هولاند يلتقي بوتين ويدعو لمنع إقامة «جدران جديدة» بين الغرب وروسيا

موسكو تأمل استعادة أموالها إن لم تسلمها باريس سفن «ميسترال» الحربية

بوتين (وسط يمين) أثناء اجتماعه مع هولاند (وسط يسار) في مطار فنوكوفو بموسكو أمس (إ.ب.أ)
TT

في زيارة مفاجئة ودون سابق إعلان، وصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى موسكو أمس للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بعد زيارة لكازاخستان استمرت يومين. وقال بوتين في ختام لقاء استغرق ساعتين إن «فرنسا وروسيا تؤيدان نهاية حمام الدم فورا» في شرق أوكرانيا، مشيدا بـ«المحادثات البناءة جدا» بين الطرفين.

من جهته، صرح هولاند: «اليوم، أرغب مع الرئيس بوتين في توجيه رسالة لتخفيف حدة التصعيد، وهو أمر ممكن حاليا». وعبر بوتين الذي يتهمه الغرب وكييف بدعم الانفصاليين عسكريا عن الأمل في حدوث «تحسن في مستقبل قريب» في شرق أوكرانيا، في حين طالب هولاند «ليس بإحراز تقدم فقط بل بالتوصل إلى نتائج».

وقد أعلن الرئيس الفرنسي لنظيره الروسي في صالون صغير في مطار بفنوكوفو بموسكو: «أعتقد أنه يتعين علينا تجنب قيام جدران جديدة تفصل بيننا. يجب أيضا أن نكون قادرين على تجاوز العقبات وإيجاد حلول». وذلك بعد 25 عاما على سقوط جدار برلين، رمز انقسام أوروبا. ورد الرئيس الروسي قائلا إن «هذه المشاكل صعبة بالطبع»، لكن «أعتقد أن محادثاتنا لها نتائج إيجابية». وأضاف متوجها إلى هولاند: «إن زيارتك اليوم ولو أنها قصيرة هي زيارة عمل فعلية، وستعطي أيضا نتائج، وستؤدي إلى إحراز تقدم». ونقلت وكالات الأنباء عن هولاند قوله أيضا إن «التوتر والضغوط الموجودة الآن لا يمكن أن تساعد على حل المشكلة، ولذا يتوجب علينا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن نبدأ عملية تخفيف حدة التوتر في العلاقات القائمة بين روسيا والاتحاد الأوروبي بسبب الأزمة الأوكرانية».

وتعد هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها زعيم غربي روسيا منذ بدء الأزمة الأوكرانية، علما بأن بوتين يواجه عزلة أكثر من أي وقت مضى على الساحة الدولية بسبب اتهام الغرب له بتأجيج النزاع في أوكرانيا. ويفرض الغرب عقوبات على موسكو بتهمة دعم المتمردين الانفصاليين في شرق أوكرانيا. ويأتي اللقاء بين هولاند وبوتين بعد إعلان الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو عن مفاوضات سلام جديدة حول أوكرانيا في مينسك يشارك فيها الزعماء المتمردون من شرق أوكرانيا وممثلون أوكرانيون وروس ومن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وقال بوروشينكو إن اتفاقا أوليا أبرم تمهيدا لعقد اللقاء في مينسك في التاسع من ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وكان الاجتماع السابق بين تلك الأطراف أدى إلى التوصل لوقف لإطلاق النار في الخامس من سبتمبر (أيلول) لم يحترم على مر الأسابيع. والثلاثاء المقبل، وفي موازاة المفاوضات في مينسك، يرتقب أن يصادق الانفصاليون وكييف على وقف لإطلاق النار بعدما أعلنوا في قرار مفاجئ الخميس الاتفاق على الوقف الكامل للنار في شرق أوكرانيا.

يذكر أن الأزمة الدبلوماسية بين الغرب وروسيا تثقل كاهل فرنسا التي تواجه مشكلة شائكة أخرى تتمثل في رفض هولاند تسليم السفن الحربية «ميسترال» التي باعتها باريس إلى روسيا ما دام الوضع لم يتغير في أوكرانيا. وحول هذا الملف، قال الرئيس الروسي أمس إنه يأمل أن تستعيد روسيا من فرنسا قيمة الصفقة إذا لم تسلمها باريس سفينتي ميسترال. وأوضح بوتين: «لم نتحدث في الأمر (ميسترال). لم أطرح السؤال وفرنسوا هولاند لم يتحدث في الأمر. لدينا عقد، ونحن ننطلق من مبدأ أنه يجب أن يحترم وإلا فإننا نأمل أن ترد لنا الأموال التي دفعناها». ووعد بوتين أنه إذا ردت فرنسا الأموال لروسيا، فإنه «لن تكون لدينا طلبات خاصة»، وذلك بعد أن لوحت موسكو بالمطالبة بغرامات وتعويضات ينص عليها عقد الصفقة بين البلدين. وأضاف: «سنبدي تفهما أيا كانت تطورات الوضع». وتأتي تصريحات بوتين غداة تأكيد روسيا أن على فرنسا «أن تفي بكل واجباتها»، وتقوم بتسليم روسيا سفينتي ميسترال التي اشترتهما منها، وإلا فإن «سمعتها» ستتأثر. وكان يفترض أن تسلم أولى السفينتين منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ضمن عقد بشأن سفينتين وقع في يونيو (حزيران) 2011 مع الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي وقيمته 1.2 مليار يورو.