حكم بالسجن على أول ألماني قاتل في صفوف «داعش» بسوريا

وزير الداخلية الألماني يعول على التعاون الأوروبي في مكافحة سفر المتطرفين

أول متهم ألماني قاتل في صفوف « داعش» (يمين) بجانب محاميه في قاعة محكمة فرانكفورت قبل صدور الحكم بحبسه 3 سنوات أمس (إ.ب.أ)
TT

عول وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير على التعاون بين دول الاتحاد الأوروبي في مكافحة سفر متطرفين من أوروبا للمشاركة في القتال مع مجموعات إرهابية في الخارج. وقال دي ميزير، أمس، قبيل اجتماع وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي في بروكسل: «يتعين علينا الحيلولة دون سفر هؤلاء الأشخاص لتصدير الإرهاب. إننا نريد أيضا منع عودة هؤلاء كمقاتلين لتنفيذ هجمات في أوروبا».

يُذكر أن وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي قرروا، في اجتماعهم الأخير، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي تكليف السلطات الجمركية بمهمة منع الجهاديين من السفر إلى سوريا أو العودة منها إلى الاتحاد، والسماح لتلك السلطات بالدخول إلى قواعد البيانات على مستوى الاتحاد الأوروبي. في غضون ذلك، قضت محكمة ألمانية، أمس، بسجن شاب ألماني (20 عاما) 3 سنوات و9 أشهر بعد أن اعترف بانضمامه إلى «داعش» في سوريا، في أول محاكمة من نوعها لمتطرف ألماني متهم بالانضمام إلى التنظيم المتشدد.

وقرر القضاة معاملة المتهم كريشنيك بي، المولود في ألمانيا لأبوين من كوسوفو، ومكث 6 أشهر في سوريا، العام الماضي، كحدث لصغر سنه. وقالوا إنه لا يوجد دليل على مشاركته في القتال بشكل مباشر. وفي ألمانيا يمكن معاملة من هم في سن 18 إلى 21 عاما طبقا لقانون الأحداث إذا رأى القضاة أنهم لا يتمتعون بالنضج الكافي وتحمل المسؤولية. وقال كبير القضاة توماس ساجيبيل: «كشاب لم يستطع مقاومة تأثير أصدقائه الإسلاميين. ورغم أنه يتصرف كإسلامي متطرف، عبّر القضاة عن أملهم في أن يكون لمعاملته كحدث أثر إيجابي عليه. وطلب الادعاء الألماني السجن 4 سنوات و3 أشهر للشاب، وجاء الحكم أقل 6 أشهر لكنه زاد على الحكم الذي طلبه الدفاع وهو 3 سنوات و3 أشهر».

وجاء الحكم بعد أن اعترف كريشنيك أنه انضم إلى تنظيم «داعش» وتلقى تدريبا عسكريا مقابل أن ينظر إليه القضاء بعين الرأفة. وقال محاميه إنه توجه إلى سوريا لمساعدة السوريين الذين يحاولون الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وطلب من القضاة أن يصدروا حكما أقصاه السجن لـ3 سنوات و3 أشهر. وذكرت المحكمة في حيثيات قرارها أنه تبين لها أن المتهم (20 عاما) سافر في يوليو (تموز) عام 2013 إلى سوريا للقتال مع «داعش» ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وكانت المحكمة والادعاء العام وفريق الدفاع اتفقوا على مدة عقوبة تتراوح بين 3 أعوام و3 أشهر و4 أعوام و3 أشهر حال اعتراف المتهم بجريمته. وتم وقف النظر في الاتهام الأساسي بالقضية، وهو الإعداد في الخارج لجرائم تعرض أمن الدولة لخطر جسيم. واعترف المتهم، وهو ألماني من أصل كوسوفي خلال المحاكمة بالمشاركة في عمليات قتالية في سوريا، مضيفا في المقابل أنه لم يقم خلال ذلك بإطلاق النار على أشخاص. وألقى القبض على المتهم عقب عودته إلى ألمانيا في مطار فرانكفورت الدولي قبل نحو عام، ويقبع منذ ذلك الحين في السجن على ذمة التحقيق.