مؤسسة الفكر العربي توزع جوائز الإبداع في نهاية مؤتمرها بالصخيرات المغربية

بعد 3 أيام و17 جلسة من أجل «التكامل وحلم الوحدة»

جانب من الحضور في أعمال مؤتمر مؤسسة «الفكر العربي» بالصخيرات في المغرب («الشرق الأوسط»)
TT

اختتمت «مؤسسة الفكر العربي»، أمس، أعمال مؤتمرها «فكر 13» والمنعقد تحت عنوان «التكامل العربي: حلم الوحدة وواقع التقسيم»، منذ 3 أيام في مدينة الصخيرات المغربية، بتوزيع جوائز الإبداع العربي على الفائزين وجائزة أهم كتاب عربي.

وفاز بهذه الأخيرة خالد عزب (مصر)، عن كتابه «فقه العمران: العمارة والمجتمع والدولة في الحضارة الإسلاميّة». فيما فاز بجائزة الإبداع العلمي ألفرد نعمان وعصام خليل (لبنان)، عن مشروع «تطوير دواء MM-MTA للعلاجات اللبيّة»، وحصل على جائزة الإبداع التقني، مشهور مصطفى بني عامر (الأردن)، عن «النظام العلاجي الذكي»، كما نال جائزة الإبداع الاقتصادي سالم النجفي (العراق) عن كتاب «سياسات الأمن الغذائي العربي في حالة الركود في اقتصاد عالمي متغيّر»، وحاز جائزة الإبداع المجتمعي عبد الرحمن السقاف (اليمن) عن برنامج «حضرموت للتمويل الصغير»، في حين فاز بجائزة الإبداع الإعلامي عبد السلام هيكل (سوريا) عن موقع «اقتصادي دوت كوم»، ونال جائزة الإبداع الأدبي نجم كاظم (العراق) عن كتاب «نحن والآخر في الرواية العربيّة المعاصرة»، وفازت بجائزة الإبداع الفني المطربة ريما خشيش (لبنان) عن عملها الفنّي «هوى».

وشهد المؤتمر الذي حضره أكثر من 500 مثقف عربي، في يومه النهائي، إضافة إلى توزيع الجوائز على الفائزين، 6 جلسات عمل. ومنذ الصباح عقدت 4 جلسات متوازية، في وقت واحد. كان ثمة جلسة ناقشت التكامل العربي في المجال الثقافي وما يمكن أن يقدمه من إنقاذ للوضع العربي المتهالك، وجلسة أخرى حول التكامل الاقتصادي وأبعاده على التنمية والاستقلال السياسي، وجلسة ثالثة ناقشت العلاقات العربية ودول الجوار مثل تركيا وإيران، وما التحديات المستقبلية التي تترتب على هذه الجيرة، وفي قاعة رابعة كانت جلسة حول البديل الإعلامي الموثوق لفهم الواقع. وشهد اليوم الأخير جلستين عامتين جامعتين، إحداهما ناقشت «بلورة نظام أمني عربي جديد»، وأخرى «التربية والثقافة في العالم العربي: نحو مشروع شامل».

وجدير بالذكر أن بعض الجلسات شهدت نقاشات حارة، خاصة بوجود طلاب من الجامعات المغربية، الآتية من مناطق محيطة للمدينة التي يعقد فيها المؤتمر، وأحيانا من مناطق بعيدة.

وبدا أن الشباب يحملون أسئلة في العمق وجاءوا لاستطلاع آراء أساتذة ومفكرين عرب أتوا من مختلف البلدان العربية. ولم يتوان أحد الطلاب المغاربة عن اتهام المشاركين في الجلسة الثقافية، بأنهم مسؤولون عن التخلف العربي، لأنهم تنازلوا عن دورهم القيادي، الذي يفترض أن يلعبوه كمثقفين وأن يبادروا إلى تقديم الحلول، مذكرا أن الثورة الفرنسية كانت ثقافية في العمق قبل أن تكون سياسية.

وكان اليوم الثاني قد شهد 5 جلسات، ولقاء جمع نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي ضاحي خلفان، بحشد من الجمهور. وتحدث خلفان عن «إننا إذا أردنا أن نبلور أمنا عربيا منيعا، يتوجّب علينا أن نحدّد العوامل التي أدّت إلى انهيار الأمن العربي أساسا. إذ إنّ الأمن لا يتحقّق من خلال إعداد المزيد من العسكريّين وتجنيدهم، أو من خلال نشر القوّات العسكرية هنا وهناك، بل في منظومة دوائر ومؤسّسات وهيئات وطنيّة تعمل كلّها من أجل رفاهية الناس وسعادتهم».

وانعقدت في الفترة المسائية جلسة عامة بعنوان «مشروع الشرق الأوسط الجديد»، عرّف المحاضرون فيها بمشروع الشرق الأوسط الجديد كما يتمّ تداوله غربيا، وكما يتمّ تداوله أيضا على مستوى المنطقة. وقد دارت المداخلات حول إمكانية تحقّق نبوءة برنارد لويس بقيام الدويلات الدينية والطائفية والإثنية.

