«القاعدة» تمهل واشنطن 3 أيام قبل إعدام الصحافي الأميركي المحتجز منذ عام

البنتاغون: نفذنا عمليات سرية لتحرير الرهائن.. وأوباما وافق على إنقاذه

صورة للرهينة الأميركي لوك سومرس من مقطع فيديو على موقع «الملاحم» والذي اختطف قبل عام في العاصمة اليمنية صنعاء يطلب العون لإنقاذ حياته (أ.ف.ب)
TT

أمهل تنظيم القاعدة في اليمن، أمس، الولايات المتحدة 3 أيام لتنفيذ مطالبه وإلا فسيقوم بقتل الصحافي الأميركي لوك سامرس (33 عاما) المختطَف لديها منذ نحو عام تقريبا. ولم يحدد التنظيم المتطرف المطالب، لكنه ذكر أن واشنطن «تعرفها جيدا»، وبث التنظيم تسجيلا مصورا للرهينة الأميركي وهو يطلب مساعدته للخروج من محنته الحالية.

وأعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تسعى من أجل إنقاذ حياة الرهينة المحتجز لدى «القاعدة». وقالت برناديت ميهان المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أن الرئيس باراك أوباما وافق، الشهر الماضي، على القيام بعملية لإنقاذ لوك سومرز. وأضافت المتحدثة أن العملية أنقذت حياة رهائن آخرين، لم يكن بينهم سومرز.

وأعلن البنتاغون، أمس، أن الولايات المتحدة حاولت تحرير عدد من الرهائن، بينهم الأميركي لوك سامرز، الذين يحتجزهم تنظيم القاعدة في اليمن، لكن الجنود لم يعثروا على المواطن الأميركي.

وأعلن المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي في بيان أن «الولايات المتحدة نفذت أخيرا عملية لتحرير عدد من الرهائن، بينهم المواطن الأميركي لوك سامرز، المحتجزين في اليمن.. وتم تحرير عدد من الرهائن في المبنى المستهدف، إلا أن عددا آخر، وبينهم سامرز، لم يكونوا في المكان»، موضحا أن هذه العملية نفذت بالتعاون مع السلطات اليمنية.

وأضاف المتحدث أن تفاصيل العملية تبقى سرية إلا أن البنتاغون قرر «تقديم معلومات دقيقة ما دام تم تناقل هذه العملية بشكل واسع في المجال العام». وقال العقيد كيربي أيضا إن «الولايات المتحدة لن تتسامح مع خطف مواطنيها وتعمل من دون كلل على تحريرهم وملاحقة خاطفيهم».

وخطف سامرز، وهو مصور صحافي بالغ الـ33 من العمر في سبتمبر (أيلول) 2013 في العاصمة اليمنية، حسب المركز الأميركي لمراقبة المواقع الإسلامية (سايت).

وفي التسجيل، هدد نصر بن علي الانسي من تنظيم القاعدة بإعدام الرهينة في الأيام الـ3 التي تلت بث التسجيل، ما لم تلبِّ الولايات المتحدة مطالب التنظيم. ولم يورد الانسي تفاصيل المطالب، لكنه أكد أن واشنطن «تعلمها جيدا». وأضاف: «وإلا فإن الرهينة الأميركي المحتجز لدينا سيلاقي مصيره المحتوم».

وكانت وسائل إعلامية عدة نقلت أن قوات خاصة يمنية مدعومة بكوماندوز أميركي شنت في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) عملية ضد مقاتلين لـ«القاعدة» في محافظة حضرموت لتحرير مجموعة من الرهائن، بينهم إضافة إلى الأميركي بريطاني وجنوب أفريقي.

وأفادت «نيويورك تايمز» بأن القوات الخاصة الأميركية عثرت على 8 رهائن لم يكن سامرز بينهم.

وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية أن المجموعة المسلحة نقلت الرهينة الأميركي مباشرة قبل بدء الهجوم.

وما زالت «القاعدة» تحتجز دبلوماسيا إيرانيا وتعمل، بصورة دائمة، على اختطاف الدبلوماسيين العرب والأجانب من أجل المطالبة بمطالبة سياسية أو بفدى مقابل الإفراج عنهم، وتشير المعلومات إلى توسيع التنظيم المتشدد من تحالفاته مع رجال القبائل في حضرموت وشبوة ومأرب، في جنوب وشرق اليمن، واستفادت «القاعدة» من طرق وأساليب رجال القبائل اليمنية في عمليات الاختطافات التي ينفذونها من أجل الضغط على الحكومة في صنعاء من أجل الاستجابة لمطالبهم.

ويشكل ضعف الدولة اليمنية في مناطق النفوذ القبلي، عامل قوة رئيسي للقبائل والمتشددين المتحالفين معهم من أجل زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد. وقالت مصادر قبلية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن «(القاعدة) تعتمد، بشكل كبير، في تمويل أنشطتها، على عمليات السطو المسلح على البنوك والسيارات التي تنقل أموال البنوك وخدمات البريد الحكومية، والتي عادة ما تكون عبارة عن مرتبات موظفين، إضافة إلى الفدى التي تحصل عليها مقابل الإفراج عن بعض المعتقلين»، وتشير المصادر القبلية إلى أن جزءا من تمويل التنظيم يرجع إلى حوالات مالية من دول خليجية تحت أسماء كثيرة.