المغربي التطواني يتطلع لترك بصمة حقيقية في «مونديال الأندية»

خبرات أوكلاند سيتي النيوزيلندي المتتالية لم تكف لتحقيق منجز عالمي

المغرب التطواني تأسس قبل 92 عاما لكنه لم يظهر سطوته بعد
TT

ربما لا يحظى المغرب التطواني بالشهرة نفسها التي تتمتع بها أندية مغربية أو عربية أخرى، لكن الفريق يتطلع إلى ترك بصمة حقيقية عندما يخوض فعاليات بطولة كأس العالم 2014 لأندية كرة القدم، التي تستضيفها بلاده بداية من يوم الأربعاء المقبل.

وقبل عام واحد، لم يحظ فريق الرجاء البيضاوي المغربي بكثير من الترشيحات في النسخة الماضية من البطولة، التي أقيمت في المغرب أيضا، ولكن الفريق شق طريقه بنجاح وأبهر الجميع ببلوغ المباراة النهائية التي خسرها أمام بايرن ميونيخ الألماني ليكون ثاني فريق فقط من خارج أميركا الجنوبية وأوروبا يتأهل لنهائي مونديال الأندية.

ولهذا يحدو الأمل فريق المغرب التطواني في تكرار التجربة هذه المرة خاصة أن الموقف يبدو متشابها إلى حد كبير بالنسبة للفريق ممثل البلد المضيف حيث يستهل الفريق مسيرته في البطولة بالمواجهة التي بدأ بها الرجاء مسيرته في النسخة الماضية أمام فريق أوكلاند سيتي النيوزيلندي.

ويتطلع التطواني إلى البداية القوية نفسها، لا سيما أنه سيلتقي في المباراة التالية مع وفاق سطيف الجزائري بطل أفريقيا، الذي يمثل كتابا مفتوحا للجميع في القارة الأفريقية، والتغلب عليه سيفتح الطريق بشكل كبير نحو النهائي في ظل تراجع مستوى سان لورنزو الأرجنتيني الذي سيلتقي الفائز من التطواني وسطيف في المربع الذهبي للبطولة. وتأسس النادي التطواني في عام 1922 ولكنه لم يحظ بكمّ من إنجازات كفرق أخرى في المغرب، مثل الرجاء والوداد البيضاويين والجيش الملكي المغربي.

وعرف التطواني طريقه إلى منصة التتويج بلقب الدوري المغربي للمرة الأولى قبل عامين فقط عندما أحرز اللقب في موسم 2011 - 2012.

وبعد منافسة شرسة مع الرجاء البيضاوي الذي تُوج باللقب في الموسم التالي وشارك إثره في مونديال الأندية 2013 بصفته ممثلا للبلد المضيف، أحرز التطواني لقبه الثاني في الدوري المغربي بالموسم الماضي من خلال المرحلة الأخيرة في المسابقة، التي شهدت سقوط الرجاء أمام أولمبيك آسفي، ليعرف التطواني طريقه إلى العالمية من خلال تتويجه الثاني فقط على مدار التاريخ.

ولهذا، يأمل الفريق في استكمال المغامرة خاصة أنه ليس لديه ما يخسره عندما يخوض المونديال المرتقب، وهو ما سيعفيه من أي ضغوط قبل هذه البطولة العالمية.

ويرتبط التطواني بعلاقات تاريخية قديمة ووطيدة مع نادي أتلتيكو مدريد الإسباني الذي فجر المفاجأة في الموسم الماضي وتوج أيضا بلقب الدوري الإسباني بالتزامن مع فوز التطواني بلقب الدوري المغربي.

وتعود العلاقة التاريخية بين الفريقين إلى تأسيس النادي التطواني على يد بعض مشجعي أتلتيكو مدريد المقيمين بمدينة تطوان، كما سبق للمغرب التطواني أن شارك في الدوري الإسباني لبضع سنوات خلال الخمسينات من القرن الماضي.

ومثلما كانت مشاركة الرجاء في النسخة الماضية، ستكون المشاركة المقبلة للتطواني في مونديال الأندية من باب تمثيل البلد المضيف، أي أنه سيكون النادي الوحيد من الأندية الـ7 المشاركة في البطولة الذي لم يُتوج بلقب قارته في الموسم الماضي.

بل إن التطواني لا يحظى بالتاريخ الذي يتمتع به الرجاء على الساحة الأفريقية، حيث كانت المشاركة الوحيدة السابقة للفريق على الساحة الأفريقية من خلال بطولة دوري أبطال أفريقيا في 2013، ولكنه ودع البطولة مبكرا، علما بأن الفريق سيخوض البطولة الأفريقية في 2015 بصفته بطل الدوري المغربي. وربما يستفيد الفريق من مشاركته في مونديال الأندية باكتساب خبرة تساعده في مغامرته الأفريقية المقبلة.