أدار الجلسة الإعلامي سمير عمر، مدير مكتب قناة «سكاي نيوز» في القاهرة، وشارك فيها كلٌّ من الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ورئيس الوزراء اللبناني السابق فؤاد السنيورة، ومحمد بن عيسى الأمين العام لمؤسّسة منتدى الأصيلة، والشيخ محمد صباح السالم الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي السابق.

البداية كانت مع كلمة الرئيس السنيورة الذي رأى أن مشروع الشرق الأوسط الجديد يهدف إلى جعل إسرائيل مقبولة في المنطقة، ثم علّق على تجارب الوحدة العربية التي باءت بالفشل لأنها كانت تقوم على أفكار رومانسية من دون إيجاد قاعدة صلبة تقوم على أساسها. وطالب الدول العربية بتعظيم المصالح الاقتصادية المشتركة التي قد تؤدّي في النهاية إلى نوع من أنواع الوحدة. ثم تحدّث عن «الربيع العربي»، فوصفه على أنه بمثابة روح جديدة تسري في جسد الأمة، لولا التدخّلات الخارجية التي تعمل على إحباطه من جهة، واستخفاف الأنظمة العربية بتطلّعات شعوبها من جهة ثانية.

ثم تحدّث الأمير تركي الفيصل، الذي عبّر عن رأيه باختصار قائلا «إن لم تكن فاعلا فستكون مفعولا به»، معتبرا أن هذا هو حال العرب في هذه المرحلة. ورأى أن إحدى أبرز مشكلات العرب تتمثّل في عدم مبادرتهم لطرح وجهة نظرهم حول المشكلات التي يواجهونها. وفي الاستثناءات القليلة التي طالبوا فيها بتأمين حقوقهم وإنصافهم، وتحديدا فيما يخصّ القضية الفلسطينية، لم تلقَ طلباتهم المتكرّرة والموجَّهة إلى دول العالم أي آذان صاغية.

تلا ذلك كلام الشيخ محمد صباح السالم الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي السابق، اعتبر فيه أن عجز الأمم المتحدة عن حلّ مشكلة سوريا يبدو وكأنه مقصود كي تبقى المنطقة مشتعلة. ثم تحدّث عن تقصير العرب أيضا في حلّ هذه المشكلة، غير أنّه طمأن المستمعين إلى أن المشكلات التي يواجهها العالم العربي ليست محصورة فيه، بل تشهدها دول كثيرة في العالم، مثل إسبانيا حيث جرى استفتاء في الباسك من أجل الانفصال، وفي اسكتلندا التي كادت تنفصل عن إنجلترا بفارق أصوات بسيط، فضلا عن مشكلة العنصرية في الولايات المتحدة بعد حادثة فيرغسون، معتبرا أن العالم كلّه يتّجه نحو التعصّب القومي والعرقي. وختم بالقول إن المسألة تتعلّق بأن نكون أو لا نكون كعرب.

وتحدّث محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسّسة منتدى الأصيلة، شاكرا مؤسّسة الفكر العربي ورئيسها صاحب الأمير خالد الفيصل لاختيار المغرب لعقد مؤتمرها الثالث عشر..

ثم توّلى مدير الجلسة الإعلامي سمير عمر إدارة النقاش والحوار مع الحضور الذين وجّهوا عددا كبيرا من الأسئلة للمحاضرين حول موضوع «الشرق الأوسط الجديد» وحول فكرة الوحدة العربية ومدى قابليتها للتحقّق..

وكان اليوم الثاني قد شهد تكريما من مؤسسة الفكر العربي، لرعاة مؤتمرها السنوي، قام بعدها الأمير خالد الفيصل، رئيس المؤسّسة بتقديم دروع تقديرية لكلّ من: نائب الرئيس للتخطيط العام في شركة أرامكو السعودية محمد بن يحيى القحطاني، ومدير إدارة تطوير الأعمال في شركة مواد الإعمار القابضة فيصل العقيل، ورئيس قسم تطوير التقنية في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي عبد الرحمن أحمد بايونس، وعضو مجلس إدارة مجموعة mbc ومساعد رئيس مجلس إدارة المجموعة محمد العضاضي، ومدير عام تلفزيون «سكاي نيوز عربية» نارت بوران، ومدير عام القناة الثقافية السعودية محمد الماضي، ورئيس تحرير صحيفة «عُمان» العُمانية سيف المحروقي، ورئيس مجلس إدارة صحيفة «الخبر» الجزائرية شريف رزقي، وسكرتير تحرير صحيفة «الحياة» الدولية طوني فرنسيس، ومدير عام تحرير صحيفة «الجريدة» الكويتية بشارة شربل، ورئيس تحرير صحيفة «الرأي» الأردنية سمير الحياري.