رئيس أساقفة بيروت: يجب القيام بـ«حرب عالمية» على الإرهاب.. فكريا وماليا

الأب بولس مطر أكد لـ «الشرق الأوسط» أن الجميع ضد كل من يستغل الدين لإرهاب الناس

TT

قال الأب بولس مطر، رئيس أساقفة بيروت للموارنة، إنه «عندما وجهت لي دعوة من قبل الأزهر لحضور مؤتمر القاهرة، شعرت بأن هذا شرف لي لكي أتشارك مع إخواننا المسلمين في التفكير حول مستقبل الأمة ونبذ الإرهاب والحوار الحقيقي الذي يؤدي إلى السلام والمحبة، وقد كان هذا المؤتمر مثمرا بالفعل لما نتمناه وجئنا من أجله، ونحن نعمل على إلزام أبنائنا بالمواطنة لنتساوى مسلمين ومسيحيين في الدفاع عن أوطاننا».

وعما إذا كان المؤتمر سيسهم بالفعل في الحد من العمليات الإرهابية، أكد الأب مطر «بالطبع، لأننا ضد كل من يستغل الدين لإرهاب الناس.. وأنا أتساءل: من أي دين هذا؟»، لافتا إلى أن كل هذه العمليات الإرهابية ليس لها أي أساس من الدين.. ها نحن قد نواجه الكثير من التحديات، أبرزها الإرهاب، لذلك لا بد من تضافر جهودنا حتى يمر المركب بنا قبل أن نغرق في بحر من الظلام لا نور فيه، ولكي نقضى عليه. وعلينا أولا أن نعرف من أين ينبع الإرهاب داخل الإنسان، فإن الإرهاب يأتي من العقل أولا، وبهذا عندما نحارب هذا الجهل وهذا الفكر الغاضب بالفكر النير يزول الإرهاب من منابعه»، مشيرا إلى أنه «بالطبع هناك معالجات سياسية ومعالجات عسكرية، ويجب علينا ضرورة التعامل مع كل التنظيمات الإرهابية دون استثناء».

وأضاف الأب مطر في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش مؤتمر الإرهاب الذي اختتم أعماله بالقاهرة، أمس، أن «دعوة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر هي مبادرة طيبة وإنسانية تحقق أحلام المسلمين والمسيحيين، ونشيد بجهود الأزهر التي يقوم بها من أجل مواجهة أفكار التطرف والإرهاب، التي يعاني منها العالم بصفة عامة، والمنطقة العربية بصفة خاصة»، لافتا إلى أن «العلاقات الإسلامية والمسيحية مبنية على المودة والاحترام، فالمحبة والمودة هما الصفتان اللتان جعلهما الله لإقامة العلاقات وجعلنا كأسرة واحدة».

وحول تفسيره لبعض العمليات الإرهابية التي تحدث في بعض الدول، أكد الأب مطر «بداية أود أن أحُيي أرواح الشهداء الذين يسقطون في سبيل الدفاع عن أواطنهم في مواجهة الإرهاب، فسواء كان الشهداء مصريين أو لبنانيين أو في أي دولة أخرى، هم أبناؤنا جميعا، فكثير من العمليات الإرهابية تهدف إلى تقسيم البلاد وحدوث فتنة بين أبناء الشعب الواحد، لذلك يجب علينا القيام بما يسمى الحرب العالمية على الإرهاب سواء أكانت فكرية أو مالية، لعلها تنتهي بعد ونتعايش كلنا إلى جانب الآخر في أمن وطمأنينة وسلام».