رئيس الأركان الجزائري يتفقد جاهزية الجيش لمواجهة التهديدات الأمنية

الزيارة تعكس خشية السلطات من إفرازات المعارك الليبية والاضطرابات في الحدود مع تونس

TT

أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية عن زيارات ميدانية لرئيس أركان الجيش للنواحي العسكرية، الفريق أحمد قايد صالح، بهدف «تقييم مخطط التحضير القتالي للوحدات»، وذلك في إطار استعداد القوات الجزائرية للتصدي لتهديدات كبيرة، تواجه البلاد من الحدود مع ليبيا ومالي.

وذكرت وزارة الدفاع في بيان، أمس، وزع على الصحافة المحلية والأجنبية، أن صالح، الذي يشغل أيضا منصب نائب وزير الدفاع «أدى زيارة عمل وتفقد للقطاعات العملياتية للناحية العسكرية الرابعة (ورقلة التي تقع على بعد 800 كلم جنوب العاصمة) امتدت من الثالث إلى أول من أمس».

وجاءت الزيارة، حسب البيان «في إطار تقييم مخطط التحضير القتالي للوحدات ومتابعة برنامج التدريب السنوي للقوات المسلحة، وفي إطار الاتصال المباشر مع الأفراد، والمتابعة الميدانية لوضعية الوحدات العسكرية المرابطة على الحدود».

وأضاف البيان أن نائب وزير الدفاع «اطلع على مستوى جاهزية بعض الوحدات المتمركزة في إقليم الناحية العسكرية الرابعة، وكانت له لقاءات مباشرة مع أطر وأفراد الوحدات المكلفة بحماية وتأمين الحدود، حيث نوه بالجهود التي يبذلونها للحفاظ على سلامة التراب الوطني، وحثهم على التحلي بمزيد من اليقظة والاستعداد الدائم لتنفيذ المهام المسندة إليهم».

وتابع البيان موضحا: «كان لرئيس أركان الجيش الوطني الشعبي لقاء مع أطر وطلبة وجنود المدرسة التطبيقية للقوات الخاصة ببسكرة (450 كلم جنوب شرقي العاصمة)، ليختتم زيارته بلقاء مع أطر مقر الناحية العسكرية الرابعة بورقلة، حيث اطلع على حصيلة العمليات والأنشطة لسنة 2014. وقدم التوجيهات والتعليمات الضرورية لتحسين وتطوير أداء الوحدات وظروف عملها في برنامج 2015».

وتفيد مصادر مطلعة بأن زيارات الضابط العسكري الكبير للقوات المسلحة بالحدود، جاءت بناء على تعليمات من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي يمارس دستوريا، مهام وزير الدفاع والقائد الأعلى للقوات المسلحة. وتعكس هذه الزيارات مدى خشية السلطات الجزائرية، من إفرازات المعارك التي تدور رحاها في ليبيا التي تجمعها حدود مع الجزائر يصل طولها إلى 900 كلم، ومن الاضطرابات الأمنية في الحدود مع تونس. ففي الحدود مع ليبيا ينتشر الجيش الجزائري بكثافة، خوفا من تسلل مسلحين محسوبين على «داعش» ومن تسرب شحنات من السلاح ووقوعها بين أيدي عصابات المتاجرة بالسلاح والمخدرات. أما في تونس، فإن جبل الشعانبي القريب من الحدود الجزائرية، يشكل مصدر قلق كبير للسلطات العسكرية وذراعها الاستخباراتية، بعد أن ثبت أن مسلحين جزائريين يوجدون برفقة مسلحين تونسيين، وأن بعضهم دخل التراب الجزائري بهدف تنظيم أعمال إرهابية.

وتواجه الجزائر أيضا تداعيات الاضطراب الأزلي على حدودها مع مالي، بسبب التهديد الذي تشكله الجماعات الإرهابية المرتبطة بـ«القاعدة»، والتطاحن الكبير بين التنظيمات الطرقية المسيطرة على جزء من الشمال، والحكومة المركزية. زيادة على المخاطر الأمنية بالحدود مع النيجر.

ويأتي نشاط الفريق قايد صالح وسط جدل كبير أثارته المعارضة. ففي محاضرة ألقاها بالناحية العسكرية الثالثة (جنوب غرب)، خاض الضابط السامي في قضايا سياسية، من بينها انتخابات الرئاسة التي جرت في ربيع هذا العام، إذ دافع على «نزاهتها»، وعبر عن موقف معارض من «تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي» المعارضة، وقال إن الجيش «لن يسمح بالفوضى في البلاد». وفهم من كلامه بأن المعارضة، التي تطالب الرئيس بالرحيل عن الحكم على أساس أنه مريض وعاجز عن أداء مهامه، تبحث عن نشر الفوضى في البلاد.

وقال سفيان جيلالي رئيس «جيل جديد» وعضو «التنسيقية» إن قايد صالح «قدم لنا الدليل بأن المؤسسة العسكرية تظل في قلب الصراع السياسي، وتتدخل في شؤون السلطة. وهو ما يعني زيف الخطاب الرسمي الذي يزعم بأن الجيش عاد إلى الثكنات».