سلال يدعو هولاند لزيارة الجزائر لـ«الاطلاع على الحالة الصحية الجيدة للرئيس بوتفليقة»

كشف أن الرئيس أجرى فحوصات بفرنسا الشهر الماضي

TT

قال رئيس وزراء الجزائر، عبد المالك سلال، إنه عرض على الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، زيارة بلده، و«أظن أنه لا يمانع الفكرة». ونطق بجملة لم يعرف الكثير من الجزائريين جدواها، إذ قال: «هذا (الزيارة المحتملة) ما سيسمح له بالاطلاع على الحالة الصحية الجيدة للرئيس بوتفليقة» الذي يعاني من تبعات إصابة بجلطة دماغية.

وأنهى سلال في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس، زيارة عمل إلى فرنسا دامت يومين تم خلالها التوقيع على عدة اتفاقات، أهمها في مجالي الدفاع والطاقة النووية. ونقلت «وكالة الأنباء الجزائرية» عن سلال، قوله في مؤتمر صحافي مع رئيس وزراء فرنسا، مانويل فالس، إن الرئيس بوتفليقة «في تحسن مستمر»، وكان سلال بصدد الردَ على أسئلة صحافيين فرنسيين مهتمين بأوضاع الجزائر في ظل انسحاب بوتفليقة من المشهد بسبب المرض.

وأوضح سلال أن «رئيس الجمهورية في صحة جيدة وهو يشرف على تسيير أمور البلد»، مشيرا إلى أنه «أجريت عليه فحوصات طبية بفرنسا أخيرا كما تعلمون، وهو في صحة جيدة ويشرف على تسيير شؤون البلد.. أؤكد لكم ذلك»، في إشارة إلى إقامة قصيرة قضاها بوتفليقة في عيادة بمدينة غرونوبل بجنوب شرقي فرنسا، منتصف الشهر الماضي. وأحيطت هذه الزيارة بتكتم شديد من جانب السلطات الجزائرية، ولم يطَلع عليها الجزائريون إلا من خلال صحيفة محلية تصدر بمدينة غرونوبل. ولم تؤكد الرئاسة الجزائرية الخبر حينها، ولم تنفه. بينما قالت وسائل إعلام خاصة موالية للرئيس إنه «لم يغادر الجزائر».

وأضاف سلال: «الجزائر قوية بمؤسساتها وهي تسير بشكل عادي»، ويفهم من كلام سلال أنه ردَ على المعارضة التي تنتقد الرئيس بسبب «تمسكه بالرئاسة وهو مريض»، وتتهمه بـ«إضعاف مؤسسات الدولة» على أساس أنه تسبب في حالة شغور السلطة الناجم عن عجزه، حسبها، عن أداء مهامه. ولا يعرف ما الذي دفع سلال إلى القول إن «هولاند سيتأكد بنفسه أن بوتفليقة قادر على الاستمرار في الحكم في حال زار الجزائر والتقى به، ما دام الفرنسيون مطلعون على الملف الطبي للرئيس الجزائري، منذ أن أجريت عليه عملية جراحية أواخر 2005 عندما أصيب بنزيف في المعدة. والحال أن ملف «مرض الرئيس» يجري تسييره في غموض تام منذ بداية مشاكله الصحية قبل 10 سنوات، فقد نقل عدة مرات إلى فرنسا وسويسرا للعلاج في السنوات الأخيرة، ولا يعلن عن ذلك إلا إذا كانت حالته خطيرة مثل إصابته بجلطة دماغية في 27 أبريل (نيسان) 2013. وفي الغالب يستعلم الجزائريون عن تطورات حالة رئيسهم الصحية من الصحافة الأوروبية، وأحيانا من مسؤولين فرنسيين لا يكشفون عن أسمائهم.

وأصدرت السفارة الفرنسية بالجزائر، أمس، وثيقة تضمنت أهم ما توصل إليه الطرفان خلال زيارة سلال في مجال التعاون، منها إنشاء «لجان مختلطة متخصصة في قطاع الدفاع، تبعا لتوصيات لقاء رفيع جرى في 17 و18 من الشهر الماضي بين وفدين عسكريين من البلدين. ولم يتم من قبل، الإعلان عن عقد هذا اللقاء. وأشارت الوثيقة إلى أن «اللجان المتخصصة ستقدم اقتراحات ملموسة لإعطاء دفع للتحاليل الأمنية والاستراتيجية المتبادلة، ورفع مستوى تبادل الخبرات وتعزيز التنسيق العملياتي (العسكري) في إطار الحرب المعلنة على الإرهاب بمنطقة الساحل الأفريقي، والعمل سويا على تجفيف مصادر تمويل الجماعات الإرهابية، من خلال دفع الفدية».

وأضافت وثيقة السفارة: «عبَّر الطرفان عن أملهما في تطوير المشاريع الفنية المشتركة، وبرامج الشراكة في مجال التسليح»، وأشارت إلى رغبة الجزائريين في الاستفادة من الخبرة الفرنسية في مجال الطب العسكري، وفي مجال صناعة الطائرات الحربية.