وزير لبناني: وقف المساعدات الدولية للنازحين سيؤثر سلبا على استقرار البلد

«يونيسف »قالت إن أطفال اللاجئين السوريين قد يأوون إلى الفراش ببطون خاوية

TT

دقّ وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني رشيد درباس ناقوس الخطر متخوفا من تداعيات إيقاف برنامج الأغذية العالمي المساعدات الغذائية للاجئين السوريين. وقد طرح هذا الموضوع من خارج جدول الأعمال على جلسة مجلس الوزراء أمس، لانعكاساته السلبية على وضع النازحين وعلى استقرار لبنان وأمنه، وفق ما أعلن وزير الإعلام رمزي جريج بعد انتهاء الجلسة، مشيرا إلى أنّ رئيس الحكومة تمام سلام سيقوم بالاتصالات اللازمة مع الجهات المعنية لإيجاد حل سريع لهذا الموضوع.

وقال درباس لـ«الشرق الأوسط»: «نبّهت في جلسة الوزراء لخطورة الوضع على السوريين والمجتمع اللبناني على حدّ سواء»، مضيفا: «مئات آلاف اللاجئين يعتمدون على بطاقات برنامج الأغذية، والدولة اللبنانية غير قادرة على القيام بهذا الدور، وبالتالي فإن إيقاف المساعدات سيؤدي إلى كارثة على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي». وأوضح «أنّ هذا الأمر لن يؤثّر فقط على السوريين، بل على البيئة الحاضنة لهم، لا سيّما أنّ وجودهم يتركّز بشكل أساسي في مناطق فقيرة، في الشمال والبقاع، مبديا خشيته على الاستقرار». وأشار إلى أنّ رئيس الحكومة سيقوم باتصالاته اللازمة مع الدول والمنظمات المعنية للتراجع عن قرارها.

وقال درباس: «لبنان بالكاد يستطيع التعامل مع عبء وجود النازحين وما نتج عن هذا الأمر من تداعيات على مختلف الأصعدة». وأضاف: «وزارة الشؤون ومن خلال برنامج خاص بالفقر، لم تستطع تقديم المساعدات لأكثر من 27 ألف فقير لبناني»، سائلا: «فكيف بإمكانها أن تؤمن لأكثر من مليون و200 ألف لاجئ، في غياب التقديمات المادية الكافية من الدول والمنظمات المعنية؟».

ويوم أمس، اعتبرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن «تعليق المساعدات الغذائية يزيد من المخاطر الصحية ويهدد السلامة خلال شهور الشتاء»، محذرة من أن «الملايين من أطفال اللاجئين السوريين الأكثر هشاشة قد يأوون إلى الفراش ببطون خاوية، إثر تعليق برنامج الغذاء العالمي مساعداته لنحو 1.7 مليون سوري».

وأضافت أنها تشارك في النداء «للحصول على دعم طارئ لبرنامج الأغذية العالمي بعد أن أجبر على تعليق المساعدات التي كان يقدمّها للاجئين السوريين»، مشيرة إلى أن «هذا التعليق سيسهم في الإحساس المتنامي باليأس، خاصة بين الأطفال، والأمهات المرضعات، وذوي الإعاقات والمسنين».

ونقل البيان عن ماريا كالفيس، مديرة «يونيسف» الإقليمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قولها إن «أطفال سوريا وأسرهم يدفعون ثمنا باهظا للصراع القائم. ومع اقتراب فصل الشتاء، سيكون للنقص في تمويل الأغذية أثر مدمر عليهم».

وحضت «يونيسف» الدول المانحة على «توفير المزيد من الدعم العاجل لتلبية الاحتياجات الماسة لأطفال سوريا وتجنب كارثة محققة».

وأطلق برنامج الأغذية العالمي الأربعاء حملة تبرعات على شبكات التواصل الاجتماعي لجمع مبلغ 64 مليون دولار الضروري لاستئناف المساعدة الغذائية بأسرع وقت ممكن لـ1.7 مليون لاجئ سوري.

وكان البرنامج أعلن الاثنين الماضي تعليق المساعدات الغذائية التي تتم بواسطة قسائم شراء لمئات آلاف اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر، بسبب نقص الأموال.

وقد لجأ أكثر من 3.2 مليون سوري إلى الدول المجاورة هربا من الحرب في بلدهم. ومنذ بداية الأزمة السورية في 2011، وفر برنامج الأغذية العالمي مساعدة غذائية لملايين النازحين في سوريا ولنحو 1.7 مليون لاجئ سوري في الدول الحدودية.