«الجبهة الثورية» تصف إعلان الخرطوم التعبئة والاستنفار بأنه نداء «لتقسيم الوطن» وتؤكد استعدادها للمواجهة

مناوي لـ«الشرق الأوسط»: نداء الوطن الذي وقعت عليه المعارضة ليس فيه عمل مسلح

TT

شنت الجبهة الثورية المعارضة هجوما عنيفا على إعلان الرئاسة السودانية التعبئة العامة في مواجهة اتفاق «نداء السودان» الذي وقعته فصائل المعارضة المسلحة والسياسية ومنظمات المجتمع المدني، واعتبرت الجبهة خطوات الخرطوم بمثابة «نداء لتقسيم الوطن»، وشددت على أنها سترد على الحملة التصعيدية، في وقت وصفت فيه الحكومة السودانية إعلان «نداء الوطن» من قوى المعارضة بأنه «خيانة الوطن»، وأعلنت التعبئة العامة وفتح معسكرات التجنيد العسكري.

وقال نائب رئيس الجبهة الثورية رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي لـ«الشرق الأوسط» إن الحكومة السودانية لم توقف حربها لأكثر من 25 عاما، وإنها ظلت في مواجهة مع الشعب السوداني، وأضاف: «لذلك نحن في المعارضة المسلحة والقوى السياسية التي تعمل وفق العمل السلمي ومنظمات المجتمع المدني وقعنا على اتفاق (نداء الوطن) لإنهاء نظام الإبادة والحروب المستمرة»، مشددا على أن المعارضة ستواجه وترد على حملة النظام الحاكم، مشيرا إلى أن قوى المعارضة بشقيها السلمي والمسلح والمدني اتفقت على توحيد الجميع للاتفاق على حل كل قضايا الوطن في برنامج الحد الأدنى وتحقيق السلام العادل والشامل والتحول الديمقراطي الكامل، وقال: «فصائل الجبهة الثورية لم تحمل السلاح لأجل الحرب، وإنما للدفاع عن الحقوق الوطنية، وستواصل حربها ضد النظام بالكفاح المسلح إلى حين تحقيق الأهداف التي تناضل من أجلها». ورأى أن القوى السياسية التي لا تحمل السلاح لديها أهداف مشروعة واتفقت مع الجبهة الثورية في برنامج ليس فيه العمل المسلح ووفق اتفاق «نداء الوطن».

وقال إن إعلان الرئاسة السودانية التعبئة العامة والاستنفار ليس غريبا عليها، وإنه يدل على أن النظام لا يقبل أي عمل وطني من الآخرين، وأضاف: «هذا النظام متربص بالشعب السوداني بشكل عدائي غير مسبوق، وفي حرب مستمرة منذ وصوله إلى السلطة قبل أكثر من عقدين». وتابع: «نداء النظام للاستنفار يعد نداء تقسيم الوطن، لا سيما أنه النظام الذي كان وراء فصل جنوب السودان والآن يشن حروبا على الشعب في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور وحتى منطقة الجزيرة في وسط البلاد». وشدد على أن الحكومة في الخرطوم لا تسعى إلى أي عملية سلام وإنهاء الحروب، وقال: «النظام مسؤول الآن عن فشل جولة المحادثات الأخيرة حول دارفور مع حركتي تحرير السودان والعدل والمساواة لرفض رئيسه البشير منح وفده تفويضا كاملا». أضاف: «لقد طلبت الوساطة من البشير عبر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة هايلي منكريوس إعطاء الوفد الحكومي تفويضا في المحادثات لكنه رفض». وتابع: «لقد تم إبلاغنا رسميا من قبل رئيس الآلية الأفريقية الرفيعة ثابو مبيكي بموقف الخرطوم، ولذلك تم تأجيل الجولة إلى أجل غير مسمى».

من جانبه، قال أحمد تقد لسان كبير المفاوضين عن حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان فصيل مني أركو مناوي لـ«الشرق الأوسط» إن إعلان الخرطوم عملية الاستنفار الواسع والتجييش ومحاولة خلق حالة من التعبئة العامة لمواصلة الحرب تدل على أن الحكومة السودانية ماضية في انتهاج الحلول العسكرية، وأضاف أن حضور وفد النظام للمفاوضات كان شكليا؛ لأن موقفه الرسمي الحل الأمني عبر التعبئة العسكرية، مشيرا إلى أن الحكومة قامت بتحريك قواتها والميليشيات التابعة لها إلى مناطق دارفور، النيل الأزرق وجنوب كردفان، قبل بدء جولة التفاوض، وقال: «لقد تم قصف هذه المناطق تزامنا مع المحادثات التي كانت قد توقفت لـ4 أيام، والآن ترسل الخرطوم مزيدا من القوات لأنها تهدف إلى مواصلة الحرب وليس السلام». وأوضح أن كل فصائل الجبهة الثورية ستتعامل مع الأوضاع كما هي قائمة على الأرض، واستبعد التوصل إلى اتفاق أو تفاهم عبر الوسائل السلمية، وتابع: «النظام يعمل على شراء الوقت للقيام بعمل عسكري واسع ضد شعبنا، ولن يكون هناك أي سلام أو حوار قومي في ظل الترتيبات الحكومية الأمنية».

وكان نائب الرئيس السوداني حسبو محمد عبد الرحمن قد وجه انتقادات شديدة إلى اتفاق «نداء السودان» الذي وقعته الجبهة الثورية التي تحمل السلاح والمعارضة السياسية ومنظمات المجتمع المدني في أديس أبابا الأربعاء الماضي، معلنا التعبئة العامة والاستنفار وفتح معسكرات الدفاع الشعبي، وهي قوات تعتبر ميليشيا تابعة للقوات الحكومية لمواجهة القوى التي وقعت على الاتفاق، ووصف إعلان «نداء الوطن» بأنه «خيانة للوطن».

وقد وقعت قوى الإجماع الوطني التي تضم عددا من الأحزاب المعارضة وحزب الأمة بقيادة الصادق المهدي وتحالف الجبهة الثورية التي تضم الفصائل المسلحة من الحركة الشعبية (قطاع الشمال) التي تقاتل في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وحركات العدل والمساواة وفصيل تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي وعددا من منظمات المجتمع المدني على اتفاق في أديس أبابا تحت اسم «نداء السودان» لوقف الحرب وتفكيك دولة الحزب وتحقيق السلام الشامل والتحول الديمقراطي.

واتهم نائب الرئيس السوداني حسبو محمد عبد الرحمن قوى المعارضة بالاستنصار بقوى أجنبية «لتطفئ نور الله ومشروع السودان الإسلامي»، وامتدح قوات الدفاع الشعبي، قائلا: «إن مجاهديها يسدون عين الشمس ويحرسون مشروع الدولة الإسلامي وينصرونه».