«فيلم وثائقي ألماني» يفجر قضية كبرى ضد صناعة روسيا لأبطالها الأولمبيين

اتهم المسؤولين الروس بتنظيم تعاطي المنشطات.. وفيفا والأولمبية الدولية: سنحقق في الأمر

بوتين وباخ وبلاتر في مناسبة رياضية سابقة
TT

لجأ الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى الرد الهادئ على ادعاءات وجود عمليات تعاطي منشطات ممنهجة ومنظمة في روسيا التي تستضيف فعاليات بطولة كأس العالم 2018، قائلا أمس الجمعة: «سنناقش هذه الادعاءات مع إدارة مكافحة المنشطات بالفيفا».

وبثت شبكة «إيه آر دي» التلفزيونية الألمانية الأربعاء فيلما وثائقيا بعنوان «منشطات سرية للغاية - كيف تصنع روسيا أبطالها؟» تضمن ادعاءات بأن الرياضة الروسية غارقة في عمليات منظمة وممنهجة لتعاطي المنشطات، وكذلك في الفساد». ولم يرد ذكر كرة القدم بشكل صريح في هذا الفيلم الوثائقي.

وقال الألماني توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الخميس إنها ادعاءات خطيرة ويجب التحقيق فيها بعناية فائقة.

وأوضح باخ في الجلسة الاستثنائية للجنة الأولمبية الدولية بمونت كارلو: «إذا تأكد من نتيجة التحقيقات أن شخصا ما انتهك قواعد مكافحة المنشطات فستتخذ اللجنة الأولمبية الدولية إجراء».

من جهتها، دعت كلاوديا بوكل رئيسة لجنة اللاعبين باللجنة الأولمبية الدولية أمس الجمعة إلى إجراء تحقيق سريع بشأن الادعاءات بوجود عمليات منظمة لتعاطي المنشطات بالرياضة الروسية. وقالت بوكل أمس: «أريد توضيحا سريعا.. كلما طال أمد هذه الادعاءات، كان الوضع سيئا بالنسبة للاعبين الشرفاء».

وقالت بوكل: «صدمت في البداية ولكن هذه الادعاءات أيقظت روحي القتالية.. نحتاج للقتال والكفاح بشكل أكبر من أجل الرياضيين الشرفاء وحمايتهم».

وتشغل بوكل، الفائزة سابقا بميدالية فضية أولمبية في رياضة المبارزة، أيضا عضوية اللجنة التنفيذية باللجنة الأولمبية الدولية وكذلك عضوية لجنة اللاعبين بالوكالة العالمية لمكافحة المنشطات.

وأضافت بوكل: «يمكن للرياضيين الحضور إلي.. لهذا، نوجد هنا». وتحت قيادة بوكل، قدمت مجموعة عمل خاصة بحماية الرياضيين الشرفاء 5 من المقترحات الـ40 للألماني توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية لإصلاح اللجنة الأولمبية الدولية، وهي الاقتراحات التي سيجري التصويت عليها خلال اجتماعات اللجنة يوم الثلاثاء المقبل.

من ناحيته، طالب مسؤول ألعاب القوى الألماني هيلموت ديجيل بإجراء تحقيق سريع في ادعاءات تعاطي المنشطات والغش التي ظهرت في فيلم وثائقي بالتلفزيون الألماني حول الرياضة الروسية.

وادعى الفيلم الوثائقي «السر الأعظم في المنشطات - كيف تصنع روسيا فائزيها؟» من إنتاج قناة «إيه آر دي» التلفزيونية الألمانية أن الرياضة الروسية منغمسة في تعاطي المنشطات النظامي والتغطية على اختبارات المنشطات والفساد.

وتضمن الفيلم الوثائقي لقاءات مصورة سرا إلى جانب تصريحات من 2 ممن كشفوا عن ذلك، وهما: الموظف السابق بالوكالة الروسية لمكافحة المنشطات فيتالي ستيبانوف وزوجته يوليا ستيبانوفا وهي عداءة مسافات متوسطة موقوفة حاليا بسبب تعاطي مواد محظورة.

وقد أعلنت اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي لألعاب القوى والوكالة العالمية لمكافحة المنشطات عن فتح تحقيقات بالفعل في هذه القضية، بينما نفى مسؤولون روس صحة ما ورد في هذا الفيلم الوثائقي. وأكد ديجيل، عضو مجلس الاتحاد الدولي لألعاب القوى ورئيس اتحاد ألعاب القوى الألماني سابقا أنه يجب اتخاذ إجراء سريع، ولكنه أضاف أن هذه المزاعم تثبت أيضا وجود حاجة ملحة لإصدار تشريع فعال لمكافحة المنشطات.

وأوضح ديجيل أن لجنة القيم التابعة لاتحاد القوى الدولي «قد أخطرت بالأمر وتجري تحقيقا بالفعل، على حد علمي. آمل أن نحصل على نتائج التحقيقات سريعا في هذه القضية؛ فكلما استغرق الأمر وقتا، زاد حجم الأضرار».

وطالب ديجيل روسيا بأن «تتخذ الإجراءات اللازمة من خلال وزير الرياضة والحكومة»، مضيفا: «سننتظر لنرى إن كان هذا سيحدث حقا». وحذر ديجيل من أن مثل هذه الادعاءات ربما لا تقتصر بالضرورة على روسيا، وإنما قد تمتد إلى جميع الدول الكبرى في مجال الرياضة. وقال: «إذا اكتفيت بتتبع فكرة أن أفضل الرياضيين الروس يتعاطون المنشطات، فعليك أن تسأل نفسك أيضا: هل الخصوم الذين يتفوقون عليهم يتمتعون بالنزاهة تماما؟».

وأضاف: «علينا أن نتوقع، بناء على نظرة علمية، أن تكون الكثير من الرياضات قد تأثرت بمشكلة التلاعب الطبي لتحقيق الأداء العالي. لن يكون الأمر مطابقا في جميع الرياضات، وربما لا تكون جميع الدول متأثرة بالأمر بالقدر نفسه. ولكن إذا تحدثنا عن المستوى العالمي للمنافسة والاستخدام غير القانوني لمنشط الدم إيبو، فلا يمكنك هنا أن تشير إلى روسيا أو الصين وحدهما وإنما إلى العالم أجمع».

وأعرب ديجيل عن قلقه من عدم تناول هذه القضية بالشكل اللائق؛ لأن الشهود لم يعودوا موجودين بالبلاد وبالتالي لم يعودوا متوفرين، ولكنه شدد على أهمية «الوصول إلى المنطقة الرمادية حيث يتم تعاطي المنشطات». وقال: «من المهم الآن أن نحدد مدى انتشار المشكلة. فهذا الفيلم الوثائقي يتحدث عن جميع الرياضيين الكبار هناك، بنسبة 99 في المائة منهم. فهل يعني هذا، بالنسبة إلى الرياضيين الروس، أن جميع لاعبيهم الذين ينافسون على أعلى المستويات العالمية يتعاطون المنشطات؟». وأضاف ديجيل: «هذه التصريحات أدلى بها لاعبون ومدربون. ولكن سواء كانت هذه التصريحات صادقة، مع وجود الكثير من التصريحات أيضا من الطرف الآخر، فإنه يجب التأكد من ذلك. كل ما يهمني هو الحقائق الثابتة التي يجب التوصل إليها الآن».