«غوست» في جيلها الثاني.. استثمار لرولزرويس في القيمة بمتناول من يتحمل سعرها

ثمنها لن يقل عن ربع مليون دولار أميركي

«غوست» في جيلها الثاني
TT

من مبنى شارد، أعلى ناطحة سحاب في أوروبا، أطلقت شركة رولزرويس الجيل الثاني من سيارة «غوست» التي تأمل الشركة في أن تساهم في رفع مبيعاتها إلى رقم قياسي جديد يبلغ الـ4 آلاف سيارة بنهاية العام الحالي متجاوزة بـ500 سيارة رقم مبيعات العام الماضي التي استقرت على 3500 سيارة. وكان جيل السيارة الأول قد ساهم بنسبة كبيرة في رفع مبيعات الشركة عند طرحه في الأسواق عام 2009.

وفي لقاء مع رئيس الشركة، تورستن موللر – أوتفوش، على هامش تدشين السيارة قال: إن «غوست» في جيلها الثاني سوف تجذب زبائن سيارات الجيل الأول إضافة إلى فئة جديدة من الزبائن تتطلع لاقتناء علامة رولزرويس للمرة الأولى. وأكد أوتفوش أن وكلاء رولزرويس في الشرق الأوسط يتلقون بالفعل طلبيات للسيارة الجديدة التي وصلت أولى نماذجها إلى أسواقه. وأشار أوتفوش إلى أن الشركة تحاول قدر الإمكان التقليل من فترة انتظار تسلم السيارة، ولكن المواصفات الخاصة التي يطلبها كل مشتر على حدة يتطلب تنفيذها بعض الوقت، وهو وقت لا يقل في تقديره عن 4 أشهر.

التعديلات التي أدخلت على الجيل الثاني من السيارة ليست جذرية، وهو أمر معهود من الشركة التي تحرص على أن يحافظ الجيل الأول على قيمته من ناحية وتراعي الشكل الكلاسيكي للسيارة من ناحية أخرى.

أبرز التعديلات الخارجية طالت المقدمة التي اكتسبت شكلا جديدا من الأضواء «الدايودية» الأمامية مع إضاءة نهارية محيطة بها تبرز شخصية السيارة نهارا وليلا.

غطاء المحرك أيضا أضفي عليه شكل جديد بخطوط تعزز عرض السيارة منها خطان وراء علامة رولزرويس يشبهان الخطوط التي تخلفها الطائرات من بخار محركاتها.

وفي الداخل كان أبرز تغيير هو إعادة تصميم المقاعد لمنح المزيد من الدعم والجلسة الوثيرة. وهي مقاعد يمكن التحكم الكهربائي في وضعيتها وتسخينها على 3 مستويات، كما يمكن إدخال خيار التدليك عليها أيضا.

بداية التشغيل تأتي بضغط زر والانطلاق وذلك عبر تحريك عصا ذراع نقل الحركة المثبت خلف المقود. ولا توفر السيارة خيارات يدوية لنظام التعليق ولا مفاتيح نقل السرعة من خلف المقود، فالسائق يركز فقط على القيادة فيما تقوم أنظمة «غوست» بالباقي.

وقد أدخل الكثير من التحسينات على تقنيات السيارة أبرزها مفتاح التحكم في وظائف الشاشة الأمامية وهو مغطى بسطح «كريستالي» يمكن الكتابة عليه بالإصبع. وعند البحث عن عنوان لنظام الملاحة يمكن كتابة الأسماء حرفا حرفا، على محور دائري على الشاشة أو كتابة أول حرف من الاسم بالإصبع لكي يكشف النظام كافة الأسماء التي تبدأ بهذا الحرف للاختيار منها.

والشاشة بدورها من النوع فائق الوضوح وتضم نظام ملاحة حديث ثلاثي الأبعاد يمكن إدخال خرائط «غوغل» عليه لكي تظهر صور الشوارع أيضا. ويمكن اختيار محطات الراديو أو اختيار أسطوانات الموسيقى المدمجة أو ضبط التكييف من على الشاشة. ويتعامل النظام أيضا بالأوامر الصوتية بعدة لغات من بينها اللغة العربية. ويشمل نظام الموسيقى فائق النوعية في السيارة 18 سماعة مع مكبري صوت ويتعامل النظام مع معدل الضوضاء خارج السيارة لكي يحافظ على مستويات الصوت داخلها بلا تأثير.

مقاعد السيارة الخلفية مريحة للغاية ويمكن تركيب شاشات فيديو خلفية للاتصال بالإنترنت أو مشاهدة أفلام الفيديو أو متابعة مسار السيارة على خريطة نظام الملاحة أو حتى مشاهدة برامج التلفزيون. ويمكن في حالة اختيار السيارة ذات قاعدة العجلات الطويلة التمتع بمساحة إضافية للمقاعد الخلفية. وهي تنطلق على عجلات بإطار 19 بوصة مع إمكانية طلب عجلات أكبر بقياس 21 بوصة.

ولا توجد سيارتان متشابهتان من هذا النوع إذ أن بإمكان المشتري أن يختار من بين عشرات المكونات والألوان والمواد ليساهم في تصميم مكونات سيارته الجديدة بالتعاون مع قسم «بيسبوك» في الشركة. وتفتح السيارة بابيها على الجانبين مثل أبواب الصالونات المنزلية لإتاحة أكبر فسحة ممكنة لدخول السيارة والخروج منها براحة. كما توجد المظلة التقليدية في باب السيارة وهي تصدر معها إلى جميع أسواق العالم بما في ذلك البلدان العربية النادرة الأمطار.

ومن التعديلات الفنية الفريدة التي أدخلتها الشركة على السيارة ناقل حركة جديد مرتبط بنظام الملاحة، وهي تقنية أطلقتها للمرة الأولى في طراز «ريث»، وهو نظام «يقرأ» الطريق أمام السيارة ويتعامل مع المطبات والزوايا فور الوصول إليها بحيث يختار أفضل وضعية تعليق للتعامل مع الوضع. وتخفض هذه التقنية الحاجة إلى تعدد نقل الحركة بنسبة 30 في المائة.

وتحافظ السيارة على محركها المعهود وهو مكون من 12 أسطوانة بسعة 6.6 لتر وشاحن «توربو» مزدوج يعمل بالحقن المباشر للوقود ويوفر للسيارة قدرة 563 حصانا. وهو ينطلق بالسيارة إلى سرعة 60 ميلا في الساعة في غضون 4.8 ثانية مع سرعة قصوى محددة إلكترونيا تصل إلى 155 ميلا في الساعة. وهو مرتبط بناقل حركة اتوماتيكي بـ8 سرعات.

أتاحت الشركة للإعلاميين فرصة تجربة «غوست» الجديدة على طرقات مقاطعة كنت البريطانية. ما أن تخرج السيارة من طرقات لندن الضيقة إلى الطرق السريعة حتى تنطلق بقوة راسخة وعنفوان تحسدها عليه السيارات الرياضية.

الدخول إلى السيارة والجلوس فيها ينقل السائق والركاب فورا إلى أجواء فخامة بعيدة عن ضوضاء الطريق. ولا يكاد من في السيارة أن يسمع أي صوت للمحرك. وقد أتاحت الشركة للإعلاميين فرصة الجلوس في المقعد الخلفي وترك القيادة لسائق محترف وهي تجربة توفر بالفعل فرصة نادرة للتعرف على العالم الوثير الذي يسترخي فيه راكب سيارة رولزرويس.

«غوست» الجديدة سيارة فريدة ونادرة ومخصصة للنخبة، تحظى بملكيتها شريحة معدودة من محبي السيارات. وهي من فئة السيارات السوبر التي لا تتراجع قيمتها مع مرور الزمن، وتبدأ أسعارها من نحو ربع مليون دولار. وهي نوع من الاستثمار غير العادي، وتقدم لها الشركة ضمانا لمدة 4 سنوات يشمل خدمة دورية مجانية.

تجربة قيادة هذه السيارة تجربة فريدة إذ أن هناك احتراما من سائقي السيارات الأخرى لها. وهو توفر متعة القيادة سواء على سرعات بطيئة أو انطلاق سريع. وهي بالفعل سيارة بلا منافس في الأسواق.