتوي وكالة الأنباء الموالية لقوات فجر ليبيا بأن القصف تسبب في حالة من الهلع والرعب بين صفوف طلبة معهد تعليمي مجاور، نافيا وقوع خسائر بشرية.

إلى ذلك، أعلن المكتب الإعلامي لعملية فجر ليبيا أنه على اتصال مع حكومة عمر الحاسي لإنهاء القصف الجوي الذي تشنه طائرات تابعة للجيش على عدة مواقع تابعة لهذه القوات غرب العاصمة طرابلس، مشيرا إلى أن إنهاء ما وصفه بـ«المهزلة» سيتم قريبا جدا.

وأضاف مخاطبا سكان المدينة الذين حثهم على الهدوء وتأييد حكومة الحاسي: «ستكون لنا معارك حاسمة تنهي بشكل نهائي هذا الصداع، وسترون عجبا قريبا».

في المقابل، أعلن 30 عضوا بمجلس النواب الليبي (البرلمان) المكون من 200 عضو، عن معارضتهم لعملية الكرامة التي يقودها اللواء خليفة حفتر، خارج سلطات رئاسة أركان الجيش.

وقال الأعضاء في رسالة إلى مكتب رئاسة البرلمان: «نحن - الموقعين على هذا البيان - نعلن عدم تأييدنا لعملية الكرامة أو أي عملية عسكرية تتم خارج سلطات رئاسة أركان الجيش، ولا تأتمر بتعليمات مجلس النواب، ونؤكد على التزامنا بالحوار في حل مشاكل البلاد، للوصول إلى التوافق بشأن جميع القضايا العالقة».

وأكد الأعضاء رفض جميع أنواع العنف والقتال بين الليبيين، مع إدانة جميع أعمال قتل المدنيين وتعريضهم للخطر وتهجيرهم من منازلهم، وأشاروا إلى أن أي تصريح يصدر عن أعضاء مجلس النواب يؤيد عملية الكرامة لا يمثل إلا رأيه الشخصي فقط.

وطالبوا بعرض الموضوع على المستشار صالح عقيلة رئيس مجلس النواب، لإمكانية إدراجه في جلسات المجلس للنقاش.

كما بدا أمس أن رئاسة أركان الجيش الليبي تعاني من أزمة ولاءات بين ضباط الجيش، حيث هددت ضباطا في الجيش قالت إنهم يتعاونون مع ميليشيات متطرفة صنفها البرلمان بأنها إرهابية وتسيطر على العاصمة طرابلس، بمواجهة تهمة العمل مع الجماعات الإرهابية.

وحذرت غرفة عمليات الجيش الليبي غرب البلاد في بيان لها «الضباط وضباط الصف المنضمين لما يعرف بعملية فجر ليبيا والمتعاونين معها من مواجهة تهمة العمل مع الجماعات الإرهابية».

وتوعد البيان هؤلاء الضباط بإنزال عقوبات قاسية وفق قانون العقوبات الليبي، وذلك لمساهمتهم في زعزعة أمن واستقرار الوطن، محذرا «العسكريين والمدنيين من التورط مع هذه الجماعات الإرهابية»، بحسب قولها.

وأورد بيان الجيش بعض أسماء الضباط ومدني ممن قال إنهم منضمون ومتعاونون مع قوات فجر ليبيا.

وفى رسالة علنية إلى قوات فجر ليبيا حثتها على الانسحاب فورا وباكرا قبل فوات الأوان، لفتت إلى أن «الانسحاب من المعركة قبل التورط يجازى عنه بتخفيف العقوبة أو العفو وفق كل القوانين».

بموازاة ذلك، أعلن الجنرال ديفيد رودريجيز قائد قيادة أفريقيا في الجيش الأميركي أن الجيش الأميركي يراقب عن كثب نشاطا حديثا لتنظيم داعش لتدريب مائتي مقاتل في شرق ليبيا.

لكن الجنرال الأميركي قال في المقابل إنه لم يتضح بعد مدى ارتباط المتدربين بالدولة الإسلامية، أو ما إذا كان يتعين على القوات الأميركية استهداف هذا النشاط، وأضاف أنه لم يصدر توصيات للقوات الأميركية أو القوة الجوية بملاحقة معسكرات التدريب في الوقت الراهن.

وقال للصحافيين في وزارة الدفاع الأميركية: «إن المتدربين على الأرجح أعضاء من الفصائل التي تحاول أن تكون ذائعة الصيت أو تحاول إقامة تحالفات». وتابع أنه «لم يتضح ما إذا كانوا سينضمون إلى مقاتلي (داعش) في مكان آخر فور اكتمال تدريباتهم».

وتابع: «الأمر يتعلق في الأساس بأشخاص يأتون لمواقع التدريب للتدريب والدعم اللوجيستي في الوقت الراهن، وهذا ما نراه حاليا. لم نلحظ بعد أي شبكة ضخمة للقيادة والسيطرة».

وقال: «الأعداد نحو مائتين.. لكن مرة أخرى ليس لدينا أي تقييم محدد لهذا الأمر في الوقت الراهن».