وبينما يعاني المغرب التطواني من ضعف الخبرة مقارنة بباقي الأندية المشاركة في البطولة، يتمتع الفريق بكثير من الاستقرار، في ظل استمرار المدرب عزيز العامري في تدريب الفريق للعام الرابع على التوالي، واعتماده على مجموعة متميزة من اللاعبين، مثل المهاجم زهير نعيم هداف الدوري المغربي، ونجمي الوسط أحمد جحوح وزيد كروش.

وعلى صعيد الفريق النيوزيلندي، للمرة الرابعة على التوالي والسادسة في التاريخ، يشق أوكلاند سيتي النيوزيلندي طريقه وسط أبرز أندية العالم، عندما يشارك في بطولة كأس العالم للأندية المقرر إقامتها بالمغرب في الفترة من العاشر إلى 20 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. ولا يحظى أوكلاند سيتي بشهرة طاغية أو إنجازات هائلة مثل ريال مدريد الإسباني الذي يشارك في النسخة نفسها من مونديال الأندية، ولكن الفريق النيوزيلندي يمتلك نقطة تفوق على باقي المشاركين في البطولة، وهو أنه الأكثر خبرة بمونديال الأندية.

ومع غياب الأهلي المصري عن النسخة الجديدة من البطولة، انفرد أوكلاند سيتي بالرقم القياسي لعدد المشاركات في بطولة كأس العالم للأندية، برصيد 6 مشاركات مقابل 5 مشاركات للأهلي.

وعلى مدار مشاركاته الـ5 الماضية في مونديال الأندية، خاض الفريق ثماني مباريات ولكنه حقق انتصارين فقط، ولم ينجح الفريق في بلوغ المربع الذهبي على مدار مشاركاته الـ5 السابقة.

ولهذا، يأمل الفريق في عبور اختبارين أفريقيين متتاليين لبلوغ المربع الذهبي لتشهد النسخة الجديدة من مونديال الأندية إنجازا غير مسبوق للفريق، يتزامن مع انفراده بالرقم القياسي لعدد المشاركات بالبطولة. ويستهل أوكلاند سيتي مسيرته في البطولة بلقاء المغرب التطواني المغربي مضيف البطولة لتكون مواجهة ثأرية بالنسبة للفريق النيوزيلندي مع الكرة المغربية، بعدما خرج الفريق من الدور نفسه في النسخة الماضية بالهزيمة أمام الرجاء. وإذا ثأر أوكلاند لنفسه في الافتتاح يوم الأربعاء المقبل، فسيكون على موعد مع الاختبار الأفريقي الثاني في مواجهة وفاق سطيف الجزائري بالدور الثاني للبطولة، ليصعد الفائز منهما إلى المربع الذهبي.

ولا يتجاوز تاريخ أوكلاند سيتي 10 سنوات حيث تأسس النادي في عام 2004، ولكنه ترك بصمة جيدة على الساحة العالمية من خلال مشاركاته المتعددة في مونديال الأندية. ويأمل الفريق، الذي أحرز المركز الخامس في نسخة 2009، في التخلص من الحظ العاثر الذي لازمه في آخر 3 مشاركات له بمونديال الأندية، حيث ودع الفريق البطولة من الدور الأول بالهزيمة أمام فريق البلد المضيف (اليابان في 2011 و2012 والمغرب في 2013).

وربما يخوض أوكلاند سيتي البطولة هذه المرة في ظروف أفضل، حيث استعاد لقب الدوري المحلي في عام 2014، بعدما سيطر منافسه التقليدي العنيد وايتاكيري يونايتد على اللقب المحلي لـ3 مواسم متتالية. وفي ظل تكرار مشاركاته بالبطولة العالمية، سيعتمد أوكلاند في المقام الأول بالنسخة المقبلة على خبرة لاعبيه، لا سيما أن صفوف الفريق لم تشهد تغييرات كبيرة على مدار السنوات الأخيرة، باستثناء رحيل بعض اللاعبين، مثل ألبرت رييرا وجوستافو ساتو. ولكن المدرب الإسباني رامون تريبولتكس المدير الفني للفريق لجأ لتعويض رحيل هؤلاء اللاعبين بالتعاقد مع نجوم آخرين على قدر من الخبرة أيضا، مثل الإنجليزي جون إيرفنج نجم إيفرتون الإنجليزي سابقا، والمدافع الإسباني آنخل بيرلانجا، بعد فترة احتراف للاعب في الدوري الهندي. ويظل إيفان فيسيليتش نجم المنتخب النيوزيلندي أبرز لاعبي أوكلاند سيتي رغم بلوغه الـ38 من عمره.