«داعش» يبيع المازوت المكرر بدائيا في السويداء الواقعة تحت سيطرة نظام الأسد

أزمة بنزين جديدة تخنق حكومة النظام وسكان المدن

TT

بالإضافة إلى أزمة توفر وقود التدفئة والطهي (الغاز والمازوت) وزيادة ساعات تقنين الكهرباء جاءت أزمة البنزين الخانقة لتفاقم معاناة السوريين، وبينما أغلقت معظم محطات الوقود أبوابها لعدم توفر المحروقات فيها، تتوارد أنباء عن قيام تنظيم داعش ببيع المحروقات المكررة بطرق بدائية على تخوم محافظة السويداء جنوب البلاد.

ومنذ نحو أسبوع بدأت أزمة توفر البنزين ترخي بظلالها الثقيلة على المدن السورية لا سيما العاصمة دمشق ومدينة اللاذقية، وبحسب سكان في اللاذقية فإن الأزمة بدأت فجأة، وأغلقت معظم المحطات أبوابها، لعدة أيام متتالية قبل أن يعود بعضها للعمل بعد توفر كميات محدودة يتم توزيعها بتقنين شديد ولأناس دون آخرين، ما رفع سعر البنزين في السوق السوداء على نحو كبير. وقال سامر.ع من سكان اللاذقية إن أزمة البنزين أدت إلى اختناقات مرورية بسبب الازدحام أمام محطات الوقود، كما نشبت الكثير من الشجارات والمشكلات نتيجة المشاحنات والتي استخدم فيها السلاح أحيانا بين اللذين ينتظرون لساعات طويلة للحصول على البنزين.

وفي دمشق لا يختلف الأمر كثيرا إذ تغص شوارع وسط العاصمة بأرتال السيارات بانتظار الحصول على البنزين، وتغلق الطرقات نتيجة الازدحام، ويقول أبو محمد وهي سائق تاكسي إنه وقف أمام محطة الوقود في الأزبكية شارع بغداد من الساعة الرابعة فجرا ولغاية الساعة الواحدة من بعد الظهر، حصل على تنكة بنزين واحدة وبواسطة من صديق له في الأمن العسكري.

ويشار إلى أن النظام انزل عناصر من قوات الأمن فرع الجوية لضبط الأوضاع في بعض محطات الوقود التي تشهد حالة الفوضى، إلا أن هؤلاء يقومون بترهيب الناس وإذلالهم والتحكم بمنح أفضلية الدور للمقربين من أقارب وأصحاب عناصر قوات النظام من عساكر وجيش دفاع وطني، وبحسب ناشطون فإن قوات الأمن منعت الجميع من دخول محطة وقود في المزة ما عدا عناصر الميليشيات التابعة لقوات النظام، والمدعومين من كبار المسؤولين، وحصلت مشادات وتهديد بقوة السلاح.

ومنذ عدة أيام أغلقت معظم محطات الوقود في دمشق أبوابها لعدم توفر المادة فيها. بينما تشهد المحطات التي تتوفر فيها المادة ازدحاما شديدا وبحسب أحد العاملين في تلك المحطات فإن المادة غير متوفرة فعلا، وغالبية الكميات التي تضخها الشركة العامة للمحروقات توزع في دمشق فقط وبالكاد تغطي جزءا بسيطا من حاجتها بينما انخفضت الكميات المخصصة للمحافظات الأخرى إلى أقل من النصف. إلا أن مصادر أخرى قالت إن الكثير من أصحاب السيارات الخاصة والعمومية يقومون باستجرار كميات مضاعفة من البنزين خوفا من تفاقم الأزمة مما زاد الأزمة.

من جانبها عزت الحكومة أسباب أزمة المحروقات لاستهداف آبار النفط من قبل المسلحين وقطع طرق إمداد المدن، إضافة للعقوبات الاقتصادية المفروضة على النظام. وبحسب مصادر في شركة المحروقات فإن كميات البنزين انخفضت كثيرا، مما أدى إلى تخفيض مخصصات محطات الوقود في كل المدن عموما، مع الإشارة إلى أن مخصصات العاصمة بطبيعة الحال تكون أعلى من غيرها لكنها أيضا انخفضت، بسبب صعوبة توفر المحروقات وصعوبة الاستيراد بسبب العقوبات الاقتصادية والأزمة السياسية والأمنية، حيث انخفض الإنتاج إلى أقل من الربع، لأن غالبية حقول النفط في البلاد باتت تحت سيطرة المسلحين، وتسعى الحكومة لتأمين ما يمكن تأمينه بصعوبة ومعاناة، وتضطر لتوزيعه بحسب الأولوية للمخابز ومحطات الوقود والجهات العامة التي يتطلب عملها ذلك.

وبينما ترتبك حكومة النظام في تأمين المحروقات، يقوم تنظيم داعش ببيع المحروقات المكررة بطرق بدائية في المناطق التي يسيطر عليها، ووصل مؤخرا إلى حدود محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية جنوب البلاد، والواقعة تحت سيطرة النظام، وبحسب ناشطين يباع ليتر المازوت (الداعشي) بسعر 110 ليرات أي ما يعادل نصف دولار. أي بنصف سعر ليتر المازوت النظيف بالسوق السوداء والذي يبلغ 200 ليرة، بينما يباع في كازيات الحكومة بـ155 ليرة، ويتميز المازوت «الداعشي» بلونه الأسود القاتم ورائحته الواخزة الكريهة، لاحتواء على شوائب ومواد خام غير معالجة. ويقول ناشط في السويداء إن صهاريج «داعش» تقف عند الحدود الشرقية للمحافظة، محملة بالمازوت المكرر بدائيا في محافظة دير الزور، وعبر عملاء البيع من أبناء المحافظة وغيرهم يتم نقل المادة من الصهاريج إلى داخل المحافظة. حيث تنتشر بسطات بيع المازوت «الداعشي» على طريق دمشق - السويداء عند بلدة الصورة الكبيرة، التي راح سكانها يعملون في تجارة المازوت الداعشي. رغم ما يشاع عن تسببه بأمراض جلدية، وتنفسية.