خرج اجتماع مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم الذي استمر أمس نحو 4 ساعات ونصف الساعة في فندق حياة بارك في جدة بعدة قرارات أولها إقالة المدير الفني الإسباني لوبيز كارو من تدريب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم عقب خسارته خليجي 22 وثانيها اعتماد إقامة جمعية عمومية غير عادية في الخامس من شهر فبراير (شباط) المقبل مع البدء في التجهيز لها من خلال تدوين جدول أعمال لها.
وبدا الاجتماع مثيرا جدا حيث اتفق الأعضاء الحاضرون على إقالة المدرب الإسباني لوبيز كارو وتصفية حقوقه المالية ودفع الشرط الجزائي الذي سبق وإن انفردت به «الشرق الأوسط» الأسبوع الماضي والبالغ 730 ألف يورو وهو إجمالي 10 رواتب للمدير الفني الإسباني علما بأن راتبه الشهري كان يبلغ 93 ألف يورو مضافة إليه الدفعات المالية فيما يحصل على راتب أساسي قدره 73 ألف يورو مع إقامة دائمة في فندق شهير في العاصمة الرياض بقيمة سنوية قوامها 450 ألف ريال.
وتداول الحاضرون عدة أسماء تدريبية لخلافة لوبيز كارو من بينها مدرب منتخب كوستاريكا الكولومبي خورخي لويس بينتو ومدرب منتخب الجزائر السابق البوسني وحيد خليلودزيتش فيما طرح اسم المدربين الوطنيين فيصل البدين وخالد القروني فيما طرح محمد النويصر نائب رئيس مجلس إدارة اتحاد الكرة السعودي ورئيس الرابطة السعودية للمحترفين اسم سامي الجابر كمدرب بديل للوبيز.
وبحسب مصادر «الشرق الأوسط» فإن الاجتماع كلف رئيس الاتحاد السعودي أحمد عيد والمشرف العام على المنتخب عبد الرزاق أبو داود وخالد الزيد مسؤولية البحث عن مدير فني جديد على أن يتم الإعلان عنه خلال الأيام الـ10 المقبلة.
وتعهد أحد الأعضاء بقدرته على الاتفاق مع مدرب منتخب كوستاريكا بينتو بيد أن الأعضاء رأوا ضرورة أن يكون المدرب القادم عارفا بالكرة السعودية ومدركا للمرحلة المقبلة التي ينتظرها الأخضر حيث يخوض كأس آسيا في يناير (كانون الثاني) المقبل في أستراليا.
وفي الشأن التدريبي، أشار أحمد عيد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم إلى أن الشرط الجزائي الموجود للمدرب الإسباني لوبيز كارو أمر طبيعي لأي مدرب يحضر للتدريب في السعودية، مبينا أن جميع الأجهزة الفنية الموجودة في المنتخب ستغادر مع لوبيز وسيحضر طاقم تدريبي جديد، سيتولى المهمة بديلا عن لوبيز، مبينا أن الأهم في الفترة المقبلة، التعاقد مع مدرب كفء ونحن هدفنا أن يكون المدرب متميزا ولديه خلفية كاملة عن اللاعب السعودي نظرا لضيق الوقت، وسيتم تداول ما يخدم المصلحة العامة لاختيار الأنسب.
وشدد عيد على أن المدرب سيتم اختياره في غضون 10 أيام فقط، ليتسنى لهم العمل على الإعداد للبطولة الآسيوية.
وبدا واضحا خلال الاجتماع عدم رضا الأعضاء عن فريق العمل المشكل من قبل اللجنة الأولمبية السعودية واعتبره غالبية الأعضاء تدخلا صريحا من جانب الأولمبية السعودية وشددوا على أنهم سيسيرون وفق الأنظمة واللوائح التي يفترض أن تتطلبها المرحلة المقبلة والتي يحرص عليها فيفا.
وانتقد غالبية الأعضاء تصريحات بعض المنتمين لاتحاد الكرة في وسائل الإعلام وأصروا مباشرة على انتقاد وتقريع محمد النويصر الذي بدا غير قادر على المدافعة عن نفسه أمام زملائه الأعضاء بشأن موقفه من تشكيل فريق العمل، حيث أيد وقتها الإجراء من قبل اللجنة الأولمبية السعودية واعتبره قانونيا وهو ما شكل للأعضاء صدمة كون ذلك فيه التفاف من قبله على أعضاء مجلس الإدارة والاتحاد بشكل عام والذهاب إلى فريق آخر خارج المنظومة الكروية السعودية.
وتداخل عبد اللطيف بخاري في هذا الشأن، مشددا على أنه بحث في كافة أنظمة فيفا لا سيما النظام الأساسي وكذلك في الميثاق الأولمبي الخاص باللجنة الأولمبية الدولية، وأكد على أن كل ما قيل بشأن شرعية التدخل الأولمبي ليس صحيحا وغير معقول على الإطلاق علما بأن أحمد عيد تحدث عن ذلك وأكد أنهم بوضع اتحاد الكرة وضرورة إبعاده عن أي خلافات قد تفسد عمله. ولعل الطريف في الأمر أن بعض الأعضاء استغربوا إصرار اللجنة الأولمبية السعودية في إسناد تعديل النظام الأساسي الخاص بالاتحاد لشركة ديلويت وهي الموقفة قبل أيام من قبل سوق الأسهم السعودي.
ومن جهته، بين أحمد عيد رئيس اتحاد الكرة السعودي أنه لا خلافات بين جميع أعضاء مجلس الإدارة وأن وجودهم ليس مرتبطا بخسارة بطولة أو مباراة، مشيرا إلى أنه وجود لخدمة الوطن من خلال موقعه كمسؤول للاتحاد السعودي من خلال جمعية عمومية وانتخابات، ومثل الأنباء التي تتناول «إقالتي أو استقالتي لا تهمني».
وعن مناقشة عمل الأمانة، قال عيد: تم تكليف الدكتور عبد اللطيف بخاري ومحمد النويصر ومجموعة من الأعضاء يعملون على تطوير منهج الأمانة من خلال كوادر مؤهلة وعمل مؤسساتي.
وعن الأنباء التي تناولت إقالة أحمد الخميس أمين عام اتحاد الكرة، قال عيد: حتى الآن الخميس أمين عام اتحاد الكرة.
ويشار إلى أن الأعضاء أمضوا وقتا خلال الاجتماع ينتقدون فيه آلية العمل التي ينتهجها أحمد الخميس أمين عام اتحاد الكرة، مطالبين بضرورة إبعاده حتى تسير وتيرة العمل، مشددين على أن مركزيته تربك أداء لجان الاتحاد.
من جهته، أكد عدنان المعيبد المتحدث الرسمي لاتحاد الكرة السعودي أنهم ينتظرون توصيات المدربين يوسف عنبر ويوسف خميس بشأن المرحلة المقبلة للمنتخب وما سيقدمانه من رؤية حول المدير الفني البديل الذي سيتم مناقشته ملفه في حال تم رفعه. وشدد المعيبد على عدم وجود أي ضغوطات واجهها اتحاد الكرة لإقالة المدرب، مبينا أن القرار جاء بإجماع من أعضاء المجلس بعد شعورهم بألم خسارة لقب خليجي22. مبينا أن اتحاد الكرة يتقبل أي نقد هادف وخارج عن التجريح.
وبينما يخص أعضاء الجمعية العمومية ومطالباتهم بشأن عقد اجتماع، قال المعيبد: سيتم توجيه دعوة للأعضاء لعقد جمعية عمومية غير عادية في فبراير المقبل.
بقيت الإشارة إلى أن أحمد العقيل عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة كان الغائب الوحيد عن الاجتماع لظروف وجوده خارج البلاد فيما لم يوجد أحمد الخميس في الاجتماع